تعد التغيرات المتسارعة في مجال تکنولوجيا التعلم السمة المميزة في هذا العصر و التي أدت إلى ظهور عالم بلا حدود  حيث زالت معها حدود الأوطان وزالت معها بالتعبئة حدود             و أسوار المعرفة. لذا فمن البديهي أن تتفاعل المؤسسات التعليمية والتربوية مع التغيرات في البيئة التي تعمل بها مستخدمة تقنيات حديثة والتي أصبحت مسيطرة ومقبولة بشکل واسع، بل وغير منقطع النظير.
واتساقاً مع الواقع، فلم تعد المؤسسات التعليمية هي البيئة التعليمية الوحيدة لتقديم خدمات التعليم، مما دعي التربويون للبحث باستمرار عن أفضل الطرق والوسائل لتوفير بيئة تعليمية تفاعلية لجذب اهتمام المتعلمين وحثهم على تبادل الآراء والخبرات. ويعد التعلم الإلکتروني من أساليب التعلم التي تجعل المتعلمين هم محور عملية التعلم؛ حيث يتعاون المتعلمين للحصول على المعلومات وتبادلها وطرح الأفکار لحل المشکلات دون الالتزام بمکان معين أو زمن محدد لاستقبال عملية التعلم (الحمداني، 2006: 47).
ويرکز التعلم الإلکتروني التشارکي على المجالات التربوية ويستخدم من                        قبل متعلمين مختلفين أو متباينين يعملون في نفس موضوع التعلم عبر أجهزة الکمبيوتر المتفرعة  من مکتب رئيسي أو عن طريق الشبکات المختلفة، حيث يهدف إلى تدعيم المتعلمين وبناء المعارف الجديدة  بشکل فعال أثناء عملية التعلم ( الخالدى، 2007:   95) . لاسيما و أن طبيعة التعلم الإلکتروني التشارکي يتيح للمتعلمين من مختلف أنحاء العالم المشارکة فيما                   بينهم من خلال التفاعل الاجتماعي المصاحب لهذا النوع من التعلم ، وهذا يتطلب                    مـن المعلمين إثارة دافعية المتعلمين والتخطيط الجيد للمناهج الدراسية وطـــــــــــرق التـــــدريس  (Strijbos; Kirschner & Martens ,2004:31-50). کما تکون المشارکة تفاعلية مباشرة عبر الإنترنت مما يساعد المتعلمين على بناء المعارف الجديدة وإتاحة الفرصة للاستفسار على أسئلتهم والتعلم من بعضهم البعض بإتاحة ما تعلمه المتعلمون تشارکياً (داليا حبيشى،             2009 : 7).
تعد بيئة التعلم الإلکتروني التشارکي أو بيئة التعلم التشارکي عبر الويب من البيئات التي يمکن خلالها استخدام أدوات وإمکانات الانترنت المختلفة في تنمية مهارات حل المشکلات, وذلک إذا تم بناءها بشکل مناسب مع توظيف أدوات الانترنت التوظيف الأمثل لخدمة بيئة التعلم التشارکي. ويرى الفار(25:2012) أن التعلم الإلکتروني التشارکي من الاتجاهات التربوية الحديثة، والمناظرة للتعلم الفردي من خلال المعلم أو التلفزيون التعليمي أو الکتاب المدرسي وذلک في أنماط التعلم التقليدية، أو من خلال البرمجيات التعليمية وأقراص الوسائط المتعددة المدمجة في النمط الحديث للتعلم، کما وأضافت شبکة الانترنت إمکانية مشارکة عدد کبير من أقران التعلم في بيئة تعليمية إيجابية ومنظمة، وذلک باشتراک الطلاب والمعلمين في المناقشة والتحاور والنقد وتبادل الآراء حول کافة القضايا والموضوعات الدراسية المستهدفة(Haken,2006: 7).
ونظراً لأن التعلم الإلکتروني التشارکي يساعد على خلق بيئة تعليمية خصبة تسمح بتبادل المعلومات بين المتعلمين، و بناء علاقات جديدة بينهم تسمح بصياغة الأفکار والآراء مما يساعد بالتبعية على إعادة ترتيب المواد والمعلومات أو المفاهيم ومن ثم اکسابهم مهارات في الجانب المعرفي والأداء المهارى في التطبيق  العملي عبر الانترنت.
وتأسيساً على ذلک فإن الباحث يحاول هذا البحث استخدام بيئة التعلم التشارکي الإلکتروني عبر محررات الويکي"WiKi"  لتنمية بعض مهارات تطبيقات الکمبيوتر           (العروض التقديمية-  إمبريس )   لدى طلاب المرحلة المتوسطة بمحايل عسير.