حظي التعليم في المملکة العربية السعودية بالإهتمام منذ توحيدها على يد المؤسس الملک عبدالعزيز ال سعود طيب الله ثراه حتى يومنا هذا.وذلک لشرف العلم وعظم قيمته, فقد هيأت الفرص التعليمية لکافة أفراد المجتمع السعودي للالتحاق بأنواع مختلفة من المؤسسات التعليمية حسب ما يتناسب مع العمر والجنس  من أجل الارتقاء بالمواطن الى أسمى درجات العلم والمعرفة .کما أولت وزارة التعليم جل اهتمامها بتطوير المنظومة التعليمية  بکافة عناصرها وخصوصا المعلم لأنه هو أساس تلک المنظومة .
إن المعلم أحد الدعامات الرئيسة التي يعتمد عليها النظام التعليمي التي تساهم في تحقيق أهداف التغيير و ترسيخ مقومات الثقافة التربوية الجديدة التي تتناسب مع النمط الحضاري الجديد. حيث يفضي ذلک إلى تنمية المتعلم واکسابه القدرة والمهارة التي التي تمکنه من تعايش آمن مع ما تفرضه  الصيغة الحضارية من تحديات, والمشارکة بفعالية مع مجتمعه في بناء وطنه .(عبدالعزيز وعبدالعظيم ,2007,208)
وذکر عبد السلام ( 2009م) أنه " لم يعد ينظر إلى إعداد المعلمين على أنه عملية تنتهي بحصول المعلم على الدرجة الجامعية التي تؤهله للعمل بمهنة التدريس , وإنما ينظر إليها على أنها عملية متعددة منها ما يتم قبل التحاق المعلم بالمهنة ومنها ما يتم بعد دخوله فيها . لذا يعتبر إعداد المعلم قبل الدخول للخدمة بداية طريق النمو المهني للمعلم وليس نهايته , وأن برنامج الإعداد أثناء الخدمة هو الضمان الوحيد لاستمرار التنمية المهنية، وعملية تدريب المعلم عملية متکاملة مستمرة تتطلب من المعلم الاستمرار في تجديد معارفه واتخاذ السبل نحو التنمية المهنية المستمرة".(ص537)
إن التطوير التربوي ليس له زمن معين أو مکان محدد , فهو عملية مستمرة  تبدأ في کليات التربية وفي الممارسة العملية في المدارس المختلفة في مرحاتها الثانية ثم في         مرحلتها الثالثة من التعيين حتى انقضاء الخدمة , وربما قد يکون هناک تساو في المراحل الثلاث رغم أن بعض المفکرين والمنظرين قد يعطي الأهمية لاحداهما عن الأخرى.         (ناصر ، 1984 ،351) .
أولت سياسة التعليم في المملکة في المملکة العربية السعودية تدريب المعلم أهمية بالغة باعتباره وسيلة التطوير التربوي المهني المستمر لمواکبة المستحدثات في مجال التربية وقد نصت المادة (196) من سياسة التعليم على أن تولي الجهات المختصة عناية کافية للدورات التدريبية والتجديدية (الشمراني واخرون,217, 2013)
تقوم إدارة التدريب والابتعاث بتطوير مهارات المعلمين ورفع تأهيلهم الأکاديمي , کما أنها تتطلع الى الى التحول الى الممارسات الحديثة في مجال التطوير المهني التي تعتمد على المدرسة کوحدة للتطوي المهني والقيام بتفعيل مجتعات التعلم المهنية وشبکات التعلم وهذا التحول يتفق مع نتائج الدراسات الحديثة في مدى فاعلية الاخذ بهذا الاتجاه ,کم أنه يسهم في توطين التطوير المهني داخل المدرسة ويضمن الإستدامة ويقلل التکاليف ويزيد من دافعية المعلم وفاعليته.(المعرفة ,1436)
     أوصى المؤتمر(إعداد المعلم للألفية الثالثة،1424 ) بتوفير سبل الراحة المستديمة لأعضاء مؤسسات إعداد المعلمين بالخليج والوطن العربي وحثهم على أستثمارها واعتبار ذلک معيارا أساسيا لتقويم أدائهم التدريسي والبحثي, والنظر الى تلک المؤسسات على أنها بيوت خبرة توفر الاستشارات الميسرة والداعمة لتطوير الأداء المهني للمشرفين وللمدراء والمعلمين.
أن أنشطة التطوير المهني التي يتم توفيرها يعتريها بعض القصور وتواجه بعض المشکلات ، فهي 
لاتحاکي الإحتياجات الفعلية للمعلمين وبعضها ما هو الا عبارة عن تکرار لما تلقاه المعلم في کليات المعلمين أو تکرارا لبعض الأنشطة االالتطويرية السابقة ، وذلک قد يکون دافعا الى تکوين إتجاهات سلبية تجاه تلک الأنشطة (الأنصاري ،185، 2004)
ومما سبق فإن الدراسة الحالية حاولت الوصول إلى معرفة واقع التطوير المهني لمعلمي المرحلة الثانوي بمحافظة الدوادمي من وجهة نظر المعلمين والمشرفين . واخذ البياتات ومن ثم تحليلها احصائيا .