يمتاز العصر الحالي بکم هائل من المعرفة والمعلومات, وبما أننا في عصر التکنولوجيا والانفجار المعرفي, فالتکنولوجيا عموماً والحاسوب خصوصاً لم يترکا مجالاً إلا کان لهما بصمة فيه, ومن أهم المجالات التي تم غزوها مجال التربية والتعليم، والذي باتت التکنولوجيا جزءًا لا يتجزأ منه، فکان لزاماً على التربية والتعليم التکيف مع التقنية الحديثة بحيث تعکس برامجها ومقرراتها وأنشطتها ثم تنقلها للأجيال المعاصرة في قالب تقني, يغير کل الطرق التقليدية القديمة المعتمدة على الطرق اللفظية (Verbalism)، والتي کانت لا تعطى اعتبارا للفروق الفردية بين المتعلمين، مما کان يتسبب في تسرب عدد کبير من الطلبة في النظام التعليمي من أسفله إلى أعلاه.
وقد استفاد مجال التربية والتعليم کثيراً من التقنيات الحديثة والتي أسهمت في تفعيل أنشطتها وبرامجها, وتحقيق أهدافها التربوية والتعليمية, وذلک من خلال الاسهام في زيادة التحصيل, وإکساب الطلاب المعلومات والمهارات المتعلقة بالمقررات. ومع تطور التکنولوجيا وخاصة في مجال التعليم, غيرت الاتجاهات الحديثة في التربية من أدوار المعلم والمتعلم، فأصبح المتعلم محورا للعملية التعليمية وقائداً لها، وتغير دور المعلم من ملقن إلى موجه ومرشد للعملية التعليمية، وأحدث ذلک نقلة کبيرة في مجال التربية والتعليم، ومن الضروري الترکيز على ذلک حتى يمکن اللحاق برکب الدول المتقدمة في مجال التربية والتعليم.
ويتفق ما ذهب الباحث إليه مع ما ذکره الحيلة (565:2002) من أن الحاسوب وبرامجه التقنية تساعد على تحسين التعليم والتعلم والإعلاموالثقافة والتحکم بسلوک الناس في حياتهم اليومية .
ويجب ألا يکون الترکيز في عملية التعليم والتعلم على الحاسوب بقدر ما يکون على البرنامج التعليمي الذي يصمم له, فالحاسوب ليس إلا أداة للنقل والتخزين والتسجيل, أما البرنامج الذى يتم تصميمه فهو الذي يقوم بعملية التعلم الحقيقية.
ولهذا، فمن أهم الاتجاهات الحديثة في التربية وتقنيات التعليم اليوم، استخدام المواد المبرمجة حاسوبيا ومنها البرمجيات التعليمية، والتي يتم تصميمها اعتمادا ًعلى مدخل تصميم التعليم، لتکون الأداة التي يستطيع الطالب أن يتعلم منها تعلماً ذاتيا ًتحت إشراف معلمه.
وقد اثبتت الدراسات التي اجريت لمعرفة مدى فاعلية استخدام الحاسوب وبرامجه في العملية التعليمية تفوقها على الطريقة التقليدية في رفع تحصيل الطلاب وتنمية مهاراتهم بشکل عام ومنها: دراسة الغامدي(2013), ودراسة راد (Rad,2013), ودراسة الزهراني (2012), ودراسة بدر (2011),ودراسة طاهات (2011) وغيرها .
کما اکدت العديد من المؤتمرات العالمية والعربية وجوب الانتفاع بمختلف التقنيات في مجال التربية, وأن تکون التربية مواکبة للمستحدثات لاسيما في مجال الحاسوب وبرمجياته التعليمية.(باصالح, 8,2003).
وانطلاقاً من أن البرمجيات التعليمية ذات الوسائط المتعددة قد صممت لأغراض تعليمية وأنها تؤدي أدوارا لا يمکن للکتاب المدرسي القيام به، بالإضافة إلى منحها فرصة التعلم الذاتي للطلبة, کما أنها تولد شعورا لدى المعلم بإمکانية تفعيل العملية التعليمية، ومن هنا فکر الباحث في المساهمة بدراسته هذه في تطوير طرق تدريس الحاسب التقليدية عن طريق تصميم برمجية تعليمية وقياس فاعليتها فى تنمية التحصيل ومهارات الحاسب الآلي لطلبة الصف الثاني المتوسط بمنطقة الباحة.