تهتم جميع دول العالم بالفرد وتنشئته التنشئة المثلى, فهو الرکيزة الأهم في سبيل رفعة الأمة وتطوير البلاد, لذا کان واجباً على الدول أن تولي ملف التعليم الاهتمام الأکبر؛    للحصول على مجتمع قادر على العطاء والتنمية في جميع ميادين الحياة المعرفية والصناعية والتربوية وغيرها.
ولما کان للدول من اهتمام في التعليم فقد أولت اهتماماً کبيراً بالبيئة التعليمية, وکذلک بتحسين مستوى الأدوات التعليمية وتطويرهما, واستخدام الاستراتيجيات التعليمية والحرص والاستفادة من جميع الإمکانيات المتقدمة والتکنولوجيا الجديدة, وخاصة في العصر المعلوماتي والتقني الذي نعيشه حالياً.
لقد تمکنت المملکة العربية السعودية من النهوض بشکل شامل في مجالات متعددة في الثقافة و الاقتصاد والتکنولوجيا ما رفع مستوى التقدم لدى أفرادها, وکان للمعلم والمتعلم اهتماماً بشکل خاص تجلى ذلک في مزج التقنية في طرق التدريس, وتوفير الوسائل المساعدة لتنمية الکفايات التعليمية, وبذلک تتماشى مع الثورة العلمية في تکنولوجيا الاتصالات والإنترنت والتي لا تزال في تطور مع مرور الوقت (القرني والعايذي والخضير,1435).
ويعتبر الانفجار المعرفي في القرن الواحد والعشرين أحد أهم العوامل التي           قلبت أساليب ومعطيات التعليم رأسا على عقب، وذلک من خلال النمو المعرفي والتقدم التکنولوجي ونشأة شبکات التواصل الاجتماعي وثورة الحاسوب, حيث اهتمت المؤسسات التربوية في البيئة التعليمة المعاصرة ومسايرتها لمواکبة الانفجار المعرفي في التقنية,       وکذلک إيجاد مجموعة من الحلول التي تتناسب مع ما ينتج عنها من مشکلات وصعوبات        (بن ياسين ,2010).
وأمام هذه التغيرات المتلاحقة کان من الضروري جداً على مسيري التعليم والمختصين في التربية أن يلحقوا برکب هذه التقنية وتطوراتها المستمرة,والاستعانة بکل ما هو مثمر وفعال في العملية التعليمية من أجل تحقيق الأهداف المنشودة؛ للوصول إلى أفراد قادرين على التعامل مع کل هذه التطورات المختلفة .
لذلک قامت الشرکات الکبرى المهتمة في التعليم بتسخير هذه التطورات لإضافة الإثارة والتشويق في جميع العناصر التي تخص العملية التعليمية, ومنها المنهج الدراسي وطرق التواصل بين المعلم والطالب, مراعيةً الفروق الفردية وملبية لاحتياجات الطالب نفسه   ومبتکرة لهم طرق لم تکن موجودة في الطرق التقليدية القديمة, مما أدى لظهور مجموعة من الطرائق والأساليب والاستراتجيات الجديدة في التعليم خاصة مما تدعم و تقوم على استخدام التقنية في العملية التعليمية, ومن أبرز هذه الاستراتيجيات استراتيجية الفصل المقلوب              (عبد الواحد,2015).
وتعتبر الفصول المقلوبة هي حل تقني جديد وحديث لعلاج الضعف الواضح في الطريقة التقليدية للتعلم ومستوى مهارات التفکير عند الطلاب, فالفصل المقلوب هو استراتيجية تدريس تستخدم التقنية في العملية التعليمة, وتمکن المعلمين أن يستثمروا المزيد من الوقت في الفصل للتفاعل ومناقشة الطلاب بدل من الطريقة التقليدية المعتادة في الإلقاء والمحاضرة. وأما على مستوى الطلاب فيقومون بمتابعة العروض المعدة مسبقاً للمقرر أو المادة أو المحاضرة في المنزل أو أي مکان آخر ويناقشون ما تمت مشاهدته في الفصل تحت إشراف المعلم, وبذلک يکون الترکيز على المستوى الأعلى من المجال المعرفي برامBram,2013) ). 
وقد أکدت العديد من الدراسات مثل دراسة بت( (Butt,2014,3ودراسة البلوشية (2013) أن التعلم لا يحقق الأهداف المنشودة منه إلا حينما يصبح للمتعلم دور نشيط في العملية التعليمية.
وسيرصد هذا البحث فاعلية تدريس مقرر الحاسب وتقنية المعلومات باستخدام استراتيجية الفصل المقلوب على تحصيل طلاب المرحلة المتوسطة وتحديداً للصف الثالث المتوسط بمدينة تبوک, وذلک في الوحدة السابعة (مهارة البحث في الإنترنت) من خلال دراسة شبة تجريبية.
 ويأمل الباحث أن تقوم نتائج هذه الدراسة بالإضافة التي تخدم العملية التعليمية,وتقدم برهان على أهمية التقنية في زيادة تحصيل الطالب والتأکيد على الاستراتيجيات والتعلم النشط, لأنها المفتاح الحقيقي في مساعدة الطالب على فهم مادة الحاسب الآلي وتطبيقاتها بشکل موسع وعملي,وکذلک ترسّخ المعلومة وتکون نواة لتدريس باقي المواد عن طريق استخدام استراتيجية الفصول المقلوبة.