مع حلول الألفية الثالثة أصبح للمعاق حق في الرعاية الصحية والتعليمية والاجتماعية ، فهو مواطن له حق المواطنة، وعليه واجباتها بقدر استطاعته وتحمله لمسئوليته، وقد ارتبطت هذه الحقوق بمبدأ تکافؤ الفرص بين الأفراد والمواطنين دون أن تتأثر بلون، أو دين، أو عقيدة، أو أصل، أو عرق، أو جنس، أو غيرها من دواعي التمييز بين الأفراد. (زينب محمود شقير، ٢٠٠٥، ۳٨٥)
ولقد تطورت فلسفة الدمج لذوي الإعاقة بالمدارس العادية ومبادرة التعليم الشامل ، وخاصة بعد قانون التعليم للجميعNo Child Lift Behind ، وظهور تعليمات وأنظمة صارمة للمحاسبة وفقا لمعايير محددة ومخصصة للتربية الخاصة في القطاعات التعليمية المختلفة من قبل العديد من الوکالات والهيئات المعنية. (Gail , Paul, 1990, 607 – 612)
کما تم تأسيس عدة هيئات محلية وعالمية لمراقبة جودة الخدمات في التربية الخاصة واعتمادها منها مجلس الأطفال الاستثنائيين (CEC )Council for Exceptional Children في الولايات المتحدة الأمريکية الذي قام بوضع معايير للحکم على جودة الخدمات المقدمة للطلاب ذوي الإعاقة من خلالتحليل الأداء الکيفي في المدارس الملحق بها برامج للدمج في التربية الخاصة ، وإدخال کثير من التعديلات النوعية عليها ،کما يعمل المجلس على تدعيم المجهودات المتنوعة في جميع الولايات الموجودة في الولايات المتحدة الأمريکية ، وتطوير واستمرار الاهتمام بالمعايير للمجالات والبرامج المختلفة والفرعية المتخصصة في التربية الخاصة ، و تطوير المعايير التربوية المهنية لکل من المعلمين المبتدئين وغيرهم من الخبراء ذوي الأدوار الأکثر تخصصا وکذلک للخبراء والموجهين الداعمين لعمليات التطوير المهني المستمر. ,2000,5-12) (Roston,VA
وأيضا قامت الحکومة البريطانية بتوفير تعليم جيد لذوي الاحتياجات الخاصة وذلک بإعلان معايير الجودة الوطنية لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في يناير 2000، وتعمل هذه المعايير على رفع مستوى التعليم وإيجاد مجتمع دامج و أکثر استيعاباً لهؤلاء التلاميذ ولتحقيق مبدأ تکافؤ الفرص وفقاً لبرنامج الحکومة بإنجلترا وويلز . punch .R.,H,2007,504-517) )
واهتمام منظمة اليونسکو بتحديد معايير لجودة التعليم الشامل لإنهاء العزل clusive quality education exclusions ( UNSCO,2010)
ثم توالت العديد من الدول الأجنبية في تحديد معايير لذوي الاحتياجات الخاصة حيث تعمل هذه المعايير علي تحسين بيئة المدرسة والبرامج والخدمات التعليمية والمدخلات الخاصة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة .
وتقديم التسهيلات والخدمات من خلال تطبيق هذه المعايير على ضوء خطة للمحاسبية والتقييم. (Johnson, H., A. 2004, 75 - 91)
وهذا يدعو إلي ضرورة الاهتمام بکيف وجودة برامج ومؤسسات التربية الخاصة بشکل عام وبرامج الدمج بالمدارس العادية بشکل خاص من خلال تبنى آليات محددة لضمان جودة هذه البرامج في الوقت الحالي بما يتناسب مع متغيرات العصر وأيضا مع الجودة التعليمية على اعتبار أنها من أهم الاتجاهات العالمية المعاصرة ، وضرورة أن تعتمد قراراتهم علي معايير مقننة يتم تصميمها وتنفيذها بدقة ، ومؤشرات أساسية عند تقييم فعاليتها وکفاءتها ، وخاصة أن استخدام معايير الجودة يعمل على تقييم جودة الأداء وتحسين نظم التعليم ببرامج الدمج والتربية الخاصة ؛ لتضيق الفجوة بين ما يقدم للطلاب العاديين والطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.