التعلم النشط :
تمهيد
يُعد التعلم النشط فلسفة تربوية جديدة تعتمد على إيجابية المتعلم في الموقف التعليمي , وهو ينادي بضرورة الانتقال بالتعلم من الصورة التقليدية , ففي ظل الانفجار المعلوماتي الهائل الذي نلاحظه هذه الأيام , يتطلب ذلک تطوير طريقة التعلم تشجع المتعلم على تحمل المسئولية في التعامل مع هذا الکم اللامحدود من المعارف والذي يرکز على مبدأ التعلم بالعمل .
* مفهوم وطبيعة التعلم النشط :
يمر الأطفال بأمتع وأنجح الأوقات حيت يتعلمون ويکتشفون العالم من حولهم من خلال الخبرة والتشارک , منذ السنوات الأولى يظهر حاجة ورغبة في مجال الاختبار والاکتشاف , و أن توفير بيئة غنية وداعمة لعملية الاکتشاف هذه تعزز عملية التعلم عند الأطفال بشکل مؤکد . (ميسون شهاب 2009م) , برز مفهوم التعلم النشط کمصطلح تربوي في أوائل القرن العشرين وأصبح محور اهتمام وأحد الاتجاهات التربوية الحديثة لما له من تأثيرات إيجابية على عملية التعلم خصوصاً في مرحلة الطفولة المبکرة وعلى بناء شخصية الطفل نفسياً واجتماعياً وعقلياً . (بسمة فاعور , 2009م ,ص14) .
ويعد مصطلح التعلم النشط من المصطلحات التربوية الواسعة الانتشار , حيث وردت له عديد من التعريفات وفيما يلي تستعرض الباحثة عدداً من التعريفات للتعلم النشط : ويشير سعادة , وآخرون (2006م, ص33) إلى أن التعلم النشط " طريقة تعلم وتعليم في آن واحد , يشترک فيها الطلاب بأنشطة متنوعة تسمح لهم بالإصغاء الإيجابي والتفکير الواعي والتحليل السليم لمادة الدراسة , حيث يتشارک المتعلمون في الآراء بوجود المعلم الميسر لعملية التعلم مما يدفعهم نحو تحقيق أهداف التعلم".
ويعرفه عصر (2002م , ص369) بأنه "ذلک التعلم الذي يوفر للطالب في المدرسة الأنشطة التعليمية المتنوعة , والخاصة بکل طالب , وخبرات تعلم مفتوحة النهاية وغير محددة سلفاً , ويکون دور الطالب دور المشارک بفاعلية ونشاط , ويستطيع أن يکون خبرات تعليمية مناسبة " .
وأشار شحاتة , والنجار (2003م , ص115) بأنه التعلم النشط " ممارسة الطلبة لدور فاعل في عملية التعلم , عن طريق التفاعل مع ما يسمعون أو يشاهدون أو يقرأون في الصف , ويقومون بالملاحظة , والمقارنة , والتفسير , وتوليد الأفکار , وفحص الفرضيات , وإصدار الأحکام واکتشاف العلاقات , ويتواصلون مع زملائهم ومعلمهم بصورة ميسرة " .