تتسارع خطى التقدم التکنولوجي والمعلوماتي بشکل مستمر؛ مما يشکل تحدياً صعباً للمجتمعات لمواکبة هذا التقدم الذي لا يتوقف، من هنا جاءت الحاجة إلى تمکين الطلاب من التعامل مع هذه الثورة التکنولوجية والمعلوماتية، وامتلاک مهارات تساعدهم کي يصبحوا قادرين على التکيف مع الحياة المعاصرة.
تزويد المتعلم بالمهارات الحياتية يساعده في مواجهة تحديات ومتغيرات العصر، ويتمکن من أداء الأعمال المطلوبة منه على أکمل وجه، وتحقيق التعايش الناجح، والتکيف الإيجابي، والمرونة والنجاح في حياته العملية والشخصية. (عبد المعطي، مصطفى، 2008، 23)(*)
تفيد المهارات الحياتية الطلاب في فهم کيفية تطوير المهارات والکفاءات، استعداداً للمستقبل في مرحلة ما قبل الجامعة والعمل؛ لذا اقترح ضرورة استيعاب الطلاب لمهارات حياتية متنوعة منها المهارات التکنولوجية خاصة المرتبطة بالبحث عن المعلومات ومشارکتها، وکذلک لابد من فهم الذات وتحليلها، والتمکن من إدارة الوقت کي يحسن إدارة أعماله، والتفکير السليم، وتحقيق علاقات ناجحة من خلال العمل في فريق.
المهارات الحياتية التکنولوجية مهارات التعامل بکفاءة مع التقنيات التربوية الحديثة، مثل استخدام الکمبيوتر، والإنترنت، والبحث عن المعلومات وتخزينها، (الصغير، 2010، 40) وأصبح الاهتمام ينصب على الإنترنت وتطبيقاته في التعليم عموماً، والتعليم الثانوي کونه مرحلة الإعداد للجامعة، وبالتالي التزود بالمعارف والمهارات حول کيفية استخدام الکمبيوتر، وکيفية التعامل مع شبکة الإنترنت. (التودري، 2004، 143)
يتمثل مفهوم الذات الفکرة التي يحملها الفرد عن نفسه. (برکات، 2009، 4)، يميل الطلاب في مرحلة المراهقة إلى تنمية شخصيتهم، والوصول لتحقيق الذات، والرغبة في الاستقلال، ويتميز طموحهم بالواقعية؛ لذلک يجب أن يتعرف المراهق على قدراته، وميوله، وإمکاناته، واستعداداته، (أبو حطب، صادق، 2008، 314) کما تستخدم مهارة إدارة الوقت من أجل الحصول على أفضل استغلال للوقت المرتبط بواجبات أو مهام أو أعمال محددة، وبأغراض أو أهداف شخصية، کما أنها عملية ذهنية تهدف إلى استخدام الوقت بحکمة تامة، (سعادة، 2006، 47) کما يحتاج الفرد إلى التفکير حول التفکير، والذي يتضمن عمليات التخطيط للمهمة التي سيقوم بها الفرد، ومن ثم مراقبة استيعاب هذه المهمة، وأخيراً تقويم مدى التقدم لهذه المهمة، (أبوجادو، نوفل، 2007، 344) أما العمل في فريق يساعد الأفراد أن يعملوا معاً من أجل تحقيق هدف محدد، والالتزام بتحقيقه، والتعاون والمسئولية المشترکة، والتکامل في المهارات، ومحاسبة الأفراد لأنفسهم في ضوء الهدف أو النتائج المتوقعة. (عشيبة، 2007، 376)
يُعد الطالب في المرحلة الثانوية رکناً رئيساً في منظومة التعليم يحتاج للإعداد في جوانب حياته خاصة مرحلة الجامعة، والاستعداد للعمل، والاستفادة من وقت الفراغ، والتفکير للحکم على الأشياء، وتحقيق علاقات ناجحة مع الآخرين، فالحياة لا تقتصر جوانبها على العمل وحده، أو الالتحاق بالجامعة فقط، بل إعداد متکامل للطلاب؛ لمواجهة الحياة في عالم متغير في شتى نواحي الحياة، من هنا سعى البحث إلى استخدام الفيسبوک وبعض تطبيقات جوجل لتنمية بعض المهارات الحياتية لدى طلاب الصف الثانوي.
(*) التوثيق المتبع APA (اسم العائلة، سنة النشر، الصفحة).