يُعدُّ الجانب الوجداني من الجوانب المهمة في الشخصية الإنسانية وهو ذو أثر کبير في حياة الأفراد والمجتمعات ، نظراً لما للوجدان ـــ عاطفة وانفعالاً ــــ من أثر کبير في الفکر والسلوک، بل وفى في بناء الشخصية المتزنة السوية ، فالجانب الوجداني يفصح عن موقفنا النفسي تجاه بيئتنا ، فيجذبنا تجاه بعض الأفراد ، والأفکار ، أو ينفرنا منها ، ويدفع نحو بعض المواقف ويمنع من بعض ، ويقرر بعض الأفکار، ويحول دون بعضها الآخر ، کما يؤدى وظيفة مهمة في تيسير التواصل الاجتماعي بين الأفراد ، فهو لغة عامة بين البشر ، تتجاوز حدود اللغة المنطوقة ، ويهيئ الفرد فسيولوجياً للتوافق البنَّاء مع المواقف المختلفة.
ولقد أثبتت الأبحاث أنَّ (80%) من النجاح في الحياة يعتمد على النواحي الوجدانية . وإذا کان الاهتمام بالحاجات الأساسية للإنسان وإشباعها شرطاً لبقائه البيولوجي ، فالاهتمام بالحاجات الوجدانية لا تقل أهمية لتحقيق الصحة الوجدانية .
ولقد أشارت دارسات عديدة إلى أن واقع التربية الوجدانية في جميع المؤسسات التربوية والتعليمية بما فيها الجامعة لا تدعو إلى التفاؤل ، خاصة أن سلوکيات کثير من الشباب ما زالت بعيدة ، بل تزاد ابتعاداً عن القيم والمبادئ والأخلاق التي نطمح تأصيلها في شخصياتهم .
من هنا جاءت فکرة البحث الحالي بمحاولة وضع تصور مقترح لمتطلبات تحقيق التربية الوجدانية في مؤسسات إعداد المعلم في مصر .
واعتمدت الباحثة في هذا البحث على المنهج الوصفي ، وتوصلت إلى عدة نتائج أهمها:-
- أن هناک قصوراً في دور کليات التربية في تفعيل وتنمية التربية الوجدانية لدى الطلاب .
وفي إطار ما توصلت إليه الباحثة من نتائج قدمت تصوراً مقترحاً لتفعيل التربية الوجدانية في مؤسسات إعداد المعلم في مصر .