يعتبر الحوار من الأساليب التربوية التي استخدمها الإسلام في تربية العواطف والعقل والتفکير المنطقي, فلقد اهتم القرآن الکريم بالکلام والبيان, يقول سبحانه وتعالى ( خلق الانسان * علمه البيان ) الرحمن : وقد اهتم النبي صلى الله عليه وسلم اهتم بالحوار في تعامله مع الصحابة رضوان الله عليهم, بل و رباهم على الحوار الهادئ حتى مع الأطفال.
ويؤکد باقازي "بأن من خصائص الإدارة الإسلامية هو استخدام أسلوب الإقناع بالحسنى لتحقيق هدف معين بأسلوب اللين واللطف في المعاملة لا بالقسوة والقهر, وقد وضع لنا الدين الإسلامي أسلوباً إدارياً حکيماً للتعامل مع الآخرين ومجادلتهم, وهي مهارة إدارية ينبغي أن يتحلى بها جميع الإداريين في تعاملهم مع المرؤوسين.(باقازي , 1984)
ولاشک أن الحوار الموضوعى من أهم الأساليب التربوية التى تساهم فى نجاح المؤسسة التعليمة فى أداء أدوارها المناطة بها وتحقيق أهدافها التى ترنو اليها وذلک من خلال تطبيق حوار هادف بين أطراف الحوار .
مشکلة الدراسة :
يعتبر الکلام هو أکثر وسائل الاتصال شيوعاً , وکلما نجح الانسان في إجادة فن الکلام وامتلاک الفصاحة والبلاغة في الحوار کلما کان أقدر على التأثير في الآخرين, وتوجيههم الوجهة التي يريدها.( القرني , 1997)
ولا شک أن أهمية الحوار تتأکد أکثر وأکثر في مجال التربية, ولقد ذکر الطويرقي ان العلاقات في الإدارة المدرسية يجب أن تکون تحت مبدأ الوضوح في التعامل, ولا بد للإداري من مراعاة الإفصاح عما يدور في نفسه عند مخاطبة الآخرين بکل صراحة ودون إيجاز يخل بالمعنى, ويجب أن يختار الألفاظ والعبارات الواضحة اثناء إعطاء التعليمات وإسناد المهام إلى الأفراد العاملين معه.( الطويرقي . 1997)
وتزداد الحاجة للحوار وتتأکد ضرورة تدريب القادة عليها في ظل المتغيرات العالمية اليوم التي نوعت أساليب الحصول على المعارف والمعلومات والأفکار، ووسعت الأفق للمشارب والاتجاهات الثقافية والفکرية, وإن غياب الحوار عن مدارسنا سيؤدي إلى کبت الأفکار وطغيان الأنانية وحب الذات وعائق أمام الإبداع والرضا الوظيفي, کما ويعد الحوار هو لغة الإنسان المتحضر للوصول إلى غايته, وهي من أهم المهارات التي بدونها قد يفشل الإنسان في التواصل الإيجابي مع الآخرين، وفي تبادل الأفکار معهم، وفي تقوية الروابط الاجتماعية بهم, والاستفادة مما لديهم .
وحيث أن تقييم الحوار من أساليب تقييم الأداء المؤسسى والعمل المدرسى (ديفيد نيفو David Nevo,1998) لأنه يساهم بکفاءة فى تحسين المدرسة والعمل التعليمى بشکل عام، فهذا ما دفع الباحثة لإجراء هذه الدراسة للوقوف على واقع تطبيق أسلوب الحوار في مدارس التعليم العام من وجهة نظر القائدات بمحافظة الخرج.