تتطلب المرحلة التي نعيش فيها اليوم الإهتمام بالتلاميذ وبخاصة في التعليم الأساسي, لأنهم رکيزة أساسية لکل أمة تسعى إلى التقدم فى جميع المجالات فهم أساس بناء الأمة فإن أُحسن استغلالهم فى الخير والإصلاح والبناء والفضيلة أدى إلى تقدم الأمة, وصاروا أداة هدم إن أساءت الأمة الإهتمام بهم .
ولذلک فأن مصير الأمم والشعوب صار رهناً بإبداع أفرادها، ومدى قدرتهم على مواجهة التحديات ومدى إستجابتهم لمشاکل التغيير ومطالبه، ومن ثمَ فقد أصبحت التربية هي المشکلة وهي الحل، فإن عجزت أن تصنع بشراً تفشل کل جهود التنمية مهما توافرت الموارد المادية والبشرية.([1]) , ومن خلال ذلک کان لابد من مواجهة مشکلات التربية بالحوار, لأن الحوار هو عمل والأنبياء العلماء والمفکرين والمربين, والسياسيين ورجال الأعمال, وهو أساس نجاح الأب مع ابنه, والزوج مع زوجته والصديق مع صديقه, والأمة الناهضة هي التي تشيع فيها آداب الحوار بين أبنائها.
وبهذا يکون الحوار من الأمور الضرورية للإنسان لأنه اجتماعي بطبعة, ولهذا يحتاج الى التواصل مع أبناء جنسه عن طريق الکلام أو الحوار, يکون الحوار من الأمور التربوية المهمة التي يجب على کل فرد من أفراد المجتمع تعلم أصوله ومبادئه ، فکم من حوار بين إثنين لم يراع فيه أصول الحوار وآدابه ومبادئه کانت عواقبه أليمه, ولذلک يعد أسلوب الحوار من أهم الأساليب التربوية لتوجيه التلاميذ وإرشادهم وإصلاحهم وبالحوار البناء معهم يشعرهم بمکانتهم الرفيعة ودورهم الکبير فى الأسرة والمجتمع ويحدد ما لهم وما عليهم من مسؤليات وواجبات تجاه أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم ووطنهم , کما أن الحوار يتيح لهم فرصة التعبير عن حاجاتهم ورغباتهم ومشکلاتهم بأسلوب مقنع مفيد , ويبصرهم بالأفکار الصحيحة والآراء السديدة والإتجاهات السليمة.
ونستطيع أن ننمي آداب الحوار بين التلاميذ من خلال ممارستهم للأنشطة التربوية لأنها تساعدهم على بناء شخصيتهم وإشباع ميولهم وحاجاتهم وتساعدهم في الثبات الانفعالي والتکيف مع الآخرين والقدرة على التفکير والتخطيط والتنفيذ, ولذلک تشهد المرحلة الحالية اهتماماً بتفعيل الأنشطة التربوية بالمدارس باعتبارها الجزء المکمل لتربية الفرد والواقية من ظواهر التطرف والانحراف، ولهذا أخذت على عاتقها المجتمعات أنه لن تبنى مدرسة دون أن تتوافر بها مکان لمزاولة الأنشطة التربوية المختلفة الثقافية والفنية والإجتماعية والرياضية على حد سواء ([2]) فمن خلال المعلمين وإدارة المدرسة يتم تشجيع التلاميذ على ممارسة الأنشطة التربوية حيث أن نشاط الصحافة المدرسية والتربية الرياضية وخدمة المجتمع وغيرها من الأنشطة التربوية تساعد التلاميذ على تنمية آداب الحوار الذي يعد أعلى المهارات الإجتماعية قيمة ويعرف قيمة الشيء بمعرفة قيمة المنسوب إليه([3]).
([1]) على عبد الخالق عبد الله ," برنامج تدريبي مقترح لتنمية المهارات القيادية لدي مديري المدارس الثانوية في الجمهورية اليمنية في ضوء الاتجاهات العالمية الحديثة ", رسالة ماجستير , جامعة اسيوط: کلية التربية ، 2008م,ص3.
([2]) محمد السيد حسونة: أهمية الأنشطة المدرسية في إثراء العملية التعليمية, , صحيفة التربية تصدرها رابطة خريجي معاهد وکليات التربية , السنة الرابعة والخمسون ع1, أکتوبر 2002 م, ص ص6- 7.
([3]) محمد غازي الدسوقي ," الذکاء الاجتماعي لمشرفي الأنشطة التربوية قدرة فائقة في النجاح المهني" , القاهرة: المکتب الجامعي , 2008م, ,ص8.