اللغة العربية لغة سامية تميزت بالفصاحة والبيان والإعجاز فهي بحر عميق لها درر مکنونة وکلمات موزونة وأساليب بلاغية وإعجازية، وهي أداة للفکر وللثقافة والإبداع، إلى جانب أنها لغة قومية وفي إحيائها إحياء للدين والعروبة، کما تعمل على زيادة ربط المتعلمين بدينهم، فهي لغة القرآن الکريم قال الحق تبارک وتعالي:
{ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ } (سورة الزخرف 3) .
فاللغة تؤدى دورًا مهمًا في حياة کل من الفرد والمجتمع؛ فعن طريق اللغة يستطيع الفرد أن ينمى شخصيته وأن يتفاعل مع بيئته ومجتمعه، حيث إنها الأساس الذي يقوم عليه بناء شخصيته، وهو باللغة کذلک يستطيع أن يکتسب معارف ومعلومات وقيمًا واتجاهات وأنماط سلوک، وبذلک تتکامل شخصيته إلى حد ما.
ولذلک فإن للغة العربية في حياة المتعلمين أهمية کبرى: فهي أداتهم للاتصال والتعبير، ووسيلتهم الأولى لتحصيل المعرفة وتکوين الخبرة وتنميتها، وهي أداة من أدوات التفکير؛ إذ أن الإنسان يفکر باللغة ويتمثل ذلک في نتاج التفکير الذي يکون على صورة تراکيب شفهية أو مکتوبة، ومن دونها يصعب على المرء أن يعبر عن الأفکار أو عما يشاهده أو يحس به (السعدي ومخيمر وموسى،1992،7) (*)
من هنا تبرز أهمية عملية التفکير في مجال الاتصال الشفوي، فنجاح الفرد أو فشله في حياته متوقفة على طريقة تفکيره، وقدرته على التعبير عن أدائه ومتطلباته والتفاعل والتواصل مع المجتمع، وقد ازداد الاهتمام بموضوع التفکير بشکل ملحوظ في النصف الثاني من القرن العشرين، فالمجتمع الناجح إنما هو المجتمع المفکر الذي يحقق في أفراده التعلم مدى الحياة، واستثمار أقصى قدر ممکن من قدرات المتعلمين وطاقاتهم الإبداعية (عبد العزيز،2011،171)
وهذا يستلزم بالضرورة تبنى إستراتيجيات وأساليب تدريس حديثة تتماشى مع متطلبات الحياة المعاصرة وتنمى قدرات التفکير والإبداع لدى المتعلمين، ومن أهم الإستراتيجيات إستراتيجية قبعات التفکير الست حيث تهدف هذه الإستراتيجية إلى تطوير الاستکشاف والإبداع، والمبادرة، من خلال إعطاء کل نوع من التفکير حقه في التعبير عن وجهة نظره، وذلک من خلال تشجيع التفکير المتوازي وتنظيم المعلومات.
ولهذا يعد برنامج قبعات التفکير الست من أنجح البرامج، فهو يتميز بالشمولية لکونه يشمل عناصر التفکير الأساسية، کما أن استخدامه شبيه بلعب الأدوار الذي يعطى جوًا من السرور والبهجة للتلاميذ، ويزيد من فعاليتهم للتعليم وتحسين التفکير، مما يساعدهم علي التغلب علي مشکلات الحياة التي تواجههم.
* اتبع في التوثيق نظام الجمعية الأمريکية لعلم النفس APA ) American Psychological Association)