هدفت الدراسة إلى محاولة الاستفادة من التجربة الماليزية في تطوير جامعات الشرکات المصرية.
وبذلک تم تحديد مشکلة الدراسة فى محاولة إجابة التساؤل الرئيس الآتى: کيف يمکن تطوير جامعات الشرکات في مصر من خلال الاستفادة من الخبرة الماليزية في هذا المجال، وبما يتناسب مع ظروف المجتمع المصرى.
واقتصرت الدراسة الحالية على تناول الوضع الراهن لجامعات الشرکات في کل من مصر وماليزيا.
وقد استخدم الباحث المنهج المقارن الذى يعد أنسب المناهج المستخدمة، وأکثرها دلالة على التربية المقارنة، وأکثرها شمولاً للمناهج الفرعية، کما أنه المنهج المناسب لمثل هذه الدراسة.
وتوصلت الدراسة لمجموعة من النتائج، أهمها:
- معظم مؤسسات التعليم العالي التابعة للشرکات المصرية مؤسسات تسعى للربح أکثر من سعيها لتطوير العمليات التعليمية والتدريبية والبحثية بها، بالإضافة إلى انفصالها شبه التام عن استراتيجية عمل المؤسسة الاقتصادية الأم التي أنشأتها.
- تتشابه رؤى جامعات الشرکات في مصر وماليزيا من حيث الطموح المستقبلي والوضوح، وترکيزها على الجمع بين التعليم والتدريب معاً.
- تتشابه جامعات الشرکات في مصر وماليزيا من حيث تضمين رسالة کل جامعة منها – بشکل صريح أو ضمني – اهتمامها بإجراء البحوث المختلفة في مجال اهتمام الشرکة الأم.
- تختلف رسالة جامعة بتروناس في ماليزيا مع رسالة بقية جامعات الشرکات المصرية والماليزية من حيث ترکيزها على تعزيز القدرة التنافسية للبلاد.
- تتشابه جامعات الشرکات في الدولتين من حيث تبنيها لبعض الأهداف المشترکة، مثل: خدمة المجتمع المحلى وتطويره وحل مشکلاته من خلال برامج التدريب والتعليم المستمر والإرشاد الميدانى.
- تتشابه جامعات الشرکات في مصر وماليزيا من حيث اشتراطها لقبول الطالب من داخل أو خارج البلاد حصوله على شهادة التعليم الثانوي، أو ما يعادلها من الشهادات، وإجراء مقابلات شخصية معهم.
- تختلف جامعات الشرکات في ماليزيا عن جامعات الشرکات في مصر من حيث اهتمام الأولى باللغة القومية للدولة (لغة البهاسا)، في حين لا تشترط جامعات الشرکات المصرية اجتياز الطالب لمستوى معين في اللغة القومية للدولة (اللغة العربية).
- تتشابه جامعات الشرکات المصرية والماليزية من حيث حرصها على تقديم برامج تدريبية متنوعة تتلاءم مع احتياجات الشرکة الأم ومجالات عملها واحتياجات سوق العمل، وتنويع الطرق المستخدمة في التدريس، وتوفير کافة الخدمات والمرافق الجامعية الموجهة لخدمة الطالب.
- معظم التخصصات الموجودة بجامعات الشرکات في مصر نمطية وتقليدية، کما أن معظمها موجود بالجامعات الحکومية المصرية.
- تختلف جامعات الشرکات في مصر وماليزيا من حيث النمط الإداري المتبع في کل منها؛ حيث تدار جامعات الشرکات المصرية إدارة مرکزية. أما في ماليزيا فيلاحظ ميل جامعات الشرکات – بقوة – نحو اتباع النمط اللامرکزي في الإدارة.
وقد أسفرت الدراسة عن صياغة بعض التوصيات التي يمکن أن تساعد جامعات الشرکات في مصر على تطوير منظومتها التعليمية والتدريبية والبحثية والإدارية، وأن يکون لها علاقات واضحة وإيجابية مع سوق العمل، وأن تسهم في تطوير منظومة التعليم العالي المصري بشقيه الحکومي والخاص، بعيداً عن الاهتمام فقط بالجانب الرِّبْحي.