کانت وما زالت وستظل التربية هي صمام الأمن والأمان لأي مجتمع في أي زمان وفي أي مکان . والتربية هي الحصن الحصين , وهي الملاذ الآمن لأية أمة تريد أن تربي أبناءها على طلب العلم ونقاء العقيدة والعبادة والمعاملة والسلوک ، وصفاء الفکر وصحته وسلامته من التيه.
والتربية في أي أمة هي مرآة المجتمع , يرى فيها نفسه ويؤکد فيها ذاته , وکما يکون المجتمع تکون التربية , وکما تکون التربية يکون المجتمع، بمعنى أن التربية تتوجه بمقدرات المجتمع ومقوماته , کما أنها توجه المجتمع وتدير حرکة الحياة فيه , فهي تؤثر وتتأثر , تقود وتقاد , تنفعل وتتفاعل .
کما أن من أهم جوانب التربية عموما والتربية الإسلامية خصوصا الجانب العقلي (الجانب الفکري) کونه أحد الضروريات الخمس التي نص عليها الکتاب والسنة على وجوب حفظها وأمنها ورعايتها.
ونحن اليوم نواجه الکثير من التحديات ،تجاه طلابنا لعل في مقدمتها الأمن الفکري ، ولا سبيل لمواجهة ذلک التحدي إلا بتربية وتعليم تواکب هذه التحديات المعاصرة ، وتستطيع مواجهتها بما يجعل من الأجيال القادمة أجيالا آمنة محصنة ضد الأفکار الهدامة ، والتيارات الفاسدة، مع التمسک الشديد بثوابتنا ومعتقداتنا، لما لهم من أثر واضح على أمن المجتمع واستقراره.
ومن هنا تطرح هذه الدراسة موضوع: [ الأمن الفکري لدى الطلاب وأثره في استقرار المجتمع ]