يعتبر الإقناع هو الرکيزة الأساسية التي نحتاجها لکي نتعايش ونتواصل مع الآخرين، وهو يمثل الهدف الرئيسي لمعظم عمليات الاتصال، فالإنسان يتعرض يومياً لعشرات المحاولات الإقناعية أينما وجب وحيثما کان، فهناک دائماً من يحاول تغيير رأيه أو موقفه حول شئ معين، وأصبح امتلاک الفرد لمهارات الإقناع مفتاح يساعد على تحسين توافقه النفسي، ونظراً للأهمية التي اکتسبها الإقناع في المجتمع کعامل أساسي لبلورة الأفکار وجعلها تتماشى وميول ورغبات الأفراد، ازدادت الحاجة إليه مع تطور وتعقد الحياة الاجتماعية وزيادة مطالب الأفراد وتباين أفکارهم، واتجاهاتهم ومصالحهم، وزيادة وتيرة المنافسة بينهم، وألحت الضرورة بذلک على العلماء والباحثين الخوض في هذا المجال بکل قوة.
فالإقناع مهارة تسمو بالإنسان وترفع من قيمته وتحقق له طموحاته وتجعله رقمًا صعبًا لا يُستهان به ولا يستغنى عن رأيه ، کما يعتبر الإقناع من أهم وسائل نشر الخير والدعوة لأنه يخاطب العقول والقلوب ويحرک الفطرة الإنسانية داخل الإنسان وکذلک هو مهارة قيادية لا يستغني عنها کل من يود التأثير في الآخرين وقيادتهم .
والإقناع- يحقق فوائد عديدة – إذا التزم القائم به الأسس المنهجية تجاه الأطراف المراد إقناعها من جهة وتجاه نفسه من جهة أخرى وأنه يرتقي بطريقته في التفکير والأداء ويجعله مقبولاً من الآخرين بدرجة أکبر، ويجعل احتمال إقناعهم بأفکاره أکبر أيضاً، کما أنه إذا تحقق في القائم بعملية الإقناع الحوار الهادئ وعدم التعصب والتعامل بالرفق واللين في الحوار لجعل فرص الإقناع والاقتناع أوسع وأرحب(خالد حسين، 2005).
والاتصال الإقناعي الفعال من مقومات المناخ النفسي الاجتماعي الصحي فيؤثر المناخ السائد بين الأطراف المشارکة في تلک العملية على دقة إدراکهم للمعلومات والمشاعر والاتجاهات المتبادلة من خلال تکوين حالة إدراکية تميز سلوک الجماعة في تفاعلها في عملية الاتصال الإقناعي. (طلعت منصور، 1980).
وتظهر مظاهر عدم التوافق مع انتقال الفرد من مرحلة لمرحلة أخرى أو من بيئة لأخرى ويختلف في درجته، فبعض الأفراد يتکيفون بنجاح لما يحيط بهم من أشياء وأشخاص، والآخر يکتسب عادة سلوکية سيئة تعرقل توافقهم وتحول دون إيجاد حلول مرضية لمشکلاتهم، لذا يواجه الناس في حياتهم مشکلات تدفعهم إلي البحث عن التوافق في حياتهم فلابد للطالب الذي يلتحق بالجامعة من أن يتوافق مع حياته الجديدة بعيداً عن الأب والأم. (سامي هاشم، 2000).
وإذا لم يتمکن الإنسان من نقل أفکاره إلي الآخرين فلن يکون قادراً على مواصلة حياته، کما أکد ريجيو أن الأفراد الذين يجيدون مهارات الاتصال والإقناع کانوا أکثر فاعلية في علاقتهم بالآخرين وأکثر نجاحاً في مختلف نواحي الحياة مقارنة بهؤلاء الذين تنقصهم هذه المهارات. (ممدوحة سلامه، 1990).
يعد الإرشاد المعرفي السلوکي واحداً من أکثر الاتجاهات العلاجية استخداماً على مستوى العالم باختلاف الثقافات والمستويات العمرية والاضطرابات النفسية، فالعلاج المعرفي السلوکي نال شهرة واسعة في بداية استخدامه کعلاج مناسب للاکتئاب وتشير نتائج الدراسات في مجال الاضطرابات النفسية إلي صحة هذا الافتراض. (ناصر إبراهيم، 2000، 69).
کما أشارت بعض الدراسات فاعلية الإرشاد المعرفي السلوکي لدى طلاب الجامعة في علاج الکثير من المشکلات.
مثل دراسة رئيفة رجب ( 2000) ودراسة صبحي عبد الفتاح (2000)، دراسة محمود محمد إبراهيم، (2002)، ودراسة (حسين قائد، 2005)، دراسة فکرى أحمد عسکر (2007)، دراسة قطب عبده (2007)، دراسة عفاف إبراهيم (2014) دراسة أماني سمير محمد علي (2014) .
وتلعب المرحلة الجامعية دوراً مهماً في إعداد الطلبة بمستوى العصر بتزويدهم بأرقي المعارف والمهارات التي تساعد على تکوين مستقبلهم بروح من الإقدام والتفاعل والتوافق، فتؤدي الجامعة دوراً کبيراً في التوافق السليم وتعديل السلوک. (سهيل الحوري وآخرون، 2000).
کما أن المرحلة الجامعية من المراحل الحاسمة في حياة الفرد التعليمية، لأنها نهاية تلقي التعليم الرسمي، إضافة إلي أنها تعد المطالب إلي الخروج للحياة الخارجية بکل أحداثها، وبالتالي فصقل الشباب وتدريبهم وإرشادهم في هذه المرحلة من الأمور خاصة وهم في مفترق الطريق بين إنهاء التعليم والخروج لمعترک الحياة بأحداثها ومشاقها المتلاحقة والمستمرة والتي قد تقسو تارة وقد تلين تارة أخرى، وفي کل هذا تتطلب شخصية مرنة تمتلک العديد من المهارات اللازمة التي تساعدهم علي تحقيق توافقهم النفسي.(نشوة کرم، 2010).
ومن هنا يتضح أهمية وضع برامج علاجية لبعض طلاب الجامعة لتحسين بعض مهارات الإقناع الشخصي لديهم وبالتالي تحسين توافقهم النفسي.