أحدثت مستحدثات التکنولوجيا تغيرات لا يمکن تجاهلها أو إنکارها في جميع مناحي الحياة محدثة تأثيرات عميقة في المجتمعات وتغيرات کبيرة في السلوکيات وأنماط الحياة. حيث يعتبر العصر الذي نعيش فيه اليوم عصر المستحدثات العلمية والتکنولوجية، يتسارع النمو المعرفي بطريقة مذهلة، ويتحرک التقدم التکنولوجي بخطى سريعة هائلة. مما ألقى بأعباء کبيرة جديدة على مناهج العلوم، حيث أصبحت مطالبة بإعداد متعلم متنور علمياً وتکنولوجياً.
وتعتبر علوم وتکنولوجيا النانو هي من أحدث ما يدور في العالم اليوم من تطور علمي وتقدم تکنولوجي .والنانو تکنولوجي هو محاولة فهم سلوک وخصائص المواد والتحکم فيها على مستوى الذرة والجزيء عند مستوى قياسات بين 1-100 نانومتر بهدف تحقيق ترکيبات وأجهزة ونظم صغيرة الحجم ذات خصائص ووظائف جديدة. حيث تشير الأدبيات إلى أن علوم النانو تکنولوجي هي علوم تتخطى الحواجز بين فروع العلم التقليدية کالفيزياء والکيمياء والبيولوجيا، کما أنها مستمدة من فروع العلم المختلفة. وتعکس خصائص العلوم الحديثة وتوضح العلاقة بين دور العلم والتکنولوجيا في المجتمع. (Hingant 8 Alibey , 2010, 125)
Andrew, etal, 2011))وعلوم تکنولوجيا النانو ليست مجالاً منفصلاً عن العلوم بل تعمل على المکونات الأساسية للمادة ألا وهي الذرات والجزيئات، وجذور علوم تکنولوجيا النانو هي جوهر مفاهيم العلوم الجديدة، هو زيادة فهمنا عن التفاعل بين الذرات والجزئيات والأدوات المستخدمة لمعالجة وتخليق مواد وأدوات جديدة (Heally, N, 2009, 7) .
وقد نال هذا العلم اهتماماً کبيراً على المستوى العالمي لما أحدثه من تغيرات جذرية في خواص المواد الفيزيائية والکيميائية والمغناطيسية والإلکترونية، فالذهب مثلاً أصبح سائلاً وليس له اللون الذهب، بل أطياف من ألوان شتى، وفتحت تلک التغيرات الباب أمام تطبيقات متعددة في مجالات متنوعة (Laherto, 2010, 160) .وعلى مدى العقدين السابقين أصبحت علوم وتکنولوجيا النانو من أکثر المجالات أهمية وإثارة وقد أثرت تأثيراً کبيراً على البحث العلمي والمستقبل التکنولوجي، کما سيطرت على اهتمام الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريکية، واليابان، والاتحاد الأوروبي من حيث الاتفاق والمبادرات ومراکز الأبحاث، هذا فضلاً عن الاهتمام بتطوير البرامج التدريبية والتعليمية في هذا المجال (Tomasik, J.H. etal, 2009, 98)
ولأهمية هذا المجال أطلقت بعض البلدان النامية مبادرات خاصة بتکنولوجيا النانو مثل الهند التي خصصت 20 مليون دولار من خلال وزارة العلوم والتکنولوجيا لهذا المجال (صفات سلام، 2009، 74).
لذا أصبح تقديم المعرفة العلمية مقروناً بتطبيقاتها التکنولوجية ضرورة ملحة في وقتنا الراهن,وتعود أهمية تبنى التطبيقات التکنولوجية للعلم إلى مرورها الإيجابي على عملية التدريس والمتمثل في إبراز الدور الوظيفي للمفاهيم العلمية مما يساعد على اکتسابها وتنميتها لدى الطلاب، وتبسيط المفاهيم عالية التجريد، مما قد يسهل تعلمها وتثري العلم بإبراز الصبغة التکنولوجية في محتواه، ما يحسن من تقديرهم للعلم والعلماء.( يسرى عفيفي وآخرون، 2003، 89).
إن علوم وتکنولوجيا النانو تتضح فيها العلاقة بين العلوم والتکنولوجيا والمجتمع، وتؤدي التکنولوجيا دوراً متزايداُ على الدوام في المجتمع، لذلک نحتاج إلى طلاب لديهم قدرة فاحصة على فهم العلوم واتخاذ القرارات البيئية والاجتماعية القائمة على المعرفة. (Andrew, S.M. etal. 2011) .
ونتيجة للنمو السريع في مجال علوم وتکنولوجيا النانو أصبحت هناک توصيات کثيرة بأن التعليم في هذا المجال يجب أن يکون على مستويات مختلفة وکانت هذه التوصيات من جهات مختلفة تشمل، الحکومات، الهيئات الصناعية والتجارية، والمنظمات المدنية ومهندسو النانو ومعلمو العلوم والتکنولوجيا وعلم الاجتماع.
. (Steven, S.etal, 2010, 687).