يعد تطوير العنصر البشري في المجتمع من الأولويات الإستراتيجية للدول التي تخطط لمستقبلها؛ وغالبا ما تبدأ هذه الدول بإعداد وتطوير کوادرها البشرية من مرحلة الطفولة الأولى، التي تعتبر مرحلة حرجة وهامة يتم خلالها تکوّن وتبلور مدارک الطفل وطرق تفکيره، وتفاعله مع العالم من حوله. ويفترض من المعلمة في هذه المرحلة أن تعمل على إعداد الطفل وتأهيله؛ ليخوض غمار عالم جديد يختلف کليا عن ذلک العالم الذي نشأت فيه (مهران،2007).
ويتطلب التطور التکنولوجي الهائل والمتسارع في جميع نواحي الحياة استعمال أساليب وتقنيات أکثر تقدما وتعقيدا، من تلک التي استعملت في الماضي في مدارسنا لتعليم العلوم والتکنولوجيا؛ ليکون الأطفال مؤهلين وقادرين على التعامل مع متطلبات الحياة اليومية الأکثر تعقيدا؛ لذلک يجب على المعلمة أن تکون مؤهلة ومستعدة لتقديم المساعدة والتوجيه اللازم للطفل لإعداده للحياة في عالم المستقبل عالم التکنولوجيا (الشطل،2007).
وقد نادت العديد من المؤتمرات والندوات العالمية والمحلية في مصر وغيرها بأهمية الاهتمام بتبسيط العلوم للأطفال، منها نُدوة قضايا الکتاب في مجال نشر وتبسيط الثقافة العلمية التي أقامتها أکاديمية البحث العلمي بالقاهرة 2004، ندوة الثقافة العلمية واستشراف المستقبل العربي بالکويت2004، وندوة الکتاب العلمي للأطفال المنعقدة في جامعة حلوان 2006والمؤتمر الرابع لأدب الطفل المنعقد في جامعة حلوان والندوة الدولية لنشر الثقافة العلمية المنعقدة بتونس 2006. وقد أدرکت الدول المتقدمة أهمية الثقافة العلمية لأبنائها، فقامت بإعداد العديد من برامج تطوير مناهج العلوم بهدف نشر الثقافة العلمية ومحو الأمية العلمية بين أبنائها، ومثال ذلک :
1- برنامج 2016 الأمريکي الذي يدعمه الاتحاد الأمريکي لتقدم العلوم
American Associationtion advancement of science ويهدف هذا البرنامج إلى رفع مستوى الثقافة العلمية بين الأمريکيين بدءاً من مرحلة رياض الأطفال، وبناء مواطن أمريکي جديد بحلول عام 2061
2- برنامج الوکالة اليابانية للعلوم والتقنية Japan science and Technology Agency
ويهدف إلى زيادة الوعي العلمي والتقني لدى الأطفال الصغار والناشئة، ويتضمن إقامة العديد من المهرجانات العلمية للأطفال، وبناء متاحف علمية تتضمن تبسيط لعدد من المخترعات العلمية للأطفال.
ونظرا لکثرة تساؤلات الأطفال حول هذه المخترعات ومن اخترعها وطرق عملها، وافتقار کتب الأنشطة (جميع بطاقات کتب رياض الأطفال في المستويين الأول والثاني ) لهذا البعد الذى يتناول العلماء المخترعين واجهزتهم ؛لذا حاول الفريق البحثى تقديم العلماء المخترعين واختراعاتهم للأطفال في محاولة منها للإجابة عن تساؤلات الأطفال، ولتعمق في نفوس الأطفال حب العلماء وتقدير لما بذلوه من جهد لإسعاد البشرية، وربما يحث ذلک الأطفال فيما بعد لاتخاذهم نموذجاً يحتذون به بإذن الله.