إن التطور والتقدم الذي طرأ على مجتمعنا في جميع الجوانب المختلفة , فرض على المؤسسات التعليمية والتربوية البحث عن طرائق التدريس الفعالة التي تهتم بشخصية المتعلم وإعداده معرفياً ووجدانياً ومهارياً, وهذا لا يتم إلا من عن طريق التحول من التدريس الذي يتمحور حول استرجاع المعرفة من المتعلمين إلى التدريس الفعال الذي يعتمد على نشاط المتعلم وإيجابيته, لذلک اهتم کثير من الباحثين و التربويين بالتدريس الفعال في محاولة منهم لتحديد مبادئه وأهم المهارات المطلوبة من المعلم ليکون تدريسه فعالاً مع تحديد دور کل من المعلم والمتعلم . فکثير من الدول في التدريس الفعال القائم على تنمية التفکير العلمي المبني على الملاحظة وتکوين المفاهيم وتنظيمها وإدراک العلاقات بين الأشياء عند المتعلمين فالتدريس الفعال من وجهة نظر الباحثين والتربويين يترکز على إيجابيات المتعلم وفاعليته بالعملية التعليمية من خلال اتباع المعلم لاستراتيجيات تدريسية تراعي نمو المتعلمين وحاجاتهم وقدراتهم وميولهم ( محمد ومجيد, 1991). وتؤکد التربية الحديثة على ضرورة توافر المهارات التدريسية الفعالة لدى المعلمين ليقوموا بدورهم في عملية تعليم المتعلمين حيث ازداد في السنوات الأخيرة الاهتمام بالمهارات وتعلمها لأهميتها في بناء شخصية المتعلم ( القاعود,1996). ويذهب بعض المربين إلى أن قياس نجاح المعلم هو في قدرته على إيصال المعلومات إلى أذهان طلابه, لا بمقدار ما يعرفون من هذه المعلومات. ( الدليمي,1995) "فمهنة التعليم تعتمد على مهارة المعلم وإتقانه لمهنته وقدرته على ممارستها وتطويرها واتخاذ المواقف والإجراءات اللازمة لها" (يحي,2013: 7 ). فالعملية التعليمية تعتمد في تطويرها على المعلم باعتباره هو المسؤول عن التخطيط للدرس تنفيذ الدرس باختياره طرق واستراتيجيات التدريس الفعالة والأنشطة التعليمية الفعالة واستخدام أساليب التقويم المناسبة. وبناء على ما تم عرضه فإن الباحث في هذا البحث يحاول القيام بالتعرف على مدى استخدام معلمي المرحلة المتوسطة لمهارات التدريس الفعال من وجهة نظر المعلمين والمشرفين وهذا ما يهدف إليه البحث الحالي.