يتميز العصر الحالي بالتطورات السريعة والمستمرة في مجال المعرفة العلمية والتکنولوجية. وتعد مواکبة التطورات المتلاحقة في تکنولوجيا المعلومات والتعامل معها بکفاءة ومرونة من أهم التحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية. وقد أدت ثورة المعلومات إلى ضرورة الاهتمام بتطبيقات تکنولوجيا التعليم واستخدامها في العملية التعليمية.وتعد مهارات استخدام الوسائط التعليمية من أهم المهارات التي يحتاج إليها المعلم في الفصل الدراسي، للتمکن من إعداد مصادر تعليمية فعالة.
وتتيح الوسائط الفائقة للمتعلم مرونة کبيرة في تنظيم وإدارة المعلومات المتضمنة؛ لأنها تتضمن أنماط مختلفة للمعلومات في شکل رسوم وصور ونصوص بالإضافة إلى بيئات إلکترونية متکاملة تسمح للمتعلم أن يتعلم بفاعلية من خلال الارتباطات التي تمکن المتعلمين من تحصيل المعلومات في شکل تفاعل بين الصوت والصورة واللغة المکتوبة والمتعلم. (أبوالمجد،2009، 5)
وتأتي أهمية استخدام الوسائط الفائقة في العملية التعليمية في قدرتها على استثارة أکثر من حاسة لدى المتعلم أثناء توصيل الرسالة التعليمية، لذلک فقد أوصت الکثير من البحوث والدراسات بضرورة تحويل نمط التعليم التقليدي ﺇلي أنماط حديثة تعتمد على استخدام المستحدثات التکنولوجية وخاصة الوسائط الفائقة، والتي تتميز بقدرتها على مساعدة الطالب على اختيار ﺇستراتيجية التنفيذ وذلک عن طريق اختيار ما يرغب في عرضه من عناصر وکذلک فإنها تساعده على ترتيب تسلسل العمليات أو الخطوات عن طريق التحکم في سير البرنامج.قاسم(2006،291)
ويرى النوايسة (2009، 46) انه من أکبر المعوقات التي تعترض توظيف الوسائط الفائقة في العملية التعليمية عدم توافر برمجيات مناسبة لاستخدام هذه الوسائط، وکذلک کثرة التبديل والتغيير في المناهج مما يترتب عليه عدم وجود وسائط تعليمية لکثير من موضوعات المنهج، فالوسائط الموجودة في المدارس لا تجاري التقدم والتطور في المناهج.
وتؤکد باخدلق (2010, 12) علىأن الوسائط التعليمة سواء کانت متعددة أو فائقة أو تفاعلية يتطلب دمجها في العملية التعليمية توفر کفايات معينة لدى المعلم مرتبطة بمجال تکنولوجيا التعليم تمکنه من استخدام الأجهزة والأدوات والآلات لعرضها، بالإضافة إلى توفر کفايات تمکنه من إنتاج ما يقوم بتدريسه في صورة برمجيات متعددة الوسائط أو فائقة حسب طبيعة المحتوى، أو تمکنه من استخدام الوسائط المعدة من قبل الغير.
وفي ضوء التسارع في مجال التکنولوجيا بوجه عام، وتکنولوجيا التعليم بوجه خاص أصبحت المستحدثات التکنولوجية ضرورة واجبة الاستخدام مع کافة الطلاب في جميع المراحل التعليمية.وهذا التطور المتلاحق المستمر في الأجهزة والمعدات والبرمجيات زاد من العبء الملقي على کاهل المؤسسات التعليمية لملاحقة هذا التطور. وأصبح تحديث الأجهزة أو شراء أجهزة جديدة مکلف بشکل لا تستطيع تلک المؤسسات القيام به. (عبد الحميد ، 2010،101)
وجعل ظهور الحوسبة السحابية من الإمکان ملاحقة التطور التکنولوجي، حيث تتولي الشرکات التي تقدم خدمة الحوسبة السحابية وضع برامج متنوعة الاستخدام ومتاحة طوال الوقت يتم تحديثها بشکل مستمر ومجاني،وتوفر الحوسبة السحابية إمکانات عالية من مساحات التخزين ومضادات الفيروسات. کما توفر خدمات الحوسبة السحابية إمکانية المشارکة والتواصل من خلال أدواتWeb2.0 المتضمنة داخل بيئة الحوسبة السحابية،مما يتيحالفرصة للمؤسسات التعليمية لملاحقة التطور المتسارع في الأجهزة والمعدات والبرمجيات.(الفقي،2014)
إن الحوسبة السحابية توفر على الدولة والمؤسسات التعليمية المبالغ الکبيرة التي تنفق في تحديث الأجهزة وشراء أجهزة جديدة وتوفير برمجيات بشکل دوري. کما أنها تقضي على الأعباء المالية والفنية الناتجة من ملاحقة التطور وتسهل العمل والإنجاز علىکلاً من المعلمين والطلاب، وحتى في حالات العمل الفردي فإنها توفر إمکانية العمل من أي مکان وفي أي وقت. (Khmelevsky And Voytenko,2014.131)
ومن أهم مميزات الحوسبة السحابية تمکين المعلمين والطلابمنإعداد واستخدام المستندات والجداول والصور والعروض التقديمية وعروض الفيديو التفاعلية وملفات الصوت دون الحاجة إلى مساحات تخزين کبيرة ودون تعرض أعمالهم للقرصنة أو الفيروسات أو التلف.مع إمکانية مشارکة هذه الأعمال مع الأقران وزملاء العمل.(العبدالرازق ،2014)
ويرى البحث أناستخدام الوسائط الفائقة من قبل المعلمين يحتاج إلى توافر تجهيزات تکنولوجية من أجهزة وبرمجيات ووسائط تخزين قد لا تتوافر في أغلب المؤسسات التعليمية.ويمکن استخدام تطبيقات الحوسبة السحابية لتوفير بنية تحتية مناسبة لاستخدام عناصر الوسائط الفائقة.