تعد التربية من أهم وسائل التقدم والرقي، لأنها تهتم بالفرد باعتباره محور العملية التعليمية، حيث ترتقي بمستوى أدائه ليصبح قادراً على الإنتاج وبالتالي المشارکة في بناء مجتمعه وتطويره وتنميته.
ومادة العلوم من مناهج التربية التي تحظى بجذب واهتمام العديد من الباحثات لأهميتها بجميع فروعها في حياة الفرد والمجتمع، والعملية التربوية بوسائلها المتعددة تعمل على تعديل السلوک الإنساني من خلال الأهداف التي تتضمنها المناهج لأنها تحدد الغايات التي يراد تحقيقها لدى المتعلمين کنتائج للعملية التعليمية، لذلک نرى المعلمات يبحثن عن أفضل الأساليب والطرق والاستراتيجيات التي تنظم الخبرات وتوصلها إلى المتعلمات بأقل تکلفة وبأقصر وقت وأکثر فائدة.
کما أن عصر العولمة يشهد ثورة هائلة من الانفجار المعرفي والتقدم العلمي والتقني والذي بدوره أدى إلى تغيير جذري في أساليب الحياة وأنماطها، وکذلک أدى إلى توليد حصيلة ضخمة من المعارف والمعلومات في کافة المجالات، وقد ساهمت تلک التطورات السريعة والمتلاحقة في شتى فروع المعرفة إلى زيادة المتنامية في أعداد الدارسين والراغبين في التعلم، لذا کان لزاماً على المتخصصين في مجال التعليم ضرورة إعادة النظر في الأساليب والطرق التربوية والتعليمية التي تلائم هذا الوضع والعمل على تغيير فلسفة وطبيعة طرق التعلم.
ومن خلال اطلاع الباحثة على الدراسات المتعلقة باستخدام استراتيجيات التدريس في مجال العلوم وجدت أنه من استراتيجيات التدريس الحديثة استراتيجية السنادات التعليمية والتي نالت اهتمام عدد کبير من متخصصي التربية، حيث يرى زيتون (2003)، أن السنادات التعليمية ما هي إلا معرفة تقدم للمتعلم لتساعده على عبور الفجوة بين ما يعرف وما يسعى إلى معرفته أو ما لا يعرف، فالسنادات التعليمية هي: (التسلسل المنتظم للمحتوى والمواد والمهام والمدرس والأقران في سبيل تقديم دعم ومساندة لتحسين عملية التعلم. (Dickson et. Al,1993) . ويصف (Emery, 2002) السنادات التعليمية بأنها الطريقة التي يحاول المعلم مساعدة المتعلم في تکامل المصطلحات والمفاهيم اليومية مع المفاهيم والمصطلحات العلمية حتى يألفها المتعلم وتصبح ضمن مصطلحاته اليومية. ويوضح (Guzdial,1993) أن هذه المساعدة تمکن الطالب من أداء المهمة وهو ما يسمى النفع الفوري للسنادات، کما أنها تسهل عملية التعلم وهو ما يسمى النفع الباقي للسنادات، وتصف الباحثة السنادات التعليمية بأنها تقديم المساعدة الوقتية التي يحتاجها المتعلم بقصد إکسابه بعض المهارات والقدرات التي تمکنه وتؤهله بأن يواصل بقية تعلمه منفرداً وسميت بهذا الاسم لأنها ترکز على الدعم المؤقت للمتعلم ومن ثم ترکه ليکمل بقية تعلمه معتمداً على قدراته الذاتية، ويرى (وليم عبيد، 2002م، ص102) أن السنادات التعليمية هي مجرد تقديم معاونة طارئة تمکن المتعلم من الاستمرار والتقدم في بنائه المعرفي بحيث يکون ما قام به المتعلم اليوم بالمعاونة يمکنه أن يقوم به بمفرده في المرة التالية، ومن ثم فإن المتعلم في حاجة إلى بيئة تعليمية ثرية توفر إمکانات تقديم السقالات المعرفية وقت الحاجة إليها.