يُعد الطلبة المتفوقون ثروة وطنية فبهم ترتقي الأمم، وتصل المجتمعات إلى درجة عالية من التقدم والنهوض على کافة الأصعدة وفي مختلف مجالات الحياة, فکل مجتمع ارتقى ووصل إلى مراحل متقدمة في الحضارات المختلفة فإن ذوي القدرات المتميزة من موهوبين ومتفوقين هم من قادوا ذلک المجتمع نحو ذلک النجاح والتميز.
لذا شهدت نهاية القرن الماضي، ومطلع القرن الحالي اهتماماً متزايداً بذوي القدرات المرتفعة من الأفراد، ويأتي في مقدمتهم (المتفوقون)، وفي ضوء سعي المملکة العربية السعودية للنهوض بالقوى البشرية لأبنائها، فقد وُجه الاهتمام نحو هذه الفئة من المتميزين؛ بغرض الکشف عنهم، ورعايتهم، وبناء البرامج الخاصة بهم، ودفعهم نحو تحقيق مستويات متقدمة من الإنتاجية والابتکار خاصة في المراحل التعليمية المختلفة (الزهراني، 2017، 58).
وتأتي الحاجة إلى الأمن النفسي في مقدمة الحاجات النفسية (غير العضوية) وأکثر أهمية بصورة عامة، ويرى ماسلو Maslow أنه إذا ما أشبعها الإنسان سيتهيأ لحاجاته النفسية والاجتماعية الأخرى، ولا تظهر هذه الحاجة عند الفرد ألا بعد أن يشبع حاجاته الفسيولوجية ولو جزئياً، ويسعى الشخص الآمن بعد ذلک في تحقيق حاجات أعلى في المستوى الهرمي للحاجات وقد انتهت کثير من الدراسات إلى أن الشعور بالأمن النفسي له تأثير إيجابي على بعض خصائص الفرد؛ فالشعور بالأمن النفسي يحصن الفرد ضد الشعور بالوحدة النفسية (خويطر، 2010)، ويؤدي إلى التفوق الدراسي وزيادة التحصيل, ويزيد من درجة الهوية (الرويلي، 2010)، ويزيد من الذکاء اللفظي لدى طلبة الجامعة ( (أحمد، 2013، 77).