لقد اصبح العالم أشبه بقرية کونية صغيرة، فکان من الضروري أن يتم توظيف تکنولوجيا التعليم والمعلومات في المؤسسات التربوية، و تنظيم العمليات التعليمية والتعلمية في الجامعات، ولذلک دأبت مختلف الدول بالعالم الى الاهتمام بتطوير النظم التعليمية والتربوية کنقطة البداية للسير في طريق التقدم والازدهار المعرفي في مختلف المجالات، الأمر الذى أدّى الى إحداث تغيير وتطوير في نظمها التعليمية وبرامجها بما يتفق وخصائص الطلاب المعرفية والعقلية وأساليب تعلمهم المفضلة بما يشبع حاجاتهم التعليمية، وبما يولد لديهم نوعاً من الرضا النفسي فيما يتعلمونه، وذلک من خلال الاهتمام بإدخال المستحدثات التکنولوجية في العملية التعليمية والتربوية، وتوظيفها لتحسين عمليتي التعلم والتعليم.
وفي هذا السياق يذکر فهمي وعبد الصبور (2001، ص 70) ان الاتجاهات التربوية الحديثة اکدت على أنه من الضروري تطوير وسائل تدريس المواد التعليمية في صورة متکاملة وشاملة، مما يؤدي إلى إعداد جيل قادر على التفکير العلمي السليم وقادر على التنبؤ والإبداع وليس الحفظ والتلقين فقط، وتأهيل الجيل من الناشئة لمواکبة ومجارات التطورات المتلاحقة بمجال المعلومات والتدفق المعرفي، والقدرة على مواجهة تحديات المستقبل.
وأشار عبد العزيز وفودة (2008، ص 56) إلى أن هذا التقدم في تکنولوجيا المعلومات والاتصالات أحدث ما يسمى بالثورة المعرفية والتي يمکن تعريفها بتدفق المعلومات وتسارعها بطريقة ديناميکية يصعب التنبؤ بمعدلات انتشارها وتغييرها بشکل دقيق، ومن هنا تحتاج المجتمعات إلى هيکلة معارفها ونمذجة مسائلها التربوية، وکل ذلک يساعد في التميز والقدرة على اختيار الحلول وتنظيم المعلومات والمعارف، وحسن استخدامها في إعداد أجيال قادرة على استيعاب التدفق التکنولوجي وتطوير استخدام التقنيات التي اصبحت جزءا أساسيا مصاحبا للعملية التعليمية حيث يشهد تعلم المواد عموما وتعلم العلوم على وجه الخصوص تقدما ملموسا وتطور نحو الأفضل وذلک لمواکبة التطور والتقدم التقني والتکنلوجي ولعل ما نشاهده من التوسع والانفجار المعرفي والمعلوماتي حمل التربويين مسئولية تطوير المناهج حيث استمرارهم في البحث عن افضل الطرائق والوسائل لتوفير بيئة تعليمية تفاعلية خصوصا وان الطالب اصبح محور العملية التعليمية.