أن التطورات العلمية والتکنولوجية الحادثة في القرن الحالي تسهل حياة الناس بينما تتسبب أيضاً في مواجهتهم للمزيد من المعلومات؛ فقد أصبح تصميم المعلومات وکيفية تقديمها مهم للغاية؛ ولذلک، يحتاج الناس إلى معلومات مصممة إلکترونياً مثل الإنفوجرافيک وتصوير البيانات الذي يحدث اليوم بشکل يتناسب مع المرحلة العمرية للطلاب المرحلة المتوسطة.
وقد أدى دخول التکنولوجيا في مجالات الحياة المختلفة إلى ظهور ما يسمى بتقنيات التعليم في مجال التربية، فأصبحت التقنيات التعليمية من الأساسيات التي تأخذ بها کافة دول العالم کُلُ حسب إمکانياته، وذلک لأهمية دورها الفعال في تطوير النظام التربوي بوجه عام وعناصر المناهج الدراسية بشکل خاص. (الأسعدي، 2015، 218)
ولذلک تهتم وزارة التعليم بالمملکة العربة السعودية بتبني فکرة الاستفادة من تطبيقات التعلم الإلکتروني ويأتي مشروع الملک عبد الله لتطوير التعليم کأحدث المشروعات التي تهدف إلى تحسن البيئة التعليمية وتأهيلها وتهيئتها لتکون بيئة الفصل مُحفزة للتعلم من أجل تحقيق مستوى أعلى من التحصيل الدراسي. (محمد، 2017، 128)
وتُعد مهارة التفکير البصري مهارة جيدة لا يمتلکها الکثيرين ولا تکتسب بسهولة، ومن مهارات التفکير البصري مهارة التمييز البصري، ومهارة إدراک العلاقات المکانية، ومهارة تحليل المعلومات علي الشکل البصري، ومهارة تفسير المعلومات علي الشکل البصري، وذلک حيث أن التفکير البصري هو قدرة عقلية يکتسبها المتعلم، تمکنه من توظيف حاسة البصر في إدراک المعاني والدلالات واستخلاص المعلومات، التي تتضمنها الأشکال والصور والرسوم والخطوط والرموز والألوان، وتحويلها إلي لغة لفظية مکتوبة أو منطوقة، وسهولة الاحتفاظ بها في بنيته المعرفية لذلک تحتاج لاستخدام أساليب حديثة لامتلاکها. (نزال، 2016، 490)
وقد أصبح تصميم المعلومات وطريقة عرضها بطريقة الانفوجرافيک من بين أهم متطلبات عصرنا، وهو الموضوع الذي يحتاج إلى معالجة أکثر منهجية في تصميم التعليم القائم على الهيئة المرئية؛ والتصميم البصري للمعلومات والبيانات مهم ليس فقط لزيادة الإدراک لدى الطالب ولکن أيضا للکشف عن الأنماط داخل المعلومات المعقدة، وأن تصبح المعلومات تثقيفية وتعليمية ومقنعة وتوجه الطالب لتنمية تحصيله الدراسي اعتمادا على محتوى وهدف تلک المعلومات المرئية (Dur, 2014, 39).
ويُستخدم الإنفوجرافيک في تعليم الطلاب بشکل يشجعهم على توظيف الصور في عملية التفکير، ومن هنا تنمو لديهم مهارات التفکير البصري؛ والتفکير البصري يحفز الطلاب على المشارکة في العملية التعليمية ويعزز ثقتهم بأنفسهم، وخاصةً الطلاب الذين يعانون في بعض المسائل التربوية أو اللذين لديهم صعوبات في مادة دراسية معينة؛ فاستراتيجيات التفکير البصري عموماً تتحدى الطلاب، ليس فقط بأن يستجيبوا للصورة المرئية، ولکن أن يقدموا أدلة وبراهين تدعم افتراضاتهم وتفسيرهم لمحتوى الصورة أو الإنفوجرافيک، وبهذا تزداد المحصلة التعليمية والثقافية للطالب مدعومة بالأدلة والبراهين التي قدمها، ويزداد تحصيله الدراسي بدرجة کبيرة (Jaros, 2012, 7).
وتتمثل أهمية الانفوجرافيک في قدرته على تبسيط المعلومات المعقدة والکبيرة وجعلها سهلة الفهم والاعتماد علي المؤثرات البصرية في توصيل المعلومة، السرعة في عرض المعلومات وتوصيلها إلي المتلقي، حيث يؤدي استخدام الانفوجرافيک إلي جذب وتشويق الطلاب في عرض المعلومات؛ وهذا ما أثار دافعية الباحث لأجراء الدراسة الحالية.