تواجه منظمات الدول النامية – بما فيها الجامعات - عديد من التحديات والتغييرات الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية, والسياسية الناشئة عن التغييرات العالمية ، مما جعل الجامعات في حالة من التحدي والبحث عن آليات جديدة، لخوض المنافسة العالمية ، ولضمان البقاء وتحقيق الجودة, والوصول إلى أهدافها بکل کفاءة وفعالية.
ولکي تحقق الجامعات أهدافها وتسهم في بناء مجتمعاتها فإنه يقع على عاتقها مسؤولية کبيرة، وأهمية بالغة تکتسبها من خلال الدور الذي تقوم به, حيث إن دورها لم يعد مقتصرًا على تحقيق الأهداف التقليدية المتمثلة في التدريس، ونشر المعرفة وتأصيلها، بل أصبحت أيضا مسؤولة عن تحقيق التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع، من خلال البحث وتنمية المجتمع وخدمة البيئة في مشکلاته وإيجاد الحلول المناسبة لها. (الأسمر والهذلي, 2014: 314 )
وهذا الأمر يضع الجهاز الإداري بالجامعات أمام تحدي لاختبار قدراته على التکيف والبحث عن أفضل الأساليب وأحدثها، والتي تمکنه من مواکبة هذه التطورات, ومن أهم أشکال وطرق مواجهة هذه التحديات، هى الاهتمام بالموارد البشرية، حيث وجدوا أن النجاح في بيئات العمل المختلفة في العصر الحالي، يتطلب المعرفة, والأفکار, والطاقة, والإبداع، لجميع العاملين على اختلاف مستوياتهم التنظيمية, وأفضل التنظيمات هي التي تحقق ذلک من خلال تمکين العاملين بها؛ ليتخذوا زمام المبادرة دون حث من الإدارة ، ولخدمة المصالح الجماعية للمنظمة والتصرف کما لو کانوا أصحاب العمل. (الهنداوي, 2012: 134)
وبالبحث في الأساليب الإدارية الحديثة نجد أن التمکين يستثمر قدرات ومواهب أعضاء هيئة التدريس في الجامعات, ويهيئها للارتقاء بأداء الجامعة, عن طريق مشارکتهم في اتخاذ القرارات, وإثراء أعمالهم الأکاديمية, وتحفيزهم, وإکسابهم مهارات العمل الجماعي, وحل النزاع, و بناء الثقة, و حرية اتخاذ القرارات وتحمل مسؤولياتها, و تدريبهم بصورة مستمرة على ذلک. (الشعلان و کعکعي,2013: 39)
ونظراً للدور الذي يقوم به القادة الأکاديميون بالجامعات , وما يوفره لهم التمکين الإداري بأبعاده المختلفة, من ممارسات إدارية وتوسع في منح الصلاحيات التي تعطيهم مساحة أکبر في اتخاذ القرارات لمعالجة العديد من المشکلات الإدارية والفنية والتربوية, والارتقاء بمستوى الأداء والتعليم الجامعي، من هنا تبلورت مشکلة الدراسة في البحث عن معوقات التمکين الإداري وسبل التغلب عليها من وجهة نظر القيادات الأکاديمية بجامعة تبوک.