هدفت الدراسة الحالية الى تقصي واقع التغير الحادث في الممارسات التعليمية في مدارس " تطوير " في المملکة العربية السعودية کإحدى المشاريع التطويرية الهامة ، والکشف عن مدى اتساق الممارسات التعليمية في هذا النموذج التطويري " مع ما تم التخطيط له من وجهة نظر أصحاب المصلحة والمستفيدين وموقفهم من عملية التغيير أو التطوير الحادث ، وتقصي أبرز الملامح الإيجابية لتلک التجربة ، وکذلک المعوقات التي تحول دون تحقيق الأهداف المنشودة ، وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي و مجموعات الترکيز کأداة للقياس والکشف عن واقع التجربة ، حيث تم اختيار عينة عشوائية من مدارس " تطوير التجريبية ( 3) مدارس للطالبات من واقع ( 25 ) مدرسة تضمنت عينة الدراسة94 فرداً منهم41 معلمة ومشرفة و53 طالبة وأظهرت النتائج أن واقع الممارسات التعليمية في ظل التجربة الحديثة لم تصل الى المستوي المأمول من وجهة نظر المستفيدين (الطالبات والمشرفات والمعلمات ) ؛ حيث أظهرت النتائج أن مشروع" تطوير " مثل العديد من المشاريع التطويرية يواجه العديد من الصعوبات والمعوقات الخاصة بالأفراد أو بمتطلبات عملية التطوير ککل: ومنها وجود معلمات مثبطات للهمم مقاومات للتغيير، ضعف الکفاءة العلمية لبعض المعلمات وعدم امتلاکهن المهارات اللازمة لتفعيل الوسائل التکنولوجية الحديثة في العملية التعليمية ، عدم الوعي الکاف بفلسفة التطوير الحادث وأهدافه، وکذلک توجهات بعض المعلمات السلبية أو غير المهتمة بعملية التغيير والتطوير الحادث ، إضافة الى عدم تغير المحتوي العلمي للمناهج، و القصور في تطبيق واستراتيجيات التدريس الحديثة للعديد من الأسباب ، وکذلک عدم تغير أدوات وأساليب التقويم داخل المدرسة ،حيث کانت الاختبارات التحصيلية التقليدية من أهم السلبيات أو العوائق التي أعاقت تحقيق أهداف المشروع کما خطط له ، ناهيک عن قصور وضعف برامج التدريب اللازمة لتهيئة للمعلمات والطالبات للمهام والأدوار الجديدة ، وافتقار المجتمع المدرسي للتواصل مع الخبراء والمسئولين عن إدارة المشروع .
ومع ذلک فقد أظهرت التجربة العديد من السمات الإيجابية لهذا المشروع ومنها : توفير التقنيات عالية المستوي، انتشار الوعي بالتوجهات والمفاهيم التربوية الحديثة داخل المجتمع المدرسي، تغيير جزئي في الممارسات التدريسية تمثل في استخدام وتطبيق بعض مداخل واستراتيجيات التدريس نتيجة لدمج التقنية في العملية التعليمية ،الاهتمام بالطالبات الموهوبات وإعطائهن فرصة للتميز، اکتساب الطالبات العديد من المهارات الاجتماعية والقيادية ، والتقنية.