Subjects
-Abstract
مُنذ أنْ خلق الله الأرض والإنسان يسعى فيها لتطوير کلّ ما يکفل له معيشة أفضل، ويَعتمد في ذلک على خبرته المتراکمة على مرِّ السنين لفهم ما حوله، ومستنداً في کُلِّ حِقبة زمنية، على معايير متوارثة تخضع لعوامل ثقافية واجتماعية ودينية وسياسية تَسود في ذلک الزمن، وقد کان السلوک الإنساني محلَّ اهتمام الإنسان منذ القدم وأصبح جزء من فهم حقيقة نفسه ووجوده، ومع تطوُّر العلم الحديث الذي تنوَّعت فيه العلوم، أصبحت الحاجة مُلِّحة لدراسة السلوک الإنساني، حيث تطوُّر الترکيز على دراسة السلوک الانساني بصورة دقيقة، وارتبط بعلم الإدارة، وعلم الاقتصاد، وغيره من العلوم، وبلغ أوج تطورَّه في أواخر القرن الماضي.
تسعى المُنظَّمات في العصر الحديث للاستفادة القصوى من مواردها المادية والبشرية لتحقيق أهدافها، ويُعتبر العاملون في المُنظَّمة هم الرکيزة الأساسية لتحقيق تلک الأهداف، وذلک لتفاعلهم المُستمِّر فيما بينهم من أجل تحقيق أهداف المُنظَّمة، وهذا التفاعل فيما بينهم يُؤدِّي إلى اتفاق حول بعض الأمور واختلاف في أمور أخرى.
القيم التنظيمية هي أساس ثقافة المُنظَّمة، وأعمق مستوى فيها لما تُمثِّله من توجيه لسلوک الأفراد في العمل (سلطانية وآخرون، 7:2013).
لذلک تُعتبر القيم التنظيمية عاملاً مهماً من عوامل النجاح، فبقدر قوة القيم التنظيمية تُحدَّد کفاءة المُنظَّمة وفاعليتها، حيث تتحسَّن إنتاجية المُنظَّمة کُلَّما کانت قيمها التنظيمية أقوى، کما إنّ للقيم التنظيمية أثر في العمل من أهمّها الأداء الجيِّد، والکفاءة في العمل وتحقيق الأهداف وغيرها، والقيم التنظيمية هي نتاج تفاعل ما يَحمل أفراد المُنظَّمة من مُعتقدات واتجاهات وبالتالي يتحدَّد السلوک، والذي في النهاية يُشکِّل القيم التنظيمية للمنظَّمة.
کُلَّما کان هناک أفراد يتمتَّعون بأدوارٍ قويَّة داخل المُنظَّمة، کُلَّما أثَّروا في تکوين القيم التنظيمية لها الجسار ومساعدة(38:2014)، کما يُبيِّن عيَّاد(39:2011) إنَّ القيم هي تلک الموضوعات التي نُؤثِر ونُفضّل ونختار، بحيث تتجه إليها رغباتنا، وتُمليها حاجاتنا، وهي مُحدِّد مُهمّ للسلوک الإنساني کونها مفهوم مُجرَّد يتَّصل بذات الفرد، ومن رَحِمِ القيم يتکوّن مفهوم ذات کلّ فرد، ويتکوّن منها تقدير الشخص لنفسه واحترامه لها، کما هو الحال لتقديره للجماعة التي ينتمي لها.
ذکر سورنسن Sorensen (2002:78) إنَّ القيم التنظيمية التي تسعى إلى رُقِّي المبادئ الأخلاقية في التنظيم، تحصُد عدداً من الفوائد المُهمَّة، وتُحقِّق أقلَّ الأخطاء في العمل، وأعلى درجات الأداء الوظيفي، والالتزام الوظيفي، وتشمل التنظيمات الرسمية وغير الرسمية، وتُصبح المبادئ السلوکية للعاملين، ويشير الجلاد(17:2007) بأنَّ القضية القِيَمية من أکبر القضايا التي تواجهها التربية المعاصرة على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، ويوضح العميان (109:2013) بأنَّ معرفة القيم السائدة في أيِّ مجتمع هي وسيلة ضرورية لفهم السلوک التنظيمي المُتوقَّع من الأفراد.
يذکر تاوريريت (202:2009) بأنَّ أهمّ تحدِّي يُواجه المُنظَّمات الحديثة هو التعامل مع السلوک الإنساني والسيطرة عليه.
بما أنَّ موضوع القيم التنظيمية يرتبط بأفراد المُنظَّمة، فإنَّه قد يتأثَّر بالصراع التنظيمي بين أعضاء المُنظَّمة، وذلک لوجودهم في بيئة واحدة تحکمها منظومة قيمية، قد تتوافق وقد تختلف مع ما يحملون من قيم، مما يُسهم في خلق جوٍ من الصراع التنظيمي داخل المُنظَّمة.
ويذکر الطويل (293:2007) أنَّ الصراع على مستوى التنظيمات الاجتماعية أمرٌ حتميٌّ سواءً کانت تلک المُنظَّمات سياسية أو اقتصادية، أو اجتماعية، بل إنَّ الصراع داخل الفرد نفسه أمرٌ حتميٌ أيضاً، وذلک لتعدُّد المؤثرات النفسية والاجتماعية الداخلية والخارجية عليه، وفي المؤسسات التعليمية يُشکِّل الأفراد العنصر الأساسي لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية وذلک بتفاعل أفرادها مع بعضهم البعض، ويتَّفق معه العلواني(17:2004) أنَّ حالات عدم التوافق في القيم تُؤدِّي إلى حدوث صراعات واختلاف بين العاملين.
DOI
10.21608/mfes.2019.104926
Authors
Last Name
سلمان سليم العنزي
MiddleName
-Email
-City
-Orcid
-Link
https://mfes.journals.ekb.eg/article_104926.html
Detail API
https://mfes.journals.ekb.eg/service?article_code=104926
Publication Title
مجلة کلية التربية (أسيوط)
Publication Link
https://mfes.journals.ekb.eg/
MainTitle
القيم التنظيمية بمدارس محافظة العلا وعلاقتها بالصراع التنظيمي لدى المعلمين والمعلمات