أولت الکثير من بلدان العالم المتقدم في العصر الحديث العناية الفائقة بالأحداث الجانحين المودعين بالمؤسسات الإصلاحية لکون الحدث الجانح مصدر إزعاج للمجتمع الذي يعيش فيه کذلک يمثل خطورة على نفسه وأسرته ومجتمعه . والمملکة کغيرها من دول العالم تعاني من مشکلة انحراف الأحداث ولقد بذلت جهود کبيرة منذ مدة ليست بالقليلة للتعامل مع هذه المشکـلة فقد قامت المملکة العربية السعودية متمثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية في إنشاء دار الملاحظة الاجتماعية لرعاية الأحداث في مناطق متعددة بالمملکة العربية السعودية.
وتسعى دور الملاحظة الاجتماعية على العمل لدراسة أسباب مشکلات الأحداث وإيجاد الحلول المناسبة لها کما تعتمد في خططها على الجانب العلاجي حيث تنظم للموقوفين فيها البرامج الهادفة والأنشطة الموجهة المتنوعة لمقابلة احتياجاتهم مع تعديل بعض المفاهيم الخاطئة وتغيير سلوکهم إلى الأفضل وتحقيق التکيف السليم لهم وتعد دور الملاحظة الاجتماعية بيتاً اجتماعياً لملاحظة الأحداث وتفهم مشکلاتهم و دراسة سوء توافقهم و تشخيص عللهم السلوکية حيث يعاني المودعين في دور الملاحظة الاجتماعية العديد من المشکلات السلوکية ومن هذه المشکلات السلوک العدواني .
فالعدوان إحدى المشکلات السلوکية التي تواجه القائمين على تعليم التلاميذ و تربيتهم ولقد اهتم الکثير من العلماء في ميادين علم النفس وعلم الاجتماع والتربية الخاصة بدراسة السلوک العدواني بإعتباره مشکلة ذات أبعاد نفسية واجتماعية و تربوية (دبيس،74:1999).
وتعتبر مشکلة السلوک العدواني من أکثر أنواع السلوک الذي تواجهه المدرسة بل ويعد من ابرز المشکلات التي يواجهها المربون في المدارس حيث نسمع ونقرأ بين الحين والآخر أخبار العنف والعدوان المادي في المدارس مما يعرقل سير العملية التعليمية والتربوية فيها ( أبو إسحاق ،25:1406) .
وقد أشارت العديد من البحوث و الدراسات السابقة إلى أهمية الإرشاد السلوکي في خفض السلوک العدواني وضرورة التوعية بعواقب السلوک العدواني من خلال فنيات الإرشاد الجماعي المتعددة وذلک عبر برامج إرشادية متميزة.
وفي ضوء المعطيات السابقة رغب الباحث في تصميم برنامج سلوکي في خفض السلوک العدواني لدى نزلاء دار الملاحظة الاجتماعية حيث يعتبر وضع برنامج إرشادي علاجي لهذه الفئة ضرورة تربوية و اجتماعية .