يعد الحاسوب من ضرورات هذا العصر، إذ من الصعب جدًا الاستغناء عنه؛ والسبب في هذا هو الدور الکبير الذي يؤديه في حياة البشر، والمهمات الکثيرة الموکلة إليه، والفوائد العديدة المستفادة منه، والمجالات المهمة التي دخل فيها .
فالحاسوب هو جهاز متعدّد الاستعمالات، ويقوم بمعالجة البيانات، وحفظها، واسترجاعها عند الحاجة إليها، ولقد دخل الحاسوب في شتى نواحي الحياة، وفي العديد من المجالات، وصار له تأثير کبير على حياة الناس، فمن المجالات التي دخل فيها الحاسوب، وصار جزءًا لا يتجزأ منها التعليم، فقد دخل الحاسوب في التعليم الجماعي المنظم بمختلف مراحله، وقد دخل الحاسوب أيضًا في التعليم الذاتي الذي يقوم به بعض الناس من تلقاء أنفسهم، فهؤلاء يستعملون الحاسوب کثيرًا في تعليمهم، ويستفيدون منه استفادة کبيرة.
وقد أصبح الحاسوب مادة تعليمية تدرّس للطلاب في مختلف المراحل الدراسية، وهذه المادة هي من أهم المواد التعليمية؛ وذلک لأنّها تطلع الطلاب على الحاسوب وتاريخه، وأجزائه، ومعداته، وتعلمهم کيفيّة استخدامه؛ کما أنها تمحو لدى الطلبة الجهل بالحاسوب وهو ما يسمى بالثقافة الحاسوبية، وتساعدهم في استخدامه الاستخدام الصحيح .
وللحاسوب دور مهم في خدمة عملية التعليم؛ وذلک نظرا لإمکاناته وأدواته المتنوعة، والتي أسهمت في تحسين العملية التربوية، فهو يظهر کأفضل وسيلة لحفظ المعلومات، ويتميز بالقدرة على أداء جميع العمليات الحسابية المعقّدة، ويعمل على تحسين فرص العمل المستقبلية، وعلى تنمية مهارات عقلية عليا، مثل: حل المشکلات والتفکير، وجمع البيانات وتحليلها وترکيبها .
ويمکن تحديد مميزات استخدام الحاسوب في التعليم بالآتي: قابلية الحاسوب لتخزين استجابات المتعلم ورصد ردود أفعاله، وأنه يمکّن المعلم من التعامل مع المستويات المعرفية المتباينة للمتعلمين، ويسهم في زيادة ثقة المعلّم بنفسه، وينمّي حبّ الاستطلاع عند المتعلّم(سيف المعمري، وفهد المسروري، 2013: 66).
ويوفر الحاسوب من وقت المعلم والتلميذ، کما أنه يساعد على تخطي نقص کفاية المعلمين، ويمکن من توفير التفاعل مع البرنامج التعليمي، کما أنه يوفر أسلوبا مرنا في عرض الفقرات التعليمية بأسلوب موحد للجميع(رمزي عبد الحي، 2005: 158).
والحاسوب ليس مجرد آلة أو أداة کما يعتقد البعض، بل هو نظام متکامل يتضمن مجموعة من العناصر المترابطة تبادليا، والمتکاملة وظيفيا لتحقيق أهداف محددة، وتمثل الأجهزة والمعدات التي يتکون منها الحاسوب أحد هذه العناصر، وتمثل والبرامج التي تستخدم في تلک الأجهزة العنصر الثاني، في حين يمثل العنصر البشري الممثل بالعلاقة القائمة بين الآلة والإنسان العنصر الثالث، والحاسوب على هذا الأساس هو أحد وسائط التواصل التي توفر للإنسان فرصة التفاعل مع إمکانات الآلة من استقبال المعلومات وتخزينها والحصول على نتائج دقيقة وبسرعة فائقة، واتخاذ قرارات(محمد السيد، 2000: 158-159).
وللحاسوب فوائد کبيرة تزيد من تحصيل الطلبة وتطور قدراتهم المعرفية وتولد لديهم اتجاهات إيجابية نحو المادة.
فالطلبة الذين يستخدمون الحاسوب في أثناء عملية تعلمهم يکونون أکثر دافعية ومثابرة، وأکثر مواظبة على حضور الحصص الدراسية مقارنة بالطلبة الذين يتعلمون بالطريقة الاعتيادية، کما أن البيئة التي يوفرها الحاسوب في أثناء عملية التعلم والتعليم تولّد اتجاهات نحو المواد التي يدرسونها، وتزيد من دافعيتهم للتعلم(عبد الناصر الجراح وآخرون، 2014: 262-263).
فالطلبة الذين يفتقرون إلى مهارات استخدام الحاسوب يعتبرون أقل حظا من الطلبة الآخرين من حيث القدرة في الحصول على عمل وتطور قدراتهم المعرفية وتمتعهم باتجاهات إيجابية نحو التعلم، والقدرة على تدبر الأمور والعيش في المجتمع التقني المعاصر (جمال الخطيب، 2004: 265).
مع انتشار استخدام الحاسوب في التعليم وجد الطالب نفسه أمام معلم الإلکتروني يتفاعل معه ويسير حسب إرشاداته، وأصبح الحاسوب وسيلة التقييم وأداء الاختبارات ورصد الدرجات وإعطاء تقارير وبيانات عن مستوى التعلم والتعليم وجودته(أحمد العبيدات وعلي العمدة، 2002: 26).