هدفت الدراسة إلى التعرف على ابعاد التنوُّر العلمي، ومدى توافرها في محتوى کتب الرياضيات بالمرحلة المتوسطة بالمملکة العربية السعودية، ولتحقيق أهداف الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي المتمثل في أسلوب تحليل المحتوى، حيث تم تحليل کتب الرياضيات المقررة على طلاب المرحلة المتوسطة بجزئيها (الفصل الدراسي الأول والثاني) لکتابي (الطالب والتمارين)، وأعد الباحث لهذا الغرض أداةً لتحليل المحتوى، تم بناءها في ضوء أبعاد التنوُّر العلمي الأربعة (المعرفة العلمية الرياضية- الاستقصاء والبحث العلمي- العلاقات المتبادلة بين العلم والتقنية والمجتمع والبيئة- الاتجاهات العلمية)، وقد تضمنت الأداة (45) مؤشراً موزعةً على الأبعاد الأربعة، وقد توصلت الدراسة إلى النتائج التالية:
– اتسقت نتائج تحليل المحتوى بصورة عامة بين کتب الرياضيات بالمرحلة المتوسطة، وبين کتابي الطالب والتمارين داخل الصف الواحد من حيث تقارب النسب المئوية لتوافر أبعاد التنوُّر العلمي في محتوى کتب الرياضيات بالمرحلة المتوسطة.
– بلغ متوسط النسب المئوية لتوافر أبعاد التنوُّر العلمي في محتوى کتب الرياضيات بالمرحلة المتوسطة 24,64 %، وهي نسبة لم تحقق الحد الأدنى –المعتمد في هذه الدراسة- لأبعاد التنوُّر العلمي الواجب توافرها في کتب المرحلة المتوسطة البالغ (30%)، وقد توزعت بنسب متفاوتة بين أبعاد التنوُّر العلمي الأربعة أتت هذه النسب مرتبةً تنازلياً کما يلي: بُعد "الاستقصاء والبحث العلمي" بنسبة 68,62 %، بُعد "العلاقات المتبادلة بين العلم والتقنية والمجتمع والبيئة" بنسبة 13,40 %، وبُعد "المعرفة العلمية الرياضية" بنسبة 8,39 %، وبُعد "الاتجاهات العلمية بنسبة 8,13 %، ودلَّ ذلک على عدم توافر أبعاد التنوُّر العلمي في محتوى هذه الکتب بطريقة متوازنة حيث استأثر بذلک بُعد "الاستقصاء والبحث العلمي"، وعليه فإن محتوى هذه الکتب اهتم بالجانب المهاري على حساب الجانبين المعرفي والوجداني.
وفي ضوء هذه النتائج قدم الباحث عدة توصيات أهمها إعادة النظر في طريقة تضمين أبعاد التنوُّر العلمي في محتوى کتب الرياضيات بأساليب علمية ومعايير تضمن تحقيق التنوُّر العلمي للطلاب، وبما يحقق الموازنة بين الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية، والاهتمام أکثر بالمواءمة بين هذه الکتب وبين خصائص المجتمع وقضايا البيئة المحلية.