أحدثت التقنيات الحديثة ووسائل الاتصال تغيرات جذرية في طرق التعليم والتعلم، وأصبح على المؤسسات التعليمية التي تسعى للتميز الأکاديمي أن تکون على أتم الاستعداد لمواکبة هذا التغير والتطور المستمر والاستفادة من هذه التقنيات لتطوير ورفع کفاءة العملية التعليمية وکذلک التأکيد على ضرورة أن تکون المملکة العربية السعودية سبّاقة ورائدة في هذا المجال إدراکاً منها لأهمية التخطيط ولضمان نجاح برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومشاريع تکنولوجيا المعلومات (فلمبان، 2014م).
وبرزت الحاجة إلى التقنيات في مجال التربية والتعليم متمثلة في الوسائل التعليمية منذ بدايات التعليم، إذ أدرک المربون حاجة المعلّم والمتعلّم للوسائل التعليمية لإنجاح عملية التعلّيم والتعلم ؛ حيث إن استخدام الوسائل التعليمية بطريقة فعالة ، يساعد على حل الکثير من المشکلات التعليمية ، ويحقق للتعليم عائداً کبيرا ًويمکن أن يوفر الجهود التي نبذلها .
ولقد أثبتت الأبحاث عظم الإمکانات التي توفرها التقنيات الحديثة للمدرسة ومدى فعاليتها في عملية التعليم والتعلم، فهي تساعد في تحقيق الأهداف التعليمية، وتشويق الطلاب ، وجذب انتباههم نحو الدرس ، وتقريب موضوع الدرس إلى مستوى إدراکهم ، وتحسين اتجاههم نحو موضوع الدرس ،ويمکنها أن تساعد على تعليم أفضل للدارسين على مختلف أعمارهم ومستوياتهم العقلية، وتوفر الجهد في التدريس، وتخفف العبء عن کاهل المدرس کما أنها تسهم في رفع مستوى التعليم ونوعيته.
وفي ذات السياق يؤکد (Guzman & Nussbaum†,2009) على تزايد الاهتمام في الآونة الأخيرة بدمج التقنية في التدريس -فيما يعرف بالتعليم المدمج- مما يلزم المعلمين بالاهتمام بتحقيق هذا الهدف والتدريب عليه والوعي بأهميته.
وتحمل کلمة (تقنية)-technique- معنى الأسلوب أو الطريقة المنتهجة لفعل شيء أو القيام بنشاط فمثلا نجد أن فعل الشيء نفسه بشکل مختلف يسمى تقنية، مثل اللاعبين الذين تختلف تقنيات لعبهم والمعلمين الذين تختلف تقنيات تعليمهم، لذلک تشير کلمة تقنية إلى أساليب التطبيق. ومن تعاريفها کذلک: تطبيق الأدوات وإدخال الآلات والمواد والعمليات التلقائية والتي تساعد على حل المشاکل البشرية الناتجة عن الخطأ البشري، أي أنها استعمال الأدوات والقدرات المتاحة لزيادة إنتاجية الإنسان وتحسين أدائه ودقته)). (القايد، 2014م)
وتعرفها (حلايقه،2016م): بأنها التطبيقات العلميّة لجميع العلوم والمعرفة في شتى المجالات، وهي بمعنى آخر جميع الطرق التي استخدمت من قبل الإنسان وما زالت تستخدم – کالاختراعات والاکتشافات – لإشباع رغباته وتلبية احتياجاته، وهي بمفهومها الواسع تشير إلى الآلات والمعدات التي يمکن أن تستخدم لحل العديد من المشاکل على نطاق العالم.
يتم حالياً استخدام بعض التطبيقات الحاسوبية مثل: التدريس بمساعدة الحاسوب، والمثيرات الحاسوبية، والتعلم المبني على الانترنت بشکل واسع في عملية التعليم، ويمثل دخول التقنيات الحديثة (الحاسوب والانترنت) في المملکة العربية السعودية بکل ما تقدمة من خدمات وتطبيقات وما تنتجه من معلومات لا غنى عنها في العالم المعاصر نقلة تقنية وحضارية للمملکة العربية السعودية، اذ أحدثت انقلاباً جوهرياً في مفاهيم وأساليب حياتهم. ولا يوجد هناک جدل بأن هذه النقلة الفريدة من نوعها لها من الفوائد والمزايا ما يصعب حصرها ولا يمکن الاستغناء عنها في أي مجال من المجالات تجاريه کانت أم ثقافية أم تعليمية. (الحارثي، 2013م: 9).