Beta
102691

برنامج قائم على التحليل البنائى فى ضوء نظرية الذکاء الناجح لتدريس علم النفس وأثره على تنمية التفکير التخيلى والمرونة المعرفية لدى طلاب المرحلة الثانوية

Article

Last updated: 04 Jan 2025

Subjects

-

Tags

مناهج وطرق تدريس تخصصات (اللغة العربية – الإنجليزية - الفرنسية- الرياض…بية الفنية -الاقتصاد المنزلي- التعليم الصناعي - التاريخ - الجغرافيا))

Abstract

يعد التفکير من أعقد أشکال السلوک الانسانى ، فهو يأتى فى أعلى مستويات           النشاط العقلى ، وأصبح تنمية التفکير وممارسته من قبل المتعلم السمة البارزة ، فالمتعلم           من الضرورى أن يتعلم کيف يتعلم، والتفکير التخيلى من مهارات التفکير العليا المتقدمةAdvanced Thinking Skills  التى تحتاج من المتعلم الذکاء المناسب والممارسة الذکية للمتغيرات .
ولقد حظى مفهوم التفکير التخيلى بالعديد من التعريفات ، فيعرف بأنه التدريب            المعرفى  Cognitive Trainingعلى أداء مهمة ما بغياب أى حرکة مادية يقوم بها الفرد (Geoffrion et al , 2012, 1040-1051)، کما يعرف بأنه قدرة الفرد على إنتاج وتوليد الصور العقلية المعرفية بشکل مستقل عن المدخلات البصرية Visual Inputs المخزنة           ( Bridge et al , 2012 , 1062-1070 ) .
ويتسم التفکير التخيلى بالمرونة Flexibility والحرية Free لتکوين الافکار الجديدة غير التقليدية ، ويتضمن ثراء فى الصورة العقلية وقابليتها للتشکيل Shaping ، فالصور العقلية بطبيعتها تتسم بالثراء من حيث الشکل واللون والحرکة ، بالإضافة الى إتصافه بالحدس المکانىSpatial Intitution  حيث إن الطبيعة المکانية للصور تجعلها قابلة للتعامل معها بحرية عبر المکان والزمان وتحويلها الى أشکال قابلة للتحقق على شکل رسوم وتراکيب معرفية   ( شاکر عبدالحميد ، 2009 ، 289) .
وتتباين مهارات التفکير التخيلى حيث تتضمن مهارات عديدة منها مهارات استرجاع الأفکار والمعلومات التى تشکلت من خلال خبرات الفرد المتعددة ، ومهارة تنظيم هذه الأفکار والمعلومات الناتجة عن الخبرات السابقةPre – experiences  ، والدمجInvolving  بين هذه الأفکار والمواقف والخبرات والصور العقلية ، وتکوين علاقات جديدة لم تکن موجودة من قبل           ( Beghetto , R , 2008 . 134-142)  ، ويتضمن التفکير التخيلى مهارات تصور الشئ من خلال الرسم أو الوصف اللفظىVerbal Discription  أو المکتوب ، وإنشاء تمثيل عقلى أو صورة ذهنية للشئ ، واجراء التعديلاتModifications  فى النصوص ، والإستنتاج والإکتشافDiscovering  والإبداع والترکيب والتحويلات العقلية Mental Tranceference ( رشا صبرى عباس ، 2013 ، 87) .
        ويساعد التفکير التخيلى على بناء تفسيرات علمية للظواهر الطبيعية فيما وراء المستوى المرئى للظاهرة ، کما يساعد على توليد أفکار تکون قاعدةPrincible  لتفسيرات علمية لاحقاً          ( ناصر الدين ابراهيم ، 2017، 150-166) ، وتجاوز المعلومات المعطاة والاستفادة من الخبرات السابقة ، والاستنتاج والقدرة على التحويلات العقلية ، واعادة الترکيبات المعرفية ، والابداع ، وتنمية الادراک المکانى Spatial Perception ( Boytechev & et al , 2007 , 85) ، کما يسهم فى تنمية التفکير التباعدىDivergent Thinking  ، وقد أکدت العديد من الدراسات على أهمية وضرورة  تنمية التفکير التخيلى مثل دراسات فاطمة عبدالفتاح (2016) ، امال محمود (2015) ، ناصر الدين ابراهيم (2017) ، موفق محمد (2017) محمد سليمان (2004) ، مصرى حنورة (2003) ، وسوزان صدقة ( 2012) وغيرها .
      وتعد المرونة المعرفية من أهم المتغيرات النفسيةPsychological Variables  التى تناولتها العديد من الدراسات واختلفت حولها وجهات النظر ، فمنهم من ينظر اليها على          أنها سمة من سمات الشخصية ، ومنهم من ينظر اليها على إنها مفهوم معرفى          Cognitive  Concept ، وهى بعد من أبعاد الشخصية ، وتعرف بانها قدرة المتعلم على تغيير تفکيره من حالة الى اخرى ومواجهة المتطلبات  Requirements المختلفة للأحداث غير المتوقعة ( مروة بغدادى ، 2015 ، 1059-1110 ) ، وتشير المرونة المعرفية الى القدرة على تحويل الاوضاع المعرفية لادراک أو الاستجابة الى المواقف بطرق مختلفة ، وتتضمن القدرة على توليد الافکار المتعددة ، وتحويل الاوضاع المعرفية  Cognitive Positionsوکف الاستجابات المالوفة لصالح الاستجابات البديلة Alternative Responses  عندما تتطلب تغيير الظروف البيئية وهى لازمة لحدوث التکيف الشخصى والاجتماعى لدى الفرد ، حيث تساعده على مجاراة ما يستجد من متغيرات وعومامل دخيلة (Johnco W& Rapee , 2014 , 88 )  .
       وتنقسم المرونة المعرفية الى نوعين وهما المرونة المعرفية التکيفية Adaptive Flexibility والمرونة المعرفية التلقائية Spontaneous Flexibility ، وتشير المرونة المعرفية التکيفية الى قدرة المتعلم على تغيير اتجاهاته العقلية عند مواجهة المواقف المختلفة               ( ميرفت حسن فتحى ،  2016 ، 637-739) ، وهناک المرونة المعرفية التلقائية والتى تشير الى طرح الافکار غير التقليدية فى مواجهة مشکلة ما ، واستخدم أکثر من فکرة فى           مواجهة الموقف الذى يدعو الى التفکير ، والقدرة على الانتقال من فکرة الى اخرى مختلفة تماما عنها بسهولة ،  ولا يستغرق زمنا طويلا فى انتاج افکار مختلفة للتعامل مع موقف ما            ( مصطفى فاضل وحيد ، 2017 ، 77) .
     وللمرونة المعرفية أهمية کبيرة للانجاز الاکاديمى المتميز ، فهى تساعد المتعلم على التکيف مع استراتيجيات تجهيز ومعالجة المعلومات المعرفية لمواجهة الظروف الجديدة وغير المتوقعة فى البيئة (Catwright , 2008 , 50-64)  ، والمتعلمون الذين يتصفون بامتلاک مرونة معرفية مرتفعة هم الذين يقومون بتوليد ذاتى للمعرفة من خلال التعديلModification  فى المعرفة التى يستقبلونها فى خبراتهم السابقةPre Experiences  بما يتناسب مع            الموقف ، فالطلاب مرتفعو المرونة المعرفية لديهم القدرة على تنظيم معارفهم وخبراتهم  وتعديلها، واکثر وعيا للعمليات الذهنية والبدائل المتاحة فهى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالاداء المميز            ( Wencheng & Fenchen ,2010 , 43-47) .
      وتساعد المرونة المتعلم على انتاج اکبر عدد من الافکار لحل مشکلة ما ، کما           تمکنه من تعديل المعلومات المقدمة والتحکم فيها ، والقدرة على الاستنتاج والتحويلات           العقلية ، واعادة الترکيب المعرفى ، وتنمية القدرة على تعديل المعارف والتحکم فيها ، وتساعد المرونة المعرفية فى تطوير قدرات المتعلم على الربط والادراکPerception  والتحليل والادراک والتفکير العلمى  Scientific Thinking والمنطقى ( بکر حسين فاضل ، 2015 ، 74) ،  وقد أشارت العديد من الدراسات الى أهمية وضرورة تنمية المرونة المعرفية لدى الطلاب           مثل دراسات ،  (Wencheng & Fenchen (2010  ،Health S Ambruso D ( 2008)                                                                                                                ،  Dennis & Vander ( 2010 ), Onen & Kocak ( 2015 ) ، Catwright (2008)                         Moore & Malinowski ( 2009 )  ، وميرفت حسن ( 2016 ) ، وعبدالکريم غالى (2018) وغيرها من الدراسات .
     ومن نظريات التعلم والتعليم الحديثة والتى أظهرت النتائج دورها فى العملية التعليمية نظرية الذکاء الناجح ، وترجع الى العالم الامريکى ستيرنبيرغ Sternberg والتى تعد امتدادا لنظريته الثلاثية فى الذکاء الانسانى ، فالفرد اذا أراد النجاح فى الحياة عليه ممارسة ثلاثة ذکاءات          ( قدرات ) ، وهى القدرة التحليلية Analytic Ability والابداعية والعملية Operating Ability والموازنة فيما بينهما ، والنجاح يکتمل نسبيا عندما يتم التعامل من خلال الثلاث ذکاءات               ( Sternberg & Grigorenko , 2005 ,103-119)  .
ولنظرية الذکاء الناجح أهمية کبيرة فى التدريس ، حيث يقدم الذکاء الناجح           وسيلة مساعدة على الاستفادة من الامکانات وتعزيزها وتعديل مواطن الضعف لدى             المتعلم (Sternberg&Grigorenko,2004,274) ، ويشجع التدريس من خلال الذکاء           الناجح الترميز حيث يتعلم الطلاب بطريقة تعزز استرجاع المعلومات أثناء الاختبارات ،          وکذلک يحفز المعلم والطالب على التفاعل والمشارکة ، والمعالجات المعرفية                    ( Mumthas , 2014 , 455-458)  ، کما انه من خلاله يتم ممارسة العمليات العقلية العليا، فمن خلال القدرة التحليلية يمارس المتعلم التحليل ، والتقويم Evaluation، والحکم ، والمقارنة ، والنقد ، ومن خلال القدرة الابداعية يمارس المتعلم مهارات الاکتشاف Discovering ، والافتراض ، والابداعCreativity  ، والمرونة ، والاصالة ، والطلاقة ، ومن خلال القدرة العملية يستطيع المتعلم التطبيق Application ، والاستخدام Using والتنفيذ Implementation ( Macsinga , et al , 2o10 , 101-119) ،  وقد أشارت الى اهمية الذکاء الناجح         ودوره فى تنمية المهارات العقلية والوجدانية والمهارية العديد من الدراسات مثل دراسات   عبدالواحد محمود (2016) ، سعاد محمد (2018) ، ومحمد على ، ووائل عبدالله (2011) ، Mumthas (2014)، Sternbergb&Grigorenko(2004) ،Negahban S , et al (2013) ، Ramona P et al (2013) ، وغيرها .
ويعد نموذج  التحليل البنائى أحد النماذج القائمة على البنائية ، ومن خلاله              يتم وصف وتحليل عمليات التعلم ، ويرکز على العمليات المعرفية                          Cognitive Process ( Skrabanankova J , 2011 ,219-227)  ، وللنموذج أهمية کبيرة فى العملية التدريسية، فهو يستخدم کاداة لتوضيح وتحليل التقدم المعرفى Cognitive Advanced ، کما يستخدم النموذج فى تقديم معرفة قبلية  Pre Knowledge  للمعلمين             عن کيفية وصول المتعلمين الى حل المشکلات ، وتحديد استراتيجيات التدريس المناسبة ،              کما أنه يسهم فى تنمية کثير من المهارات العقليةMental Skills  لدى الطلاب                ( محسن على عطية ، 2015 ، 87) ، ويتضمن النموذج فرز الافکار التى                        بحوزة المتعلمExisting Ideas  ، ومعالجة المعلومات Processing Information ، والتنقيب عنها ، واستخدام السياق المجتمعى Social Context ، وقد أشارت                  عديد من الدراسات الى أهمية النموذج فى التدريس فى تنمية العديد من المهارات                المعرفية والوجدانية مثل دراسات اسماء زيد  ( 2012) ، ابراهيم محمد محمد (2017) ،           کمال عبدالحميد (2008) ، رشا أحمد  ( 2009) ، ماهر اسماعيل ومحمد تاج الدين (2000) ، ( Tienwu & Tsai ( 2005، Cakir m(2008) ، Connolly (2006) وغيرها.
       وهناک علاقة وثيقة بين الذکاء الناجح ونموذج التحليل البنائى وکلا من التفکير التخيلى والمرنة المعرفية ، فالذکاء الناجح يتضمن القدرة الابداعية (محمد على ، ووائل عبدالله ، 2011 ، 77-121) ، والقدرة الابداعية والتفکير الابداعى أحد أهم مهارات التفکير التخيلى ، فالفرد لکى يتمکن من التفکير التخيلى لابد وان يتمتع بالقدرة على الاتيان باعمال عقلية غير           مسبوقة وغريبة ويترک لافکاره العنان دون قيد ( عصام الطيب ، 2006 ، 186) ، کما ان مهارات التفکير التخيلى مهارات متعددة منها مهارة الترکيب ، ومهارات التجميع ، واتيان اعمال تتسم بالاصالة والمرونة ، وهى مهارات تفکير ابداعية تعکس القدرة والذکاء الابداعى(Beghetto , R , 2008 . 134-142)  ، کما ان القدرة الابداعية کاحد           مکونات نظرية الذکاء الناجح تتضمن قدرة المتعلم على التحويل العقلى المعرفى والانتقال من زاوية الى زاوية اخرى فى مسار التفکير، والتحکم فى مجرى التفکير والسير به فى اتجاهات مختلفة ، وهو ما يعکس المرونة المعرفية ، والمرونة مهارة من مهارات الاعمال الابداعية           (عبدالکريم غالى محسن ، 2018 ، 296-313)، والمرونة المعرفية کذلک مظهر أو قدرة من القدرات الابداعية - وهى مکون للذکاء الناجح -   ( Barby  A , et al, 2013 , 547-554 )، ونموذج التحليل البنائى کذلک يرتبط بکل من التفکير التخيلى والمرونة المعرفية فهو يتضمن مهارات عقلية لازمة للتفکير التخيلى وتعمل على المرونة الذهنية مثل مهارات التحليل وفرز الافکار وممارسة ما وراء المعرفة ومعالجة المعلومات ، وتفسير الاحداث المتناقضة وبالتالى فهناک علاقة وثيقة بين الذکاء الناجح والتحليل البنائى وکل من التفکير التخيلى والمرونة المعرفية ، والدراسة الحالية تحاول أن تتعرف على أثر برنامج قائم على التحليل البنائى فى ضوء نظرية الذکاء الناجح لتدريس علم النفس على تنمية التفکير التخيلى والمرونة المعرفية لدى طلاب المرحلة الثانوية ، خاصة وأن الباحث وجد ندرة فى الدراسات التى استخدمت البرامج القائمة على التحليل البنائى فى ضوء نظرية الذکاء الناجح خاصة فى تدريس علم النفس ، وندرة فى تنمية المتغيرات التابعة السابقة من خلال هذه البرامج .

DOI

10.21608/mfes.2019.102691

Authors

First Name

شعبان

Last Name

عبدالعظيم أحمد

MiddleName

-

Affiliation

أستاذ مساعد بقسم المناهج وطرق التدريس ( تخصص طرق تدريس علم النفس )

Email

-

City

-

Orcid

-

Volume

35

Article Issue

9

Related Issue

15535

Issue Date

2019-09-01

Receive Date

2019-07-13

Publish Date

2019-09-01

Page Start

32

Page End

93

Print ISSN

1110-2292

Online ISSN

2536-961X

Link

https://mfes.journals.ekb.eg/article_102691.html

Detail API

https://mfes.journals.ekb.eg/service?article_code=102691

Order

2

Type

المقالة الأصلية

Type Code

1,355

Publication Type

Journal

Publication Title

مجلة کلية التربية (أسيوط)

Publication Link

https://mfes.journals.ekb.eg/

MainTitle

برنامج قائم على التحليل البنائى فى ضوء نظرية الذکاء الناجح لتدريس علم النفس وأثره على تنمية التفکير التخيلى والمرونة المعرفية لدى طلاب المرحلة الثانوية

Details

Type

Article

Created At

23 Jan 2023