تهتم التربية بإيصال الإنسان إلى کماله الإنساني کي يکون قادرا على النهوض بأعباء الخلافة في هذه الأرض, ولا يمکن للتربية أن تنجح وتصل إلى تحقيق أهدافها بدون عمليات التعليم والتعلم. إن مهنة التعليم مهنة تربوية سامية لما تقوم به من الرعاية والارتقاء والاهتمام بأعلى ثروة على وجه الأرض، ألا وهي الإنسان، فهي عملية نقل المعرفة أو العلم وتوصيله من العلى إلى من هو دونه.
إن العملية التعليمية في وقتنا الراهن تحظى بحرکة تغيير شاملة سنتناول مختلف جوانب العملية التعليمية التعلمية وذلک في ضوء کونها منظومة تربوية متکاملة ومتفاعلة لتحقيق التطوير في شتى عناصرها المختلفة في جميع المراحل التعليمية ويؤکد خبراء التربية شمولية عملية التطوير بحيث تشمل جميع عناصر المنظومة التربوية في وقت واحد.
وبعد الإشراف التربوي أحد العناصر المهمة في منظومته التربوية حيث يقع على الإشراف التربوي عبء توجيه المعلمين وإرشادهم لمواجهة التغيرات العالمية المعاصرة في المعرفة العلمية والتکنولوجية وتوظيفها لخدمة العملية التعليمية وتحقيق أهدافها. (عوض الله وزميله، 2006، ص28).
ويعد الإشراف التربوي من المفاهيم الحديثة في التربية لا بل يعد من أهم عمليات التربية التي تسهم في تحسين العمليات وتطويرها وإصلاحها، من خلال تقويم بنائي يعالج کافة عناصر عملية التعليم والتعلم ، من مدخلات وعمليات ومخرجات ، فضلاً عن الاهتمام بالنوعية والجودة ، ولکن لم يصل الإشراف لهذا المنظور دفعة واحدة ، وإنما تدرج عبر زمن طويل بدء مع بداية القرن العشرين وحتى نهايته ، ولا زال يخطو خطوات واثقة ، من خلال الاهتمام به في مختلف مراحل العمليات نظرياً وعملياً وتطبيقياً ، ومروره بمختلف المراحل حتى وصل إلى ما هو عليه الآن .
إن ما يشهده مفهوم الإشراف التربوي من تطور في الوقت الحاضر يقترن بتطور الفکر التربوي وتغير النظرة إلى المدرسة ، وتحول الاهتمام من النمط التعليمي المتمرکز حول المعلم کمستهدف في العملية التعليمية ، إلى النمط المتمرکز حول المتعلم وحاجاته واتجاهاته التي أصبحت خط سير أهداف التربية في مختلف عمليات التفکير ، ومحاولة تجاوز عمليات الحفظ والتلقين المجرد الذي کان يمارسها المعلم مع طلبته. (البکري أنيس، 2012، ص8) .
إن تطور الإشراف ومفاهيمه وأساليبه تعد واحدة من أهم الضرورات الملحة التي تسهم في النهوض بعمليات التعليم والتعلم ، فضلاً عن استعداد الإدارة التعليمية العليا للإشراف التربوي في اتخاذ القرارات الصحيحة لسير العملية التعليمية والتربوية ، وقد أشار الزايدي : إلى أن متابعة المشرفين التربويين للعاملين في الميدان المدرسي مطلب ملح من خلال ما توفره تقاريرهم ، وزياراتهم الميدانية من معلومات عن سير العمليات التربوية والتعليمية باعتبارها ضرورة اقتصادية , واجتماعية وأخلاقية ، إلى جانب کونها عملية تربوية ( الدويک، 2000 ، ص3 ). إذن تعد عملية الإشراف التربوي عملية مهمة وحيوية تستحق البحث والتقصي لما لها من دور جامع بين الإدارة والتربية والتعليم .