شهد العصر الحالي تطورات هائلة في شتى مناحي الحياة، ولعل من أبرز تلک التطورات التقدم في مجال تکنولوجيا الاتصالات والمعلومات، هذا التقدم أحدث ما يسمى بثورة تدفق المعلومات وتسارعها بطريقة هائلة يصعب التنبؤ بمعدلات انتشارها.
ولهذا أدرک القائمين على المؤسسات التعليمية أهمية الاستفادة من تکنولوجيا الاتصالات والمعلومات في العملية التعليمية، مما جعلها تغير في هيکلة معارفها التربوية، لمساعدتها في اختيار الحلول، وترتيب وتنظيم المعارف والمعلومات، وتوظيفها في إعداد أجيال قادرة على استيعاب التدفق التکنولوجي وتوظيف استخدامه. (عبدالعزيز، 2013).
ولقد لعب التطور التکنولوجي دورا ًمهما ًفي تطوير البرمجيات الإلکترونية حيث البيئة التي يوفرها أثناء عملية التعليم والتعلم من حيث التواصل والتفاعل بين الطلاب والبرمجية المصممة، مما ساعد على توليد اتجاهات إيجابية نحو المواد الدراسية التي يقومون بدراستها، مما زاد من دافعيتهم للتعلم؛ وبالتالي تزاد تحصيلهم واکتسابهم للمهارات المراد تعلمها. (الفار، 2003) .
وتختلف تصميم البرمجيات التعليمية وفقا ًلاختلاف المواد الدراسية، وکذا ملاءمة تصميم کل برمجية وفقاً لخصائص الطلاب، وتنظيم عمليات التفکير الإبداعي لهم، وتفريد عمليات التعليم عن طريق التعلم الذاتي، وتقويم المتعلم ذاتيا ًلنفسه من خلال عناصر التغذية الراجعة التي تغزي بها کل برمجية.(الکلوب،2005).
وقد أسهمت البرمجيات التعليمية الإلکترونية في دعم وتعزيز المواقف التعليمية، وذلک من خلال قدرة هذه البرمجيات على تمثيل الأهداف کمهام وادوار لتنفيذ أنشطة متعددة يقوم بها الطالب، حيث يتحول دور المعلم في هذه المواقف إلي مسهل وميسر للعملية التعليمية.(إسماعيل ، 2003).
وقد أثبتت البرمجيات الإلکترونية فاعليتها في تنمية الجوانب المعرفية والمهارية في مختلف التخصصات، ولمختلف المراحل الدراسية سواء مؤسسات التعليم قبل الجامعي أو التعليم الجامعي، ومن هذه الدراسات التي اثبت ذلک: دراسة ابوشقير (2015)؛ ودراسة رضوان (2008)؛ ودراسة شاهين (2008) ؛ودراسة شقفة (2008) ؛ ودراسة عقل (2008)؛ ودراسة مرسى (2004).
وتعدٌ الاختبارات الإلکترونية احدى البرمجيات التي تعتمد على الحاسب الآلي، وکذا نظم إدارة التعلم الإلکتروني في تصميم وبناء الأسئلة ، والتي من خلالها يمکنها التغلب على الصعوبات التي تعيق الاختبارات الورقية الاعتيادية ، بحيث يتم تکوين الاختبار في صورته النهائية عن طريق الاختيار العشوائي من بين مجموعة کبيرة من الأسئلة يسمى بمخازن الأسئلة ، وبصورة تکفل التمثيل المناسب لأبعاد الاختبار کاملة (وحدة التدريب والتنمية البشرية، 2001).
وللاختبارات الإلکترونية أهمية تنبع من کونها احدى الأدوات التي تساعد على تقويم الطلاب بطريقة سهلة، في ضوء أهداف محددة مسبقاً، کما أنها تساعد على تحديد مواطن القوة والضعف لدي الطلاب عند الانتهاء من الاختبار، وذلک من خلال عرض التغذية الراجعة الفورية عند الانتهاء من الإجابة على جميع أسئلة الاختبار. (العبسى، 2010).
وتتميز الاختبارات الإلکترونية بمجموعة من الخصائص التي تشجع على استخدامها من قبل معلمي التعليم الجامعي ، ومن تلک الخصائص : إمکانية التحکم في درجة صعوبة الأسئلة ، وکذا تعدد وتنوع أنماط الأسئلة المتوفرة بتلک الاختبارات منها :أسئلة (المقال ،والتربيت ،والاختيار من متعدد ، والصواب والخطأ ، والنقطة الفعالة ...الخ )، کما تتميز أيضا تلک الاختبارات بإظهار نتائج من تم اختبارهم بشکل فورى عند الانتهاء من أداء الاختبار من خلال تقرير مطبوع بإجاباته ودرجته ، کما تقلل تلک الاختبارات من فرص الغش من خلال تعدد نماذجها وعشوائية الأسئلة ، کما تساعد أعضاء هيئة التدريس من متابعة درجات المتعلمين بشکل سهل ؛ مما يساعد بمعرفة نقاط القوة والضعف في تحصيل الطلبة للمادة الدراسية .(وحدة التعلم الإلکتروني ،2013).
وقد أثبتت الاختبارات الإلکترونية أفضلية من اختبارات الورقة والقلم ،وذلک وفقاً لدراسة (Wood, 2003) والتي أشارت إلي أن اختبارات الورقة والقلم العادية لا تقيس مستوى المتعلم حق القياس ، ولا توضح بدقة الجانب المعرفي والمهارى لديه، ولا تقدم رؤية للمعلم يمکن من خلالها تحسين وتطوير المنهج لرفع کفاءة العملية التعليمية .
وقد أکد أيضا (Kearsley.2000) بأن الاختبارات الإلکترونية أکثر فاعلية من اختبارات الورقة والقلم، حيث إن کل استجابة يقوم بها المتعلم يتم تسجيلها في قاعدة بيانات خاصة ،مما يوٌفر کما کبيراً من المعلومات لتحليها مما يسهم في تجميع أعمال المتعلمين من واجبات ونشاطات ونتائج امتحانات يمکن الرجوع إليها وقت الحاجة .
وقد أکدت کثٌير من الدراسات على أهمية الاختبارات الإلکترونية وفاعليتها في تقويم الطلاب بطريقة سهلة وسريعة مع دقة في عملية التصحيح ورصد النتائج والاحتفاظ بها وفقا لقاعدة بيانات يمکن الرجوع اليها عند الحاجة إليها ،ومن تلک الدراسات التي أکدت على ذلک : دراسة العمرى ، وعيادات (2016)؛ ودراسة ابوشقير (2015) ؛ ودراسة المرکز الوطني للقياس والتعليم في التعليم العالي (2015)؛ ودراسة العباسي ، واخرون (2011) ؛ ودراسة (kapoor,2011) ؛ ودراسة (Mulvaney,2011)؛ ودراسة (Steve, et al, 2000) ؛ ودراسة العمرى (2009)؛ ودراسة الشريفين ،ونضال (2009) .
ونظرًا لهذه الأهمية الکبيرة للاختبارات الالکترونية؛ فإنه هناک ضرورة لتدريب المعلمين وأساتذة الجامعة بصورة عامة على تصميم وبناء الاختبارات الالکترونية، وهو ما تهتم به الدراسة الحالية.