Subjects
-Abstract
لم يعد تقدم وتطور المجتمعات يقاس بما تمتلکه من إمکانات مادية فقط ، بل بما توفره من خدمات ورعاية تربوية لأجيالها الناشئة باعتبارهم الثروة البشرية والتحدي الحقيقي .
يمثل التعليم الدعامة الأساسية لبناء الفرد والأمة وإصلاحه وتطويره وتحديثه هو الطريق الصحيح لتنمية الإنسان وبناء شخصيته المتکاملة من کافة النواحي الجسمية والعقلية والوجدانية . وذلک باعتباره استثماراً بشرياً وأساساً حقيقياً وقوياً لأي مجتمع أراد التقدم وذلک بتهيئة الفرص الجيدة والإمکانات والخدمات اللازمة لأفراده لتکوين شخصية بناءه قادرة على استيعاب التحديات المعلوماتية القائمة وتقديمها بصورة أفضل تلاءم تطلعات المسـتقبل.
وإذا کان التعليم الأساسي في مصر هو نهاية المرحلة الإعدادية، فإن التعليم الأساسي في إسرائيل هو التعليم الجامعي فالصراع اليوم هو سباق في التعليم، من أجل تطوير نظمها التعليمية کما في دول آسيوية تنافس على القمة حالياً مثل اليابان والصين وکوريا وتايوان، وأيضاً سنغافورة([1]).
والتعليم الأساسي بحلقتيه الابتدائية والإعدادية يمثل قاعدة المنظومة التعليمية ککل ورکيزة التعليم قبل الجامعي " وقد تقرر في قانون التعليم رقم 139 لسنة 1981م الهدف من التعليم الأساسي وهى کالآتي " تنمية قدرات واستعدادات التلاميذ وتزويدهم بالقدر الضروري من القيم والسلوکيات والمعارف العملية والمهنية من أجل إعداد الفرد ليکون مواطناً منتجًا في بيئته ومجتمعه وربط التعليم بحياة الناشئين والتکامل بين النواحى النظرية والعملية في مقررات الدراسة ومناهجـها ([2]) وبالتالي فإن مدارس التعليم الأساسي لم يعد دورها الاقتصار على العملية التعليمية بل أصبحت مجتمعاً صغيراً لها من المقومات ما يجعلها تسهم في تربية التلاميذ وإمدادهم بالخبرات والمهارات لتحقيق النمو المتکامل للشخصية الناضجة الواعية والمتميزة.
ونظرًا لأهمية مرحلة التعليم الأساسي لکونها قاعدة الهرم التعليمي ، وتضم حوالي 15 مليون تلميذ ([3]) وهي مرحلة يبدؤها الطفل من سن السادسة ويستمر فيها لمدة تسع أو عشر سنوات وفقًا لظروف کل دولة واحتياجاتها التعليمية ، فکلما کانت القاعدة قوية، کلما کان النظام التعليمي جيد ويحقق الأهداف المناط به تحقيقها ، إلا أن الواقع يشير إلى أن مرحلة التعليم الأساسي تعاني من بعض المشکلات ، الأمر الذي ترتب عليه عدم کفاءة النظام التعليمي في تحقيق أهدافه ([4]) .
أنه على الرغم من الجهود التي بذلت من جانب الدولة منذ تعميم فکرة التعليم الأساسي طبقاً لقانون 139 لسنة 1981م إلا أن التعليم الأساسي في مجتمع الدراسة لازال يعاني من قصور في کفاءته الداخلية والخارجية وخاصة في المناطق الريفية والمحرومة وأن مرجع ذلک إلي کثافة الفصول نتيجة الزيادة السکانية التي تؤدي إلى ضعف الفعالية الداخلية متمثلة في المعلم – المدير – المبني، المدرس الجيد. ([5])
ويواجه التعليم الأساسي في تحقيق الأمن القومي وإرساء قاعدة الهرم التعليمي بعض العوامل المتشابکة والمترابطة والتي تعوق تحقيق أهدافه ، ومن خلال تحليل الدراسات السابقة لرصد جوانب ضعف مکونات منظومة التعليم الأساسي تبين الآتي :
- ضعف مستوى الأداء المهني للمعلمين ، وضعف کفاية وکفاءة نظم الإعداد ، وضعف التقدير الأدبي والمادي للمعلم .
- الإطالة والحشو في المناهج ، وعدم وظيفية المناهج وضعف ارتباطها بالبيئة .
- کثافة الفصول وانخفاض المستوى التحصيلي للتلاميذ ، وقلة الأبنية التعليمية الصالحة للعملية التعليمية ، ونقص الأدوات والتجهيزات التربوية .
- ضعف دور الإدارة المدرسية في القيام بدورها على الوجه الأکمل وتوفير مناخ تربوي يشجع على الإبداع والابتکار .
- سوء توجه الأنشطة المدرسية لتحقيق أهداف النمو المتکامل .
الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في محتوياته ومکوناته ويتطلب الدراسة الجادة للأسباب والعوامل التي تحول دون استفادة التلاميذ من الخدمات التربوية المقدمة لهم، حيث نجد عدة عوامل تتداخل معًا منها ما يرتبط بالمحتوى والأنشطة ومنها ما يرتبط بالمعلم ، ومنها ما يرتبط بالإمکانات المادية ، ومنها ما يرتبط بالإدارة المدرسية والمناخ المدرسي .
([1]) هاني محمد: المکتبات ودورها في المناهج التربوية والمواد الدراسية ، القاهرة : العلم والإيمان للنشر، 2010م، ص 54.
([2]) نصر محمد محمود ، "دور مجالس الأمناء والآباء والمعلمين في تحقيق بعض متطلبات الجودة بمدارس التعليم الأساسي" ، مجلة کلية التربية ، (تصدر عن : کلية التربية – جامعة أسيوط) ، المجلد ( 23 ) العدد ( 2 ) ، 2007م ص 5 .
([3]) إبراهيم أحمد غنيمة ، خواطر حول برامج التنمية المهنية للعاملين في الحقل التعليمي " الفريضة الغائبة لدى کلية التربية " ، المؤتمر الدولي (کليات التربية وإعادة بناء التعليم) 10 – 11 مايو 2014م ، کلية التربية – جامعة أسيوط ، ص 10 - 11 .
([4]) شاکر محمد فتحي أحمد وآخرون ، التعليم الأساسي " الفکر .. التطبيق .. الصيغة المستقبلية " ، القاهرة: دار الفکر العربي ، 97/1998م ، ص 179 .
([5]) أشرف محمد طه رشوان ، "فعالية التعليم الأساسي بمحافظة أسيوط في ضوء بعض المتغيرات المجتمعية (مدخل جديد للکفاية التعليمية) "، رسالة دکتوراه ، کلية التربية ، جامعة أسيوط ، 1999.
DOI
10.21608/mfes.2015.107286
Keywords
تصور مقترح للتغلب على المعوقات
Authors
Last Name
إبراهيـــم حويــــل
MiddleName
-Affiliation
أسـتاذ التربيـة المساعـد
ورئيس قسم أصول التربية
کلية التربية – جامعة أسيوط
Email
-City
-Orcid
-MiddleName
-Affiliation
مدرس أصول التربية
کليـة التربيــــة
جامعــة أســيوط
Email
-City
-Orcid
-Last Name
السيد السـيد الوشاحـي
MiddleName
-Affiliation
مدرس بقسم أصول التربية
کلية التربية – جامعة أسيوط
Email
-City
-Orcid
-Last Name
حسين مصطفى حسن الشريف
MiddleName
-Affiliation
للحصول على درجة الماجستير في التربية (تخصص أصول تربية)
کلية التربية – جامعة أسيوط
Email
-City
-Orcid
-Link
https://mfes.journals.ekb.eg/article_107286.html
Detail API
https://mfes.journals.ekb.eg/service?article_code=107286
Publication Title
مجلة کلية التربية (أسيوط)
Publication Link
https://mfes.journals.ekb.eg/
MainTitle
تصور مقترح للتغلب على المعوقات التي تحد من تحقيق أهداف التعليم الأساسي