أدى تقدم التکنولوجيا إلى تغيير الطريقة التي يتم التعلم بها، حيث سمحت إمکانيات الإنترنت وتعدد مصادر المعلومات إلى تغير أدوار المعلمين والطلاب، وتعددت أشکال التفاعل التعليمي بما يعزز عملية التعلم ليس فقط من خلال تفاعل المعلم مع الطلاب بل أيضاً من خلال تفاعل الطلاب مع بعضهم البعض بما يسمح بتدفق المعلومات من خلال بيئات التعلم المتعددة والموارد الهائلة المتاحة التي وفرتها إمکانيات الإنترنت.
ويُمکن من خلال استخدام الحوسبة السحابية في عمليتي التعليم والتعلم تعزيز التعلم الإلکتروني بين الطلاب؛ حيث يمکن للطلاب الاشتراک بسهولة في المراجع والمجلات والبرمجيات وغيرها من هذه المواد، ويتم ذلک باستخدام خدمة التخزين السحابية، وتشجع هذه الطريقة أيضاً التفاعل مع المحاضر من خلال مشارکة المواد المکتوبة والمعلومات بمختلف أنواعها باستخدام امکانيات الحوسبة السحابية (Murah, 2012, 162) .
وأصبحت الحوسبة السحابية تکنولوجيا تتبناها العديد من المنظمات من خلال استخدام الموارد الافتراضية عبر شبکة الإنترنت، ومن المرجح أن يکون لها تأثير کبير على البيئة التعليمية في المستقبل القريب، حيث أنها تُعد بديلاً متميزاً للمؤسسات التعليمية خاصة في ظل النقص في الميزانية وذلک من أجل تشغيل نظم المعلومات على نحو فعال دون إنفاق أي أموال إضافية لأجهزة الکمبيوتر وأجهزة الشبکة(Ercan, 2010, 938) .
ويُعد التعلم القائم على المشروعات إحدى الاستراتيجيات التي تتمرکز حول الطالب، بما يدعم التنظيم الذاتي للمعلومات واکتساب المعارف وتطوير المهارات والإتجاهات الإيجابية؛ وبما يعمل على بناء التعلم من خلال المرور بمجموعة من الخطوات ومراحل ومهام محددة (Curriculum Development Council, 2001, 87).
وتشير دراسة (Fernandes, Mesquita, Flores & Lima (2014 التي تناولت نتائج التعلم القائم على المشروعات الإلکترونية في برنامج الإدارة والهندسة الصناعية في جامعة Minho بالبرتغال وآثارها على أعضاء هيئة التدريس والطلاب إلى أهمية تعلم المشروعات الإلکترونية في تعزيز عملية التعلم وزيادة الفعالية لکل من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
وتناولت دراسة Easter & Evans (2014) تقييم تعلم المشروعات من حيث زيادة تنمية المهارات في إدارة الوقت والتخطيط وتنظيم العمل مع الآخرين وتوصلت الدراسة إلى أهمية تنمية مهارات تعلم المشروعات وتوفير الدعم اللازم لهذا النوع من التعلم، وإجراء مزيد من الدراسات عن تصورات الطلاب حول تنمية تلک المهارات.
وتشير عمر (2013، 27) إلى أهمية تنمية مهارات المشروعات الإلکترونية لما لها من دور هام في تعزيز قدرات الطلاب على التعلم الذاتي وحثهم على التعلم التعاوني؛ وذلک من خلال تصميم بيئات تعلم تعتمد بشکل کبير على الويب وتطبيقاته الإجتماعية، بما يزيد من التأثير في دافعية الطلاب للتعلم وتحسين إتجاهاتهم نحو التعلم عبر الويب.
مما سبق يمکن التوصل إلى أن تنمية مهارات المشروعات الإلکترونية تُعد طريقة متميزة لتعزيز عملية التعلم وفرصة لاکتساب الخبرة والعمل بشکل أفضل، وتنمية العديد من مهارات التفکير النقدي والتعلم الموجه ذاتياً وذلک بما يدعم عملية التعلم وتنمية العمل الجماعي مع أعضاء الفريق واتخاذ القرارات وحل المشکلات المعقدة، واستخدام أحدث التقنيات المختلفة وتطوير أداء المتعلم وإثراء عمليتي التعليم والتعلم.