الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
لا شک أن العرب قد جعلوا الإعراب أساسا مهما في التوجيه المعنوي للنص وبيان الأسرار التي توحي لها الکلمة ذات التقلبات الإعرابية.
وأساس ظاهرة الإعراب في العربية, وجود علاقات نحوية ومعنوية بين الألفاظ, والهيئة والعلة والاستفهام والتعجب والاهتمام والتنبيه والرغبة في التمکين, أو التشويق, أو التخصيص, ونجد الإعراب خاضعا لمؤثر لفظي له علاقة بالترکيب وهذا البحث يسلط الضوء على علاقة المعنى بالحرکات الإعرابية فبتغيرها يتغير المعنى.
ولقد اتفق علماء العربية إلا من شذ منهم على أهمية لإعراب، وأن لعلاماته دلالات معينة، وأغراضا معنوية، أبرزهم: الخليل، وسيبويه، وابن فارس، وابن جني ، والمبرد، وابن السراج، والسيوطي، وتبعهم کثير.
(ولقد عبروا عن هذه الظاهرة بأساليب متنوعة تنطق جميعا بحقيقة واحدة .ولعل أوفى خلاصة لتلک الآراء قول ابن فارس :"فأما الاعراب فبه تميز المعاني ويوقف على اغراض المتکلمين .وذلک ان قائلا أو قال "ما احسن زيد "أو" ما احسن زيد "أو" ما احسن زيد "أبان بالإعراب عن المعنى الذي أراده ") ينظر: الصاحبي ص161
وأحببت أن أدخل في أعماق هذا الموضوع و أدلي بدلوي لعلي أسقى بعذب سلسبيل
وأسأل ربي أن يوفقني وينفع بما کتبت.
فهذا البحث يتکون من مقدمة ويسلط الضوء على معاني الإعراب اللغوية والاصلاحية وعلاقة الإعراب بالمعنى, ثم الدراسة التطبيقية على آيات من القرآن الکريم وأخيرا خاتمة هذا البحث.