تعد الرغبة في التحسين والتطوير المستمر مطلباً ملحاً لکافة مؤسسات المجتمع المدني، وبخاصة مؤسساته التعليمية والتربوية وذلک لطبيعة الدور الذي تؤديه من أجل بناء الانسان القادر على الوفاء بمتطلبات الحياة، لاسيما في ظل التطورات التکنولوجية والمعرفية الهائلة والتي أصبحت تشکل تحدياً نحو بقاءها واستمرار عطائها.
وتعتبر إدارة الإشراف التربوي إحدى أهم هذه المؤسسات التعليمية، لرعايتها لمکونات العملية التعليمية، من طالب، ومعلم، ومنهج وبيئة مدرسية، إذ يبين السلمي ]1417ه [بأن الإشراف التربوي عملية يتم من خلالها تطوير العملية التعليمية والتعلمية، ومتابعة تنفيذ کل ما يتعلق بها من أجل تحقيق أهدافها التربوية. لذلک تعمل إدارة الإشراف التربوي على تنسيق الجهود واستثمار کافة الإمکانات والموارد المتاحة من أجل تحقيق الغايات والأهداف المبتغاة.
ويمثل الوقت أحد أهم هذه الموارد والتي يتطلب إدارته بشکل فعال واستثماره في تحقيق الکفاءة والفعالية في المؤسسات التعليمية، حيث توضح العديد من الدراسات أهمية الوقت وکيفية استثماره منها دراسة ] إيمان ، 2011م[، والتي أکدت الارتباط القوي بين مهارة إدارة الوقت وعلاقته بالإبداع الإداري لدى مديري المدارس، ودراسة ]عبيدات،2003م[والتي جاء في نتائجها وجود علاقة ايجابية بين الأنماط الإدارية وفق نظرية الشبکة الإدارية وفاعلية إدارة الوقت، وفي دراسة ]العمايرة؛ شويحات، 2006م[ لمعرفة مدى توافر مهارة إدارة الوقت لدى مديري مدارس المرحلة الأساسية ومديراتها فقد أثبتت الدراسة أن مديرو المدارس يقضون معظم وقت دوامهم الرسمي في الأعمال الإدارية والکتابية التي تتکرر في کل يوم.
وفي هذا السياق يبذل مشرفي المواد الدراسية جهوداً حثيثة في تحسين العملية التعليمية والتدريسية في الميدان التربوي، عبر متابعتهم لأداء المعلمين وتطبيق کافة الأساليب الإشرافية واستکمال الزيارات الميدانية والحرص على رفع کفاءة العملية التعليمية لاسيما في ظل المتطلبات الأخيرة ومنها العمل وفق منظومة الأداء الإشرافي والاعمال الکترونية المتعلقة به، کما تتم مشارکتهم في اللجان الهامة والزيارات الطارئة، مما يجدر بهم الإدارة الفعالة للوقت واستثماره بما يحقق نجاح المهام المنوطة بهم.
وتأسيسا على جميع ما سبق، ولندرة الدراسات التي تناولت تحسين الأداء الإشرافي لمشرفي المواد في ضوء مفهوم إدارة الوقت -حسب علم الباحث-برزت الحاجة للتعرف على مدى ممارسة مشرفي المواد الدراسية بتعليم حفر الباطن لمهامهم وأدائهم واجباتهم في ضوء مفهوم إدارة الوقت للوصول إلى الجودة في الأداء والذي من شأنه خدمة العملية التعليمية والتربوية وإيجاد رؤية مقترحة للنهوض به وتحسينه.