106748

مهارات الأداء اللغوي الحياتي ومدى توافرها لدي تلاميذ المرحلة الابتدائية

Article

Last updated: 04 Jan 2025

Subjects

-

Tags

مناهج وطرق تدريس تخصصات (اللغة العربية – الإنجليزية - الفرنسية- الرياض…بية الفنية -الاقتصاد المنزلي- التعليم الصناعي - التاريخ - الجغرافيا))

Abstract

يشهد العالم اليوم حرکة سريعة من التطور ، والتقدم فى شتى مجالات العلوم ، وهذا التقدم صاحبه انفجاراً معرفيا متسارعاً ، وأصبح الفرد فى حاجة ماسة إلى أن يعمل جاهداً ؛ ليتکيف معه ، وأن يشارک فى الحياة بصورة إيجابية , ويصبح قادرًا على مجاراة الکم الکبير من المعلومات ، وأصبح من اللازم عليه أن يعمل بجد ، وفکر منظم لاختيار أفضل البدائل , والحلول التي تدفع بمجتمعه إلى الأمام , وتلحقه برکب الحضارة K والتقدم ؛ لذلک کان من الضروري أن يتعلم التلميذ کيفية التفکير , وممارسة ما  يتعلمه لا کيفية الحفظ لمقررات المناهج الدراسية دون فهمها ،  واستيعابها ، وتطبيقها فى الحياة*.
وهذا ما أکدته  دراسة جامبل  2006,1-2)،  ( Gamble التى أشارت إلى أن التلاميذ فى المدارس العامة بعد تخرجهم من المدارس يجدون صعوبة فى وظائفهم ، وعدم القدرة الکافية على ممارسة ما تم دراسته فى الواقع العملي ؛ إذا فمن الضروري أن تهتم المناهج الدراسية ببعض المهارات الحياتية حتي يصل الطالب إلى النجاح فى العمل ، وکذلک مساعدة الفرد فى الکشف عن مواهبه وقدراته وميوله ومقارنتها بالفرص المتاحة له ومساعدته على إيجاد مکان لنفسه فى المجتمع.
ومن هذا المنطلق جاء الاهتمام بالمهارات الحياتية کأحد أشکال التغيير المطلوب إحداثه فى التعليم بهدف إعداد الفرد تعليميًا للحياة فى المجتمع المحلي بصفة خاصة ، والمجتمع العالمي بصفة عامة ، بحيث يقدم للتلميذ مجموعة من الأنشطة اللغوية المرتبطة بالبيئة التي يعيش فيها ، وما يتصل بها من معارف واتجاهات ، وقيم يکتسبها التلميذ بصورة مقصودة ، ومنظمة عن طريق ممارسة تلک الأنشطة التعليمية والتطبيقات العملية ؛ ليتحقق من خلالها بناء متکامل لشخصية التلميذ يتمکن من خلالها تحمل المسئولية والتعامل مع مقتضيات الحياة بنجاح ، وتجعل منه مواطنًا فعالاً منتجًا (غازى ، 2002 ،207 - 209 ) .
وإعداد التلميذ للحياة خارج أسوار المدرسة ، وتدريبه على أداء مهامه الحياتية المتطلبة منه فى حياته اليومية ؛ يفرض على الواقع التعليمي ، وبرامجه ، وأساليب التدريس المستخدمة فى تنفيذ برامجه دوراً يراعى هذا البعد المهم فى جوانب إعداد التلاميذ فى دور التعليم ، وهذا الدور الجديد يفرض على المدرسة أن تسمح للمتعلم ، ومواهبه بالنمو ، والظهور عن طريق استخدام مداخل تدريسية حديثة تسهم فى تنمية  النشاط الحر والموجه للتلميذ ، ثم تزويده بمهارات منبثقة من حاجاته فى جو مريح ، وبيئة نشطة خالية من التعقيد حتى يظهر على حقيقته.
کما أن هناک علاقة کبيرة بين المهارات الحياتية ، والمناهج الدراسية ومن بينها       اللغة العربية حيث إن تدريس اللغة العربية يساعد فى تنمية مهارات القراءة والکتابة ،      وهما مهارتان حياتيتان أساسيتان مهمتان فى حياة الفرد ، وأنهما ضروريتان لأداء الکثير     من الممارسات فى حياته الواقعية ، کما أن دراسة اللغة العربية تنمى مهارات الاتصال        وهى أيضا من المهارات الحياتية اليومية المهمة للفرد حيث إنها تنمى لدى الفرد القدرة        على  إرسال رسالة واضحة ومؤکدة وفهم الاستجابة أو الرد (عبد المعطى ، دعاء مصطفى ، 2008 ،  123-122).
ومن هنا جاءت أهمية تدريس مناهج المرحلة الابتدائية  وتقديم الخبرات ،  والمهارات التى يحتاجها التلميذ للقيام بأنشطة هادفة من خلال الممارسات الحياتية ، وخاصة مناهج اللغة العربية  التى تعتمد على التکامل بين مهاراتها , وفروعها , وربطها بخبرات التلاميذ فى حياتهم اليومية ، ومساعدة التلاميذ على التفاعل مع المواقف الحياتية المختلفة .
وهذا ما أشارت اليه بعض الدراسات مثل : دراسة سنيد کولارد                            ( Snid Kolard ,2000) التى أشارت إلى أهمية استخدام مدخل المهارات الحياتية لتنمية الإبداع ؛ لتطوير الفرد الکامل، مما دعا إلى تشجيع الأطفال على أن يعبروا عن أنفسهم من خلال الشعر والموسيقي والنحت. وذلک بإطلاق عنان الخيال، والسماح لهم بالتعبير الابداعى منذ الصغر مما يعطى الأطفال فرصة أکبر لاکتشاف مصالحهم الخاصة، ووضع الأهداف  فى الحياة. 
کما أوضحت دراسة فان ثليم (Fan Theylme,2001) من خلال ما توصلت إليه من نتائج أن استخدام المهارات الحياتية کمدخل للتدريس  للمرحلة الابتدائية فى مدينة هالونج  يٌعد طريقة مؤثرة فى التدريس وتعديل السلوک ، ويمکن تطبيق تلک الطريقة على موضوعات اجتماعية أخرى مثل الآداب ، وأن نسبة 100% من التلاميذ أصبحوا مشارکين بالفعل فى نشاط الدرس.
ومن الدراسات أيضاً دراسة الحديبي (2008) التى أشارت إلى أهمية إدراک المتعلمين لما يتعلمونه فى الحياة التي يعيشونها، بحيث يکتسب المتعلم المهارات الحياتية التي تؤهله وتمکنه من التعامل الناجح مع ما يواجهه فى الحياة.
واللغة العربية شأنها شأن العديد من المواد الدراسية تواجه الکثير من التحديات التى قد تحول دون استخدامها الاستخدام الأمثل , وتعوق ممارستها بدقة ذلک فى مختلف مناحي الحياة. حيث إن تعليم اللغة العربية يواجه تحديات کبيرة  لدى المعلم ، والمتعلم يستدعى التفکير فى استخدام  استراتيجيات ، ومداخل حديثة فى تدريسها، وتنمية مهاراتها ، تمکن المتعلم من الاستخدام الأمثل للغة العربية أثناء تدريسه ، وممارستها بعد ذلک فى مختلف مناحى حياته لمواجهة هذه التحديات .
ومن أهم هذه التحديات ضعف الأداء اللغوى لدى التلاميذ فى مختلف المستويات التعليمية , وخاصة المرحلة الابتدائية ، وهذا ما أکدته بعض الدراسات والبحوث السابقة التي أظهرت أن هناک ضعفاً فى الأداء اللغوى لدى المتعلمين ومن هذه الدراسات :
دراسة کل من الصوفى (1423هـ) ودراسة طيبي وآخرون ( 1426هـ) حيث اتفقتا على وجود انخفاض فى مستوى أداء التلاميذ اللغوي وأرجعت الدراستان ذلک إلى عدة أسباب منها : عدم ربط قواعد اللغة العربية بالحياة العملية ، وممارسة ما يُدرس .
ومن الدراسات أيضاً دراسة الخشـَّــان، (1424هـ) والتي هدفت إلى اکتساب التراکيب اللغوية لدى طلاب الصفوف العليا فى المرحلة الابتدائية فى مدارس وزارة التربية والتعليم (بنين) فى المملکة العربية السعودية وتمَّ اختيار التراکيب اللغوية محورًا لهذه الدراسة؛ لأنَّ تعليم تراکيب اللغة العربية وقواعدها إحدى المشکلات التى يعانى منها متعلمون ومعلمو اللغة العربية ، ومن أبرز نتائج هذه الدراسة : ضعف أبناء اللغة العربية فى لغتهم تحدثًا وکتابة ، حتي صار الخطأ عادة والصواب نادرًا .    
کما أن دراسة على ( 2008)  حددت مشکلتها فى ضعف مستوى تلاميذ المرحلة الابتدائية اللغوى  وشيوع الأخطاء فى لغتهم المکتوبة ، وفى ضوء ذلک هدفت الدراسة  إلى إعداد برنامج لعلاج تلک الأخطاء وتوصلت الدراسة من بين نتائجها إلى   تدني مستوى تلاميذ الصف السادس الابتدائى – مجموعة الدراسة – فى فروع  اللغة المکتوبة , حيث شاعت أخطاء عديدة بلغتهم المکتوبة ، کما کشفت الدراسة عن قائمة بالأخطاء الشائعة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية فى اللغة المکتوبة .
وکذلک دراسة فايز (2010) والتى هدفت إلى الکشف عن مظاهر الاداء اللغوى وأسبابه لدى طلبة المرحلة الأساسية الدنيا من وجهة نظر المعلمين ، وتکونت عينة الدراسة من (253) معلمًا ومعلمة تم اختيارهم عشوائيًا  ، وتم تطبيق  استبانة أسباب تدنى الأداء اللغوى , والتى أظهرت أن مظاهر تدنى الأداء اللغوى الأکثر انتشارًا لدى طلبة المرحلة الأساسية الدنيا کانت فى مجال الفهم  والاستيعاب ، والکتابة ، وعلامات الترقيم ، ومجال التعبير، والمحادثة ، وبدرجة مرتفعة ، وبينت الدراسة أن من بين أسباب تدنى الأداء اللغوى الأکثر انتشارًا المتعلقة بمجال طرق التدريس ، والممارسة لدى تلاميذ تلک المرحلة  .
کما أن دراسة العبيدى (2012) هدفت إلى تعرف أسباب تدنى مستوى القراءة والکتابة فى المدارس الابتدائية من وجهة نظر المشرفين والمشرفات التربويين محافظة  بغداد, وأرجعت الدراسة أسباب هذا الضعف إلى عدم الاهتمام بالقراءة الحرة , والتأسيس الضعيف للتلميذ فى المراحل الأولى من التعليم الابتدائى ضعف الإعداد المهنى للمعلمين أکاديمياً وتربوياً .  
وعلى الرغم من الدراسات والبحوث التى أظهرت وجود تدنى فى الأداء اللغوي ؛           کان هناک العديد من الدراسات السابقة والبحوث التى أجريت لمحاولة علاج هذا التدني فى الأداء اللغوي وزيادة النمو اللغوي  منها : المشروع الذى قامت به وزارة التريية والتعليم العُمانية (2009 م ) ؛ لتطوير الأداء اللغوي بالمدارس العُمانية , والحد من ظاهرة الضعف القرائي لدى المتعلمين , والاهتمام بعلاج مظاهر الضعف اللغوي من خلال مواقف طبيعة فى الحصة اليومية , والترکيز على الطلبة الضعاف فى جزء من هذه الحصص , ومتابعتهم بشکل دوري ؛ لرصد مدى التحسن الذى فد يطرأ عليهم , وکان لذلک الأثر الإيجابي فى تحسن مستوى التلاميذ .
ومن الدراسات فى هذا السياق دارسة البلهان , (2008) التى هدفت إلى معرفة تأثير اللعب فى تحسين الأداء اللغوى لدى الأطفال المتخلفين عقلياً والقابلين للتعليم بمدارس التربية الفکرية بدولة الکويت , وتوصلت الدراسة إلى أن الأداء اللغوى للمجموعة التجريبية قد زاد بعد تدريس الأطفال عينة الدراسة وفق استراتيجية اللعب بفروق جوهرية عن الأداء اللغوى للمجموعة الضابطة.
دراسة عمرو (2009) والتى هدفت إلى تعرف  فاعلية استخدام استراتيجية التدريس التبادلي فى تنمية بعض مهارات الاستماع والتحدث لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادي , وتوصلت نتائج الدراسة إلى إعداد قائمتين بمهارات الاستماع والتحدث المناسبة لتلاميذ الصف الأول الإعدادي وأثبتت فاعلية استخدام إستراتيجيه التدريس التبادلي فى تنمية بعض من المهارات اللغوية في الاستماع والتحدث التى تم تحديدها في القائمتين .
کما أن دراسة البرى (2011) هدفت إلى معرفة أثر الألعاب اللغوية فى          تنمية الأنماط اللغوية لطلبة المرحلة الأساسية , واستخدم الباحث اختباراً تحصيلياً ,             وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية فى المتوسطات الحسابية بين طلبة المجموعة التجريبية , والمجموعة الضابطة تعزى الأثر لطريقة التدريس المستخدمة وهي الألعاب اللغوية.
کذلک دراسة عوض (2012) التي قدمت استراتيجية جديدة لعلاج تدنى الأداء القرائي، والکتابي والتحصيلي لدى بعض تلاميذ الحلقة الإعدادية . استخدمت الدراسة قائمتي مهارات للتحدث والکتابة , وبطاقتي ملاحظة للتقويم , واختباري تحصيل ، توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات التلاميذ فى التطبيق القبلى , والبعدي لبطاقة الملاحظة للجزء الخاص بمهارات القراءة وذلک لصالح التطبيق البعدى , وهذا يشير إلى فاعلية الإستراتيجية المقترحة فى تدنى أداء التلاميذ فى مهارات القراءة والکتابة . والاهتمام بتعليم وتعلم اللغة العربية وعلاج تدنى الأداء اللغوي ليس هدفاً فى حد ذاته , ولکن من أجل أن يستطيع المتعلم الاعتماد على نفسه , والتعبير بحرية عما يريد بلغة صحيحة مفهومة .

DOI

10.12816/0042394

Authors

First Name

أحمد

Last Name

سيد محمد إبراهيم

MiddleName

-

Affiliation

أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية کلية التربية بأسيوط جامعة أسيوط

Email

-

City

-

Orcid

-

First Name

عبدالرازق

Last Name

مختار محمود

MiddleName

-

Affiliation

أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية کلية التربية بأسيوط جامعة أسيوط

Email

-

City

-

Orcid

-

First Name

عبد الرحيم

Last Name

فتحى محمد إسماعيل

MiddleName

-

Affiliation

مدرس المناهج وطرق التدريس کلية التربية بأسيوط جامعة أسيوط

Email

-

City

-

Orcid

-

First Name

أحمد

Last Name

أحمد أحمد السيد

MiddleName

-

Affiliation

مدرس اللغة العربية بإدارة طهطا التعليمية

Email

-

City

-

Orcid

-

Volume

32

Article Issue

3

Related Issue

16149

Issue Date

2016-07-01

Receive Date

2016-08-09

Publish Date

2016-07-01

Page Start

328

Page End

355

Print ISSN

1110-2292

Online ISSN

2536-961X

Link

https://mfes.journals.ekb.eg/article_106748.html

Detail API

https://mfes.journals.ekb.eg/service?article_code=106748

Order

8

Type

المقالة الأصلية

Type Code

1,355

Publication Type

Journal

Publication Title

مجلة کلية التربية (أسيوط)

Publication Link

https://mfes.journals.ekb.eg/

MainTitle

مهارات الأداء اللغوي الحياتي ومدى توافرها لدي تلاميذ المرحلة الابتدائية

Details

Type

Article

Created At

23 Jan 2023