إن الله – عز وجل - خاطب أمة الإسلام قائلًا : ﴿ کُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنکَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ﴾ (سورة آل عمران ، الآية : 110 ).
ومما يساعد في بناء تلک الأمة الخيرة وجود تربيةٍ سياسيةٍ سليمٍة يصاحبها فهمًا صحيحًا للإسلام مما يقود إلى إعداد الفرد لممارسة الشئون العامة في ميدان الحياة عن طريق تنمية وعى الافراد بتزويدهم بالقدر الکافي من العلوم والمعارف المتعلقة بفهم النظام السياسي القائم. ولا يمکن حصول الفهم الإسلامي المراد إلا بالوقوف على ما أصلح الله تعالى به أوائل هذه الامة المتعلق بالنظام السياسي الإسلامي ، فالإسلام يحوى نظامًا سياسيًا صالحًا ؛ لکى يطبق في العصر الحديث،" وإن الفکر الإسلامي أنتج نظريات علمية حول السياسة، بل إن بعض هذه النظريات سبقت عديدًا من النظريات التي لم يتوصل إليها الفکر الأوروبي إلا في العصر الحديث"([1]) .
والتربية السياسية جزء أساسي من التربية الإسلامية ، التي لابد من السير في طريقها للوصول الى المجتمع المسلم ثم الدولة المسلمة. وعندما نتفق على ضرورة التربية السياسية وحاجاتنا الماسة إليها ، نجد أنفسنا مضطرين للبحث عن المنهج الذى نربي الأفراد وفقًا له ، وهذا المنهج لابد أن يستخلص من کتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن سيرة الخلفاء الراشدين المهديين([2]).
ويعد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- مثالا للحاکم المسلم الذي قدم تربية سياسية يحتذي بها ، کما أن اجتهاداته الکثيرة في قضايا مهمة ما تزال حية إلى اليوم مثل قضايا المال العام وکيف يُتصرف فيها ، واهتماماته بأمور المسلمين الحياتية المعاشية ، واهتماماته بالبنية التحتية للدولة کما يعبر عنها اليوم ، تلفت النظر إلى إعادة قراءتها([3]).
([1])محمد ضياء الريس ، النظريات السياسية الإسلامية ، ط7 ، القاهرة : دار التراث ، 2009 م، ص 4.
([2])خالد أحمد الشنتوت، کيف نربي أولادنا على الشورى ، جدة : دار المطبوعات ، 1990م ، ص12 .
Available at www.omniat.com/vb/show thread php?t=19257,Accessed on (1)
15/2/2012,at7pm