بما أن التطور في مجال التربية بشکل عام والتربية الخاصة بشکل خاص متسارع , ولظهور النظريات التربوية الحديثة و المستجدات العلمية , أصبح من الضروري مواکبة رؤية السعودية (2030) ومجاراة هذا التطور , ومن هنا يبرز دور التدريب حيث يتيح الفرصة لمواکبة المستجدات والمساهمة بإيجابية في الحضارة ..
حيث حثت سياسية التعليم في المملکة العربية السعودية على أهمية استمرارية التدريب وذلک لترسيخ الخبرات , وکسب المعلومات والمهارات الجديدة .
فالمادة (196) على سبيل المثال نصت على " أن على الجهات المختصة أن تعطي عناية کافية للدورات التدريبية و التجديدية, ودورات التوعية لترسيخ الخبرات, وکسب المعلومات والمهارات الجديدة" وذلک لإيمان حکومة المملکة العربية السعودية بالمردود الإيجابي للتدريب, وأثره في التمنية المهنية للأفراد وإنتاجيتهم الميدانية ( سياسة التعليم, 24:1394 ).
ومن هذا المنطلق أنشأت وزارة التعليم إدارة التدريب والابتعاث , لتتولى مهمة تدريب منسوبيها حيث يتم تدريب شاغلات الوظائف التعليمية منذ إنشائها عام 1424 – 1425 هـ ..
ومن هذا المنطلق أنشأت وزارة التعليم إدارة التدريب , لتتولى مهمة تدريب منسوبيها , وإدارة التدريب القسم النسائي في منطقة الرياض هي إحدى الإدارات المناط بها تدريب منسوبات الوزارة من شاغلات الوظائف التعليمية .
ومن خلال هذا البحث تسعى الباحثة إلى قياس مدى فاعلية برامج التدريبية الخاصة المُنفذة من قبل إدارة التدريب والابتعاث بمدينة الرياض من وجهة نظر شاغلات الوظائف التعليمية في وزارة التعليم بمدينة الرياض , للتعرف على جودة العملية التدريبية , ومدى تحقيقها للأهداف المرسومة لها , والمعوقات التي تؤثر على تحقيق أهدافها .
مشکلة الدراسة :
تقوم إدارة التدريب والابتعاث بمدينة الرياض بالعديد من المهام , منها تأهيل المدربات , وتصميم البرامج التدريبية وإعداد الحقائب التدريبية وتقيميها وتنفيذ البرامج التدريبية , وتنفيذ البرامج التدريبية وتقويم التدريب .
وفي هذه الدراسة نستهدف المرحلة الأخيرة المتعقلة بتقويم التدريب , وذلک بهدف قياس فاعلية البرامج التدريبية المُتعلقة بالتربية الخاصة المُنفذة من قبل إدارة التدريب والابتعاث في الميدان التربوي , وتقوم إدارة التدريب والابتعاث حالياً بعملية تقويم للبرامج التدريبية بعد إنتهائها وذلک عن طريق رابط إلکتروني لا تحصل المتدربة على شهادة الحضور إلا بعد تعبئته , تشمل محاورها عناصر البرنامج من مدربة و حقيبة تدريبية و بيئة التدريب ..
وهذه المرحلة على أهميتها , لا تحقق إلا قدراً ضئيلاً من أهداف التقويم , إذ أن الانطباعات التي تدونها المتدربات عن البرنامج لا تعني أنهن أصبحن قادرات على تطبيق ما اکتسبنه من خبرات في مجال عملهن , وهذا ما أکده المختصون في قياس أثر التدريب , ومنهم فيليبس ( Philips, 2008 ) , والذي يرى أن
" اکتساب المعرفة و المهارة من البرنامج التدريبي لا يضمن ظهور تغير في السلوک , وأنه من المهم تحديد درجة التغير في السلوک , کما أن کيفية تطبيق المتدربين للمعارف والمهارات والاتجاهات المُکتسبة من التدريب تعکس کيفية استيعابهم لما تعلموه من البرنامج التدريبي " ..
وبما أن الهدف من البرامج التدريبية لإدارة التدريب والابتعاث هو تحسين أداء المتدربات وتطوير مهاراتهم , وتنمية اتجاهات إيجابية لديهن نحو العمل , فقد دعت الحاجة إلى دراسة بحثية لقياس مدى تحقق هذا الهدف من الميدان التربوي , وذلک عن طريق قياس تطبيق المتدربات للتعلم المکتسب من البرنامج التدريبي في الميدان .
ومما سبق يمکن تحديد مشکلة الدراسة على النحو التالي : ما فاعلية برامج إدارة التدريب والابتعاث المُتعلقة ببرامج التربية الخاصة بمدينة الرياض من وجهة نظر شاغلات الوظائف التعليمية في وزارة التعليم , و المعوقات التي تحد من تطبيقهن للتعلم المُکتسب من التدريب في الميدان التربوي ؟