Beta
103880

أثر استخدام التعلم النقال في تنمية الإدراک البصري لدى أطفال مرحلة الرياض بدولة الکويت

Article

Last updated: 04 Jan 2025

Subjects

-

Tags

الصحة النفسية

Abstract

يقاس تطور الأمم والمجتمعات بمدى اهتمامها بالنظام التربوي، والعمل على تطويره، بما يتلاءم مع مستجدات العصر ومعطياته، وبما يناسب حاجات الأفراد والمستجدات التربوية، واضعة في اعتبارها تربية جيل قادر على العيش في القرن الحادي والعشرين.
      وتعد مرحلة رياض الأطفال من أهم المراحل التعليمية لبناء نشء على قيادة الأمم، ففيها يتم غرس القيم والمبادئ والمعارف والمفاهيم والمهارات والاتجاهات والتي تساعد على بناء شخصية متکاملة تساعد على بناء وتقدم الأوطان، ولن يتم ذلک إلا من خلال تخطيط جيد للتعامل مع الأطفال في هذه المرحلة، بالإضافة الى مراعاة ميول واحتياجات ورغبات الأطفال والتعامل مع مشکلاتهم والسعي نحو علاجها بما يضمن نمو سوي لهم ويساعد على مواکبة الطفل للتقدم الحادث على مستوى العالم بمجال العلوم والتکنولوجيا.
       وقد مرت رياض الأطفال في دولة الکويت بثلاث مراحل تطويرية، هي: المرحلة الأولى (مرحلة الأمومة الواعية)، وهي مرحلة الميلاد أو النشأة لرياض الأطفال، حيث کانت البداية بإنشاء روضتي: المهلب وطارق عام 1954م، حيث رکز التعليم آنذاک على التلقين، وتعليم مبادئ القراءة والکتابة والحساب، وتطور بعد ذلک إلى الاهتمام بالأنشطة التي تهم الأطفال، وتدخل السرور إلى قلوبهم، کسرد القصص، وممارسة الألعاب الحرکية، والفنون، وتطور بعدها النظام إلى اتباع أسلوب الخبرات المنفصلة ( العددية – اللغوية – التهذيبية – الحرکية - الاجتماعية) حتى أوائل الثمانينات من القرن العشرين، ثم توالت المرحلة الثانية (برنامج الخبرات التربوية المتکاملة)، والذي يقوم على بناء برنامج الخبرات التربوية، حيث يحتوي على مجموعة من الخبرات، تدور کل خبرة حول موضوع يهم الأطفال، ويرتبط ببيئة الطفل في المستويات العمرية الواحدة، ويستغرق تنفيذ الخبرة أسبوعاً للمستوى الأول، وأسبوعين للمستوى الثاني والثالث، وتوزع هذه الخبرات على أيام العام الدراسي، وانطلاقاً من مبدأ التنمية والتطوير توالت المرحلة الثالثة (مرحلة الأسلوب المطوَّر)، والتي بدأت عام 1999 / 2000م، حيث أقر التوجيه الفني العام لرياض الأطفال تنفيذ مشروع أسلوب تطوير العمل في رياض الأطفال، الذي يقوم على مبدأ التعلم الذاتي؛ حيث يتعلم الطفل بنفسه من خلال اللعب المنظم والحر، والأنشطة الموجهة، التي يتضمنها المنهج وفق خصائص النمو للأطفال، وحاجاتهم النفسية والجسدية، من خلال استغلال البيئة المحيطة ومواردها، سواء داخل غرفة التعليم أو خارجها؛ بهدف بناء شخصية الطفل، وتأهيله للبحث والتحليل والتفکير العلمي المنطقي، وإتاحة الفرصة له للإبداع، والابتکار، وتنمية الخيال .  (بندر حمود السويلم، 2005، 76-77)
وما زالت رياض الأطفال في الکويت مستمرة في سعيها الجاد نحو التطوير والتجديد، وفي متابعة آخر المستجدات على الساحة التربوية لمواکبة التطور؛ بما يعود بالنفع على الطفولة، حيث نفذت العديد من المشاريع التربوية الهادفة ومنها: مشروع حوسبة التعليم في رياض الأطفال، والذي يهدف التأکيد على تعزيز دور الحاسوب، وتنمية الوعي الحاسوبي لدى الأطفال، وتقديرهم لأهميته، ودور هذه التقنية في شتى مجالات الحياة، وأثرها في زيادة الإنتاج، وتقديم الحاسوب لمزيد من الخدمات للإنسان ورفاهيته، وتحقيق حد أدنى من الثقافة الحاسوبية لدى الأطفال؛ تمکنهم من التعامل الواعي والآمن مع معطيات العصر ومتطلباته، وإثراء البيئة الصفية بالمزيد من الأنشطة التربوية الهادفة، التي تساعد المعلمة في تحقيق أهدافها، بالإضافة إلى تيسير التعلم، وتقديم برمجيات حاسوبية متطورة تستخدم الوسائط المتعددة، فيتفاعل الطفل معها؛ مما يساعد على تنمية قدراته العقلية المختلفة، وتکامل الحاسوب مع الخبرات الأخرى التي تقدم للطفل بما تحققه من أهداف علمية وتربوية بکافة أبعادها، وتشجع المتعلم على استخدامه في المراحل الأعلى؛ مما يساعد المعلم على توظيفه في کافة الأنشطة التي يقوم بها .                    (هيفاء عبد الله الغانم وأخريات، 2006)
وتعد مرحلة الطفولة المبکرة من أهم مراحل النمو العقلي والادراکي, کما أن هناک حاجة لتنظيم الخبرات المعروضة على الأطفال مبکرا , حيث أن بعض حدود الذکاء والقدرات الحسية لديه يتم معرفتها قبل دخوله الى الابتدائية، کما أن ممارسة العمليات العقلية و الادراکية تکون ذات أثر في النمو والتطور وان هذه الممارسة لا تتم إلا من خلال التدريب والمران اللذين يعملان على جذب عقل الطفل من أجل ممارسة المهارات الکامنة لديه , إذ أن النمو العقلي للطفل يبرز من خلال وضع الطفل في بيئة غنية ومحفزة وسليمة تحوي على مجموعة من الخبرات والمواقف والمثيرات واستخدام وسائل تعليمية مناسبة لأعمار هؤلاء الأطفال .                    (أحمد حسين الشافعي، 2004 ،49)
         والطفل السوي يمکن أن يطور مهارات الإدراک البصري في السنوات التي تسبق التحاقه بالمدرسة، مما يساعده على مواجهة التعلم المدرسي عبر تزويدهم ببرامج تدريبية تعمل على تنمية مهارات الادراک البصري والتغلب على هذه المشاکل التي قد يواجهونها مستقبلا في سنوات الدراسة اللاحقة، وباستخدام أفضل الاساليب والطرق والاستراتيجيات التعليمية والمناسبة لمرحلة ما قبل المدرسة لما لهذه المرحلة المبکرة من عمر الطفل دور کبير ومهم في تنمية الاستعداد للتعلم. (نغم عبد الرضا عبد الحسين ،2002 ،19)
       ويرى عبد الرحمن عدس ويوسف قطامي (2003، 151) أن الادراک البصري هو قدرة العين على التقاط المعلومات وتفسيرها، أي أن الإدراک ليس مجرد الرؤية، وإنما ترجمة الصورة المرئية إلى معلومات يمکن أن يتذکرها الدماغ، وينظمها ويتعرف عليها ويستفيد منها، وأي ضعف في القدرة على الإدراک البصري - على الرغم من أن الطفل لا يعاني من أي مشکلة في النظر ولديه عينان سليمتان وتحکم عضلي جيد، ومع ذلک يعاني من ضعف في الإدراک- يمکن أن يؤثر على تحصيله العلمي والدراسي مستقبلا.
         ومن هنا نجد ان العلاقة بين مهارات الإدراک البصري، والتعلم قد حظيت باهتمام العديد من التربويين والعديد منهم ينظر إلى مرحلة ما قبل المدرسة کمرحلة مهمة في نمو مهارات الادراک البصري وان اي اخفاق ملموس في هذه المهارات تکون السبب أو على الأقل تسهم بنسبة کبيرة في الفشل الأکاديمي لاحقا، وأنها السبب الرئيس لمشکلات التعلم التي يعاني منها الأطفال. أذ تتشکل مهارات الادراک البصري خلال سنوات ما قبل المدرسة، ومن المهم للغاية تقويم هذه المهارات قبل حمل الأطفال على القراءة، وتقديم التدريبات المکثفة والملائمة للأطفال الذين يفتقرون إلى هذه القدرات، أو الذين يبدون ضعف فيها.( راضي الوقفي,2001، 234)
        ونعيش الآن في عصر المعرفة والحداثة والثورة العلمية والتکنولوجية، والتي نشأ هؤلاء الأطفال فيها، فنحن نعيش الآن في عصر الاتصال بالأقمار الصناعية، وشبکات الهواتف النقالة، والأجهزة اللاسلکية، وتطبيقات الکمبيوتر متعددة الوسائط والتفاعلية، والانترنت وخدماته، ولا سيما التعلم النقال والمتاح لدى الأطفال في مراحل عمرهم الأولى لما يتوافر به من برامج وتطبيقات متقدمة تراعي خصائص واحتياجات وميول الأطفال، وقد أدى استخدام الأجهزة اللاسلکية في التعليم إلى ظهور نمط جديد من التعلم ألا وهو التعلم النقال ويعرف أيضا باسم التعلم المتنقل الذي يعتمد على التقنيات اللاسلکية.( أحمد سالم، 2006، 184 )
     وقد أشارت دراسة اتويل (Attewell, 2005, 18) إلى أن استخدام التعلم النقال مع الأطفال يعد تطور إيجابي، ويري المتخصصون في علم النفس أن استخدام التکنولوجيا يشعر الأطفال بکثير من الإحساس بالإتقان.
         وبالرغم من الحدود الخاصة بتطبيقات التعلم النقال التعليمية إلا أن هناک فيضان من التطبيقات والبرامج المطورة لاستخداماته في الألعاب التعليمية، خاصة وأن کثيرا من أجهزة التعلم النقال تتمتع بقدرات عالية من أهمها جودة ألوان شاشة التليفون المحمول. (محمود عبد الکريم، 2008، 16).
    وأکدت دراسة تراکسلر و ريوردان  Traxler, & Riordan, 2004)) على أنه يمکن استخدام التعلم النقال في التعليم ضمن إستراتيجيات التعليم المدمج أو تکنولوجيا التعلم النقال المدمج واکتشاف وإظهار استجابات الطلاب باستخدام خدمات الرسائل القصيرة SMS وأيضا أدوات الواب WAP لتحقيق بعض الأهداف التعليمية.
           ومما سبق تظهر أهمية التعلم النقال في تنمية تعلم الأطفال بمرحلة الرياض ومهارات الإدراک البصري لديهم، کما تظهر ندرة البرامج التعليمية لتنمية مهارات الإدراک البصري لدى أطفال مرحلة الرياض، ولقلة الاهتمام من قبل المختصين في هذا المجال بالکشف عن مشکلات الادراک البصري لهذه الفئة وتوظيف المستحدثات التکنولوجية لتلافي مشکلات عدم الاهتمام بمهارات الإدراک البصري والتي لها دور کبير في تشکيل فکر الأطفال وشخصيتهم وتنمية قدراهم على التعلم بشکل متميز.

DOI

10.21608/mfes.2019.103880

Authors

First Name

إيمان

Last Name

خلف العنزي

MiddleName

-

Affiliation

معلمة بوزارة التربية والتعليم العالي

Email

-

City

-

Orcid

-

Volume

35

Article Issue

5

Related Issue

15765

Issue Date

2019-05-01

Receive Date

2019-07-19

Publish Date

2019-05-01

Page Start

381

Page End

418

Print ISSN

1110-2292

Online ISSN

2536-961X

Link

https://mfes.journals.ekb.eg/article_103880.html

Detail API

https://mfes.journals.ekb.eg/service?article_code=103880

Order

9

Type

المقالة الأصلية

Type Code

1,355

Publication Type

Journal

Publication Title

مجلة کلية التربية (أسيوط)

Publication Link

https://mfes.journals.ekb.eg/

MainTitle

أثر استخدام التعلم النقال في تنمية الإدراک البصري لدى أطفال مرحلة الرياض بدولة الکويت

Details

Type

Article

Created At

23 Jan 2023