منذ بداية الحياة ثبت للمجتمعات أن رکيزة التنمية وحجر أساسها هو التعليم، فعملت على نقل العلم والاهتمام بتمريره للأجيال.حتى بات أمر التعليم ونقل العلم وتطويره هاجسًا يشغل کافة المجتمعات الحالية للاستثمار في العقل البشري الذي يعد ثروة هائلة للبلد.
إن مظاهر الاهتمام بعملية التعليم باتت جليةً و واضحة بدايةً في ملامح إنشاء الوزارات المتخصصة مرورًا بنشر المدارس والتوسع في التعليم الأساسي و إلزاميته وفتح الجامعات وتطويرها وتوسيعها لتکون عاملاً أساسيًا يخدم البلد ويعمل على تنمية اقتصاده وصولاً للقفزة في افتتاح برامج الدراسات العليا وتطوير مفاهيم البحث العلمي عملاً وتطبيقاً. (زکي،2005م)
کما أن على الجامعات الحديثة مهمة تطوير المجتمع من خلال الأبحاث التي تعالج المشکلات و المعوقات التي تعترض طريق التنمية، والتطوير المستمر للمنتسبين إليها من طلاب وأساتذة وباحثين بما تمدهم به من أفکار في مجال التطور المعرفي و التقني. (الخضير،1999م،78)
وقد أولت المملکة اهتماماً متزايدًا في بناء الجامعات والکليات لاستيعاب الطلب المتزايد على التعليم العالي، کما شجعت القطاع الخاص من أجل دعم قطاع التعليم العالي بخبرات وقدرات متميزة. وقد تضاعفت أعداد الجامعات حتى وصلت إلى 32 جامعة منها ثمان جامعات أهلية يمتلکها القطاع الخاص.("دليل وزارة التعليم العالي"،2010م)
وتولي المملکة العربية السعودية اهتماماً بالغًا في التعليم الجامعي بوجه عام والدراسات العليا بوجه خاص و التي توجه اهتماماتها إلى البحث العلمي في مختلف المجالات وخاصةً الدراسات التربوية کأحد المجالات الرئيسية لارتباطها بعملية التطوير التربوي الذي يمثل العمود الفقري لتقدم المجتمعات. (هلالي،2003م،263)
ويرى عبدالحسين أن جهود الباحثين في المجال رغم أهميتها لا تزال قليلة وغير مرکزة. لذا لابد من تسليط الضوء على محور العملية التعليمية ،أي الطلبة ، واستقصاء مشکلاتهم فـي الجامعـات ذات العلاقة ، ووضع الحلول المناسبة لهذه المشکلات. (عبد الحسين ، 2008م)
و يوصي العديد من الباحثين بضرورة تقويم برامج الدراسات العليا المختلفة فالعتيبي يوصي بضرورة إشراک الطلاب في تقويم برامج الدراسات العليا في نهاية کل عام دراسي لتطويرها حتى تواکب الانفجار المعرفي والتقدم التکنولوجي (العتيبي،1420هـ).
جامعة الملک عبد العزيز في جدة أحد أعرق الجامعات في المملکة العربية السعودية التي تستقطب الطلبة من کافة مناطق المملکة بأعداد تتضاعف سنوياً وذلک لتقديمها الدرجات العلمية المختلفة للطلبة کالدبلوم، البکالوريوس، الماجستير و الدکتوراه و في تخصصات متعددة. (السنبل و خطيب و آخرون ،2003م،293-294)
ويؤکد هذا أعداد طلاب الدراسات العليا "دکتوراه، ماجستير،دبلوم عال" بکليات جامعة الملک عبدالعزيز خلال العام 31/1432هـ حيث بلغ عدد طلاب الدراسات العليا 1816 طالب وطالبة. ("إحصائيات عمادة الدراسات العليا"،2011م).
إن برنامج الدراسات التربوية العليا المقدم من قبل جامعة الملک عبدالعزيز في القصيم أحد البرامج الحديثة التي تتحد فيها الجهود بين تقديم الخدمات الأکاديمية متمثلة بجامعة الملک عبدالعزيز والخدمات الفنية والتقنية المتمثلة بکليات القصيم الأهلية ، والذي بدأ بالتوسع وتکثيف الجهود لتقديم ما يلائم التطلعات.وسعيًا للتطوير الحثيث و المستمر في الخدمات المقدمة التي وصلت سنتها الرابعة في العام الحالي لابد من دراسات بحثية دورية تکشف الواقع للمهتمين. فلقد واجهت الباحثة وزميلاتها من المنتسبات للبرنامج بمختلف تخصصاته أثناء الدراسة عدداً من المشکلات الأکاديمية والفنية التي قد تعيق من مستوى المخرجات المأمول، فآثرت أنت عمل على دراستها وکشف أسبابها ، والتعرف على الحلول المناسبة لها ، وذلک إسهامًا في الرقى بمخرجات برنامج الدراسات التربوية العليا والمساهمة في تطويره.