تعيش المنظمات والمؤسسات التعليمية ظروفاً وأوضاعاً غير مسبوقة، بسبب التغييرات والتطورات القائمة على ثورة المعلومات والانفجار المعرفي في العالم، مما جعل قياداتها في أمس الحاجة لامتلاک القدرات والمهارات التي تمکنها من تحقيق أهدافها، وفي مقدمتها الذکاء الوجداني بما يحتويه من مهارات تمکن الفرد من تحقيق قدر عال من النجاح المهني والاجتماعي، وتتعاظم أهميته إذا کان الفرد يحتل موقعاً قيادياً حيث يحتم هذا الوضع أن يؤثر القائد بشکل فعال في سلوک وتصرفات الأفراد داخل المنظمة.
وفي هذا السياق ترى(Abraham,1999) أن الذکاء الوجداني يخلق علاقات عمل جيدة ويساهم في الحفاظ عليها، وفي دراسة أجريت على مجموعة من الأفراد ذوي الأداء المرتفع ومجموعة من الأفراد ذوي الأداء المتوسط وجد أن الأفراد ذوي الأداء المرتفع والمتميز في مجال العمل قد اتسموا بالقدرة على خلق علاقات جيدة داخل مجال العمل والمحافظة عليه. (السمادوني، 1428ه).
وقد کشفت الدراسات أن مديري المدارس مرتفعي الذکاء الوجداني يتميزون بأنهم يستخدمون معارفهم للحفاظ على الهدوء والتحکم في الانفعالات، ويتحکمون في استجاباتهم السلبية حتى يهدئوا ويحاولون جادين إيجاد حلول للصراعات والمشکلات بهدوء انفعالي (النمري، 2010م)، وعليه فإن مديري المدارس کقيادات تنفيذية يجب أن يتوفر لديهم قدر عال من مهارات الذکاء الوجداني حتى يتمکنوا من العمل على تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية لمدارسهم بمشارکة فاعلة من قبل أعضاء التدريس والإدارة في هذه المدارس.