تُعد عمليات تخطيط المناهج الدراسية وتنفيذها وتقويمها ، ومن تمَّ تطويرها ترجمة حقيقية لتوجهات الفکر التربوى الذى فى غيابه تصبح هذه العمليات ضربًا من التصورات القائمة على الاجتهادات الشخصية العشوائية ، وبخاصة أنه ينظر الآن إلى مجال المناهج على أنه علم له مصطلحاته المحددة ، وقضاياه البحثية ، وطرق بحثه فى معالجة تلک القضايا بغية تفسيرها وضبطها ، ومن ثم التنبؤ بما يمکن أن تکون عليه مستقبلاً .
والتخطيط لتطوير المناهج يتطلب مجموعة من المتغيرات منها : المتغيرات المعرفية البحثية ، والتقنية المعلوماتية والاقتصادية والسياسية والثقافية ، ويتضمن کل منها جدلاً علميًّا وأيديولوجيًّا بل ويؤثر کل منها فى الآخر ، لتشکيل البيئة المحيطة للنظام التعليمى ومکوناته وأهمها المعلم ، وتفرض هذه المتغيرات العالمية آثارًا ومضامين عميقة وعديدة ذات صلة بنظم التعليم وإعداد المعلم ، والمناهج الدراسية ، ومن أبرز هذه الآثار : البحث والتطوير ، والمعلوماتية ، والتنافسية الاقتصادية ، والديمقراطية والمواطنة ، والمعيارية والتعددية الثقافية ، وهى آثار وتحديات تمس مکونات وعناصر النظام التعليمى ، وتؤثر فى تکوين وإعداد المعلم معرفيًّا وثقافيًّا ومهنيًّا اللقانى ( 2001 ) .
وهذه الآثار تستلزم سرعة التحرک فى التعامل معها ، وإدخال تعديلات تربوية جوهرية على مستوى السياسة والأهداف والخطط والبرامج والممارسات والوسائل التعليمية ، وتوجيهها لإعداد الطالب والمعلم والمنهج المبتکر ، والرقمى ، والتنافسى ، والديمقراطى ، والمتعدد الثقافات ، ، والاستفادة من التطبيقات والتجارب العالمية والتربوية الناجحة على مستوى مؤسسات التعليم العالى .
ولذلک أصبح بناء المناهج التعليمية على مستوى عال من الجودة والنوعية لتتوافق مع الواقع الاجتماعى والاقتصادى فى القرن الحادى والعشرين أولوية عليا لدى معظم الحکومات والأمم ، مدرکة فى ذلک حجم التحديات الحالية التى تواجه النظم التعليمية وخاصة التأثير السريع للقوى التکنولوجية کالاتصالات والمعلومات ، وشيوع الطابع التسويقى على التعليم وتقديمه کسلعة تجارية ، کل هذا يتطلب من التربية إعادة النظر فى المهارات التى يحتاجها المتعلمون لإعدادهم إعدادًا مناسبًا للحياة والعمل فى هذا العصر Abadzi ( 2003) ، فوزى ( 2013 ) .
وهناک مسألتان مهمتان فى تعليم مهارات القرن الحادى والعشرين ، الأولى تتصل بتعقد عملية التدريس ، وأهمية الإبداع والتأمل فيها ، والثانية تتصل بإعداد المعلم ، إذ أنّ التعليم للقرن الحادى والعشرين يتطلب معلمًا من طراز القرن الحادى والعشرين ، مثقف ، ومبدع ، ومتأمل ، ولذا کيف سيزود الطلاب بهذه المهارات إن لم تکن قد أصبحت جزءًا من سلوکه وتدريسه اليومى العادى ؟ لقد أصبحت الحاجة ماسة إلى مؤسسات مناهج تنتمى إلى القرن الحادى والعشرين ، ويتضمن إطار التعلم للقرن الحادى والعشرين المکونات التالية : المحتوى ، ويتضمن المناهج التى تقع القراءة والکتابة والحساب فى قلبها ، ودمجها مع ضروب محتويات جديدة تتألف من نوعين : قاعدة معرفية واسعة فى مجالات اللغات ، والفنون ، والاقتصاد ، والعلوم ، والجغرافيا ، والتاريخ ، والمواطنة ، وأيضًا موضوعات قرائية متداخلة المجالات مثل : الوعى الکونى ، والثقافة المالية ، والاقتصادية ، وإدارة الأعمال والمشروعات وغيرها من المحتويات القرائية التى تمس الطلاب فى حياتهم وواقعهم Caine ( 2009 ) , Chapman ( 2009 ) , Chrispeels ( 2015 )