أن الأنسان في الاسلام له مکانة عظيمة فهو من حيث الأنسان أيا کان أصله، أو جنسه، أولونه، أو نسبه، أو مکانته، الاجتماعية فهو مکرم، کرمه الله وميزه عن سار المخلوقات کما قال الله تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) سورة التين وقولة تعالى (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّکَ بِرَبِّکَ الْکَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَکَ فَسَوَّاکَ فَعَدَلَکَ (7) سوره الانفطار
ولقد کرم الله سبحانه وتعالى الأنسان لقوله تعالى (ولقد کرمنا بني ادام وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على کثير ممن خلقنا تفضيلا) سورة الأسراء
أن الاسلام کان له فضل السبق على کافة المواثيق والإعلانات، والاتفاقيات الدولية في تناوله لحقوق الأنسان، وتأصيله، وتحديده لتلک الحقوق منذ أکثر من اربعة عشر قرنا من الزمان، واهتمام الشريعة الاسلامية بعلاج وتعليم المصابين والمعوقين والمرضى ثم اهتمام الدولة الاسلامية بالرعاية الصحية والاجتماعية للمعوقين.(الطريفي2001م:38)
وما جاء في الاعلان العالمي لحقوق الانسان والاتفاقيات والوثائق الدولية مما فيه المصلحة محققة للإنسان، والمجتمع الانساني ما هو الا تردد لبعض ما تضمنه الاسلام في هذا الخصوص، الذي تميز عنها بکفالته لکافة حقوق الانسان، وحمايته لها ومراعاه المصالح، وتکميلها، ودرء المفاسد وتقليلها، فجاءت تشريعات جامعة مانعة حيث تعتبر قضية التعليم العالي لذوي الاحتياجات الخاصة من أهم القضايا التي تخدم أکثر من فئة من فئات الاحتياجات الخاصة، حيث أن البحث في مجال التواصل التعليمي عند المعاقين بصريا يستلزم من الباحث أن يستطلع عالم الإعاقة البصرية وما يندرج تحتها من حقائق علمية وملاحظات ميدانية وأرقام وتحاليل موضوعية, فبلغة الأرقام نجد أن 98,5)% ) من البشرية يتمتعون بالقدرة على الابصار بشکل عادي, والباقي أي حوالي((0,5 الى ( (15%من الافراد لا يحظون لأسباب کثيرة بهذه القدرة، وهو ما يطلق عليه مصطلح (الاعاقة البصرية) أذ تشير الإحصائيات الى ان هناک ما يزيد عن 35 مليون مکفوف وحوالي 120 مليون ضعيف بصر في العالم. (کمال، (17:1997 کما تشير منظمة الصحة العالمية الى ان نسبة انتشار العمى تختلف من دولة لأخرى، وأن حوالي 80 % من المعاقين بصريا يوجدون في دول العالم الثالث، علما أن نسبة انتشار الإعاقة البصرية تتضاعف مع تقدم العمر، وتزداد في الدول التي تفتقر الى الرعاية الصحية المناسبة.(السيد,49:2000) وحيث أنه لا يختلف الأفراد المعاقون بصريا بشکل ملحوظ عن نظائرهم المبصرين في القدرة أو الشخصية, حيث أشارت شول(School ) إلى أن المعاقين بصريا يتمتعون بکافة الخصائص التي يمکن أن تتمتع بها أية مجموعة من الناس، فليس لديهم سمات أو صفات تخصهم لوحدهم ً کمعاقين بصريا ، وهم لا يظهرون ردود فعل تقليدية لکونهم معاقين بصريا لکن الإعاقة البصرية قد تؤثر على بعض مظاهر النمو الاجتماعي والانفعالي، کما قد تؤدي لظهور سمات سلوکية معينة.
کما أشار أشريفة Ashraf)) إلى أن أبرز السمات الانفعالية والاجتماعية للمکفوفين هي: اللامبالاة، وعدم الاهتمام بالأنشطة الجماعية، وشعور أقل بالانتماء للبيت والمدرسة، ورغبة أقل في النجاح والاهتمام بالدراسة، ومواظبة الحضور إلى المدرسة، وحب اللعب، وأن للخجل والعزلة ارتبطا مع تدني العلاقات في مجال الاستقرار النفسي العام، وتبين أن الذين يعتمدون الاستراتيجيات السلبية مثل العزلة والخجل واجهوا مشاکل أکثر في استخدام المواصلات وأن المکفوفين لديهم جمود في الشخصية، لکونهم يعيشون في عالم محدود نتيجة لأثر العجز الخلقي الذي يعانون منه مما يؤدي إلى عزلهم جزئيا عن موضوعية البيئة ويتبع ذلک الجمود في شخصياتهم, في حين أشار کروک (Karuk ( أن المراهقين المعاقين بصريا لديهم نشاطات أقل ويعتمدون على أباءهم خاصة في التنقل، کما أنهم لا يمضون الکثير من الوقت بانتظام مع أصدقائهم، کما أکد العالم هور أن الإعاقة البصرية تؤثر على نشاطات الفرد، وبشکل خاص على الأفراد المکفوفين کليا, حيث تتجلى لديهم صعوبات ومشکلات أکثر في العلاقات مع ، الأصدقاء، ويعانون من الوحدة فهم معزولون من قبل أقارنهم المبصرين، ولديهم مناسبات وفرص أقل لتطوير مهاراتهم الشخصية، ويعتمدون على أسرهم، في حين وجد السيد أن معظم مشکلات الکفيف هي مشکلات مرتبطة بالإعاقة نفسها، والبعض الآخر مرتبط برعاية المحيطين، وتدور هذه المشکلات في الشعور بالعزلة، وما يصاحبها من خوف وقلق نتيجة عزلته في بيئة فقيرة محدودة, ًفضلا عن الانطواء والخجل والانسحاب التي تؤدي إلى تجنب الدخول في علاقات مع الأفراد الأخرين بسبب الإعاقة والعجز عن الحرکة. (السيد، 29:2002)