يشهد العالم المعاصر تطورًا هائلًا في شتى مجالات الحياة, الأمر الذي انعکس على ما تقدمه المدرسة من طرائق ووسائل مختلفة لمساعدة التلاميذ في تلبية حاجاتهم،ويعد هذا التطور انعکاسًا للانفجار المعرفي في شتى فروع العلم والتقنية الحديثة فأصبح الحکم على رقي الأمم يتم وفق أساليب علمية حديثة.
"وقد اهتمت الدول المتقدمة في عالمنا المعاصر برعاية أبنائها، وتسخير کافة الطرائق والوسائل والاستراتيجيات الحديثة المتنوعة التي تساعدهم على استمرار التعليم واستثماره بصورة مثلى؛ من شأنها أن تحقق المزيد من الرقي والتقدم لمجتمعاتهم" (عامر، 2007:ص10).
"ويهدف التعليم في المملکة العربية السعودية-حسبما ورد في وثيقة سياسة التعليم-إلى تربية المواطن ليکون لبنة صالحة في بناء أمته، ويشعر بمسئوليته لخدمة بلاده والدفاع عنها"(الحامد وآخرون،2007:ص70).
"ويتسم العصر الحاضر بالانفجار المعرفي في شتى المجالات،وإزاء هذا التزايد المستمر في المعارف الإنسانية لم يعد مقبولًا أن تقتصر وظيفة المدرسة على تزويد الطلبة بقدرٍ معينٍ من الحقائق؛ إذ اتضح عدم إمکانية حصر المعرفة وحقائقها وتعليمها للطلاب في فترة وجيزة، ومن هنا ظهرت الحاجة لتمکينهم من تعلم المواد الدراسية وفق مهاراتهم الفردية وأساليبهم المميزة، والجغرافيا إحدى المواد الدراسية التي تتمتع بمکانة کبيرة، وأهداف سامية؛ إذ تسهم في تنمية شخصية الإنسان، وتزوده بالأفکار والمفاهيم والمهارات والقيم،وتعمل على تنمية قدراته العقلية کالتحليل،والمقارنة،والملاحظة،والاستنتاج،وتمکُنه من التعرف على الخصائص الطبيعية والبشرية لبيئته،واستثمار ثرواتها بما يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع والفائدة"(محمود، 2006: ص56).
"وکلمة الجغرافيا تستمد أصولها من اللغة الإغريقية واللاتينية، وهي مکونة من مقطعيين (Geo) وتعني الأرض،و(graphy) وتعني الوصف، أي إن الکلمة تعني وصف الأرض، والدراسات الجغرافية تشمل وصف الظواهر الکونية والفلکية المختلفة،فقد اهتمت بدراسة الأرض، والمجموعة الشمسية، وخطوط الطول ودوائر العرض، ومواقع النجوم والأجرام السماوية،ووصف البلدان وأحوالها".(محمود،2006: ص56).
"ويختلف مفهوم الجغرافيا کمادة دراسية عن مفهوم الجغرافيا کعلم بحد ذاته؛ فالجغرافيا کمادة دراسية تقدم المعلومات والحقائق والمفاهيم الجغرافية وفق أهداف تربوية، مراعية في ذلک المستوى التعليمي للطالب، غايتها في ذلک تنشئة الفرد ليکون مواطنًا نافعًا صالحًا لوطنه وبيئته".