يعد التعليم دعامة من الدعامات الأساسية لتحقيق تطور المجتمع نحو حياه أفضل، وحتى تأخذ العملية التعليمية مسارها الصحيح نحو تحقيق أهدافها فى بناء مواطن مصرى قادر على المشارکة فى تطوير المجتمع ، فإنه من الضرورى أن تتوافر لهذه العملية عدة أدوات يأتى فى مقدمتها الإدارة الکفء القادرة على التخطيط و التنظيم و التنسيق و البرمجة والتنفيذ والرقابة بدءا من المدرسة وهى الوحدة الاساسية للتعليم وصولا إلى المستويات العليا للإدارة ( خالد طه الاحمد ، 2005،ص25).
ولقد أصبح الحديث اليوم عن جودة وإنتاجية المؤسسات التربوية لا ينقطع و يرجع ذلک لأننا نعيش عصر التحديات المتلاحقة تحديات التغيير و تحديات العولمة و تحديات الثورة المعلوماتية وتحديات المنافسه وتحديات جودة الأداء کل هذه التحديات و غيرها تفرض نفسها على الإدارة التربوية الأمر الذى يحتم أن نسعى بجهود متعالية ومتواصلة إلى إحداث تحولات جذرية و حقيقية فى إدارة مؤسساتنا التربوية لمواجهة هذه التغيرات (يوسف عبد المعطى مصطفي ، 2010, ص3).
فلم يعد مفهوم معايير جودة الأداء عنصرًا من عناصر الرفاهية بل أصبح عنصرًا هاماً في عملية التطوير الإداري الأمر الذي أدى إلى إستثارة اهتمام معظم دول العالم بشأن تطبيق فکر الجودة ، وبلغ هذا الاهتمام إلى الحد الذي جعل المفکرين يُطلقون على هذا العصر "عصر الجودة " باعتبارها إحدى الرکائز الأساسية لنموذج الإدارة الجديد (الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد: وثيقة معايير ضمان الجودة والاعتماد للتعليم قبل الجامعي 2009،ص2) .
ومن أجل هذا جاءت معظم التوجهات والدراسات والمؤتمرات الأخيرة في مصر لتؤکد علي أهمية الأخذ بمفهوم التميز Excellence والجودة الشاملة TQM ، وتطبيق معايير الإعتماد Accreditation Standards على جميع مؤسسات التعليم وجميع برامجها، وعلى جميع عناصرها ومدخلاتها (الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد:النشرة الدورية، العددالثاني، يناير 2010 ص3.).
ويعد التعليم الثانوي الفني الصناعى واحد من أهم النظم التعليمية المسئولة عن إعداد العمال المهرة والفنيين بما يتلاءم مع احتياجات سوق العمل, وقد أدى نمو حرکة التصنيع في مصر إلى ظهور وتطوير الصناعات وتعقيدها ونتج عن ذلک ظهور عدد هائل من الوظائف والمهن وهذه الوظائف تحتاج إلى تدريب متخصص ومستوي تعليمي معين(حامد محمد عبد الحميد مفتاح, 2012م, ص5).
ولذلک أصبح تطبيق معايير الجودة بمؤسسات التعليم الثانوى الصناعى من العمليات الأساسية لاکتساب الطلاب المهارات النوعية المتخصصة والمطلوبة لسوق العمل، والتى بمقتضاها يتمکنوا من الحصول على فرصة عمل تمکنهم من مواجهة التحديات المحيطة بهم (سمير عبد الوهاب الخويت ، 2005 ، ص307).
وتعتبر الإدارة المدرسية من أهم وأعظم مجالات الإدارة حيث إنها ترتبط ارتباطاً مباشراً بتربية النشئ ، وإعداد الأجيال فى العصر المتغير المتسارع فهى تتولى تنفيذ السياسة التعليمية بأهدافها ومراميها ،وتتعامل مع المجتمع مباشرة ، وتوفر لأبناءه الرعاية والتعليم ،وتحيطهم بالمناخ الذى يؤهلهم للنمو التربوى السليم بما يؤدى فى النهاية إلى تقدم المجتمع ونموه والارتقاء بمستواه (المجالس القومية المتخصصة :. تقرير المجلس القومى للتعليم والبحث العلمى والتکنولوجى ، الدورة السابعة والعشرون ، 2000، ص 41).
ولهذا فإن الطريقة التى تدار بها والأساليب المتبعة فيها تمثل العمود الفقرى لنجاح المدرسة فى أداء رسالتها المنشودة (أسامة محمد شاکر عبد العليم وآخرون ، 1996).
وتمثل رسالة المعلم في التعليم الثانوي الفنى الصناعى أکثر أهمية و أکبر خطورة، حيث لا تقتصر على مجرد توصيل العلم إلى المتعلم ، و لکنها تتعدى ذلک إلى تربيتهم و أعدادهم کمواطنين صالحين منتجين عن وعى وخبرة ، لديهم القدرة على الحياة في المجتمع بصورة سليمة ، وفى عصر سمته التغير السريع في العلم و التکنولوجيا (محمد أحمد محمد عوض ، 1995 ، ص 983).
ومن ثم فأننا في حاجة ماسة إلى سياسة عامة تؤکد أن تطوير إداء معلمى التعليم الثانوى الصناعى هى عملية متصلة بالإعداد السابق ، وأنها عملية مستمرة باستمرار المعلم في المهنة ، فعملية تطوير إداء معلمى التعليم الثانوى الصناعى أصبح ضرورة ملحة وحتمية لا يمکن الاستغناء عنها مهما کانت الظروف في وجود التطورات السريعة والمتغيرات التي تطرأ على إستراتيجيات التعليم بالمجتمع (فايز مراد مينا ، 2003 ، ص 93) ،کما إنهاتعمل على إعداد أجيال إعداداً يستجيب لحاجات المجتمع الحديث المتزايدة من الفنيين والمهندسين و المبدعين الذين يلعبون أکبر دور في تطوير الاقتصاد (وزارة التربية و التعليم :." الخطة الإستراتيجية لإصلاح التعليم قبل الجامعي في مصر (2007/2008)،(2011/2012)"، ص 285). ، کما إنها عملية تعمل على تصحيح الأخطاء التي يقع فيها بعض المعلمين أثناء عملية التدريس والتي يتم رصدها من قبل الموجهين أو مديرى المدارس أو في ضوء نتائج أداء الطلاب في الاختبارات المختلفة (عبد السلام مصطفى عبد السلام ، 2000، ص 26).