هدفت الدراسة إلى التعرف على فاعلية برنامج قائم علي الذکاء الناجح في تدريس علم النفس الطبي لتنمية المسئولية الإجتماعية ومهارة مواجهة الضغوط لدى طالبات المعهد الفني للتمريض, ولقد تم تطبيق الدراسة على (48) طالبة, (24) طالبة کمجموعة تجريبية, (24) طالبة کمجموعة ضابطة, وتوصلت الدراسة إلى :
* فاعلية برنامج قائم علي الذکاء الناجح في تدريس علم النفس الطبي لتنمية المسئولية الإجتماعية لدى طالبات المعهد الفني للتمريض, حيث بلغت نسبة الکسب المعدل بالنسبة للمجموعة التجريبية في المسئولية الإجتماعية (1,06) وهي نسبة مرتفعة وتدل على وجود کسب ذي دلالة إحصائية, وبلغ حجم الأثر (3,62) وهي معدلات ذات أثر مرتفعة, مما يدل على أن التغير السابق يرجع إلى أثر برنامج الذکاء الناجح في تنمية المسئولية الإجتماعية.
* فاعلية برنامج قائم علي الذکاء الناجح في تدريس علم النفس الطبي لتنمية مهارة مواجهة الضغوط لدى طالبات المعهد الفني للتمريض, حيث بلغت نسبة الکسب المعدل بالنسبة للمجموعة التجريبية(0,7) وهي نسبة مقبولة تربوياً وتدل على وجود کسب محدود, وبلغ حجم الأثر(5,58) وهي معدلات ذات أثر مرتفعة, مما يدل على أن برنامج الذکاء الناجح ذا أثر کبير في تنمية مهارة مواجهة الضغوط.
مشکلة الدراسة:-
يعد مقرر علم النفس الطبي مجالاً مهماً لتنمية بعض سمات الشخصية والتهيئة النفسية لدى الطلاب بما يمکنهم من تنشيط الميکانيزمات الذاتية لمواجهة توترات الحياة والتکيف معها, ومع ذلک نجد أن معلمى علم النفس الطبي کغيرهم من المعلمين يرکزون في تدريسهم علي الطرق التي تحقق الأهداف قريبة المدي والتي قد يکون السبب في ذلک نظم التقويم الحالية والتي تعتمد علي الحفظ وليس الجوانب العقلية العليا أو الجوانب الوجدانية والمهارية, ولا تفيد فى تنمية المسئولية الإجتماعية ولا ميکانيزمات تسمح بتنمية بمهارة مواجهة الضغوط.
ويظهر أهمية تحقيق الأهداف العليا لمقرر علم النفس الطبي في أدوار ممتهني التمريض وأهمية المهنة وحاجة المجتمع لتطوير آداء ممتهنيها حيث ينطوي على عنصرين معاً وهما العنصر الفني والعنصر الاجتماعي الوجداني فهي المسئولة عن الرعاية المستمرة للمريض وتأمين راحته وسلامته بما يؤيد ضرورة تطوير آداء معلم علم النفس الطبي لتحقيق الأهداف العليا لدي طلاب المعهد الفني للمريض بما يسمح لهم فيما بعد من تحقيق عملهم بکفاءة وإتقان, وهذا يقود إلي ضرورة الاهتمام بمشکلات طالبات المعاهد الفنية للتمريض سواء الراجعة إلى الطالبة أو الأسرة أو المدرسة أو المجتمع المحلى الذي تعيش فيه الطالبة.
ولما کانت المسئولية الإجتماعية مطلباً حيويا ومهماً من أجل إعداد الأبناء لتحمل أدوارهم والقيام بها علي أفضل ما يکون ليصب ذلک في صالح المجتمع وتقدمه.
لذا قام الباحث بتطبيق مقياس مبدئي للمسئولية الإجتماعية علي طالبات المعهد الفني للتمريض وکذلک إجراء بعض المقابلات مع الطالبات إثناء تطبيق المقياس, وتوصلت النتائج إلي:
- 60% من الطالبات لديهن انخفاض في المسئولية الإجتماعية.
- ترکيز الطالبات علي التنافسية الفردية بغض النظر عن المسئولية الإجتماعية.
ومن خلال الإطلاع على الدراسات السابقة والتي أشارت إلى أهمية تنمية المسئولية الإجتماعية لدى الطلاب مثل دراسة Todd A. Horton, (2014), حسني عوض (2012), ميسون مشرف(2009), جميل محمد قاسم(2008),Heekim,K (, (2002 Oliver ,D.W (1993), والتي أظهرت أيضا انخفاض مستوى الطلاب في المسئولية الإجتماعية.
ومن المهارات الضرورية لخريجات المعهد الفني للتمريض أن تکون تدربت علي مواجهة الضغوط, لذا قام الباحث بتطبيق مقياس مبدئي لمهارات الضغوط الإجتماعية علي طالبات المعهد الفني للتمريض وکذلک إجراء بعض المقابلات مع الطالبات إثناء تطبيق المقياس, وتوصلت النتائج إلي65% من الطالبات لديهن انخفاض في مهارة مواجهة الضغوط.
ومن خلال الإطلاع على الدراسات السابقة والتي أشارت إلى أهمية تنمية مهارة مواجهة الضغوط لدى الطلاب مثل دراسة نظمي أبو مصطفي ونجاح السميري (2008), عمر الخرايشة واحمد عربيات(2007), مريم رجاء (2007) والتي أظهرت أيضا انخفاض مستوى الطلاب في مهارة مواجهة الضغوط.
کذلک قام الباحث بإستطلاع رأى موجهي علم النفس الطبي حول قيام معلمي علم النفس الطبي باستخدام إستراتيجيات وأساليب تعلم تتناسب وأهداف تدريس مقرر علم النفس الطبي لدي المعهد الفني للتمريض, وبشکل يسمح بتنمية المسئولية الإجتماعية لدى الطالبات ليس عن طريق حفظ واستظهار المقرر, ولکن بشکل ينمي لديهن المسئولية الإجتماعية ومهارة مواجهة الضغوط, وکانت نتائج الاستطلاع کالتالي:
- يرکز 70% من المعلمين على إستخدام أساليب التدريس التقليدية والتي تهدف إلي النجاح في المادة.
- لا يرکز المعلمون علي تحقيق أهداف معرفية عالية المستوي أو أهداف وجدانية أو مهارية تستفيد منهن الطالبات في حياتهن أو مجال عملهن فيما بعد.
- إن 75% من المعلمين لا يهتمون بتنمية المسئولية الإجتماعية ولا مهارة مواجهة الضغوط.
- عدم قيام المعلمين بإستخدام برنامج يقوم علي نظرية الذکاء الناجح.
ويتفق ذلک مع ما أشارت إليه بعض الدراسات والتي بينت وجود قصوراً فى أداء المعلمين وعدم تطبيق برنامج يقوم علي نظرية الذکاء الناجح في التدريس حيث يرکزوا في تدريسهم على التلقين بما لا ينمي لدي الطلاب المسئولية الإجتماعية ولا مهارة مواجهة الضغوط, مثل دراسة أيهم الفاعوري (2011), فاطمة احمد الجاسم (2009), محمود محمد أبو جادو (2006 ),
Stemier ,S, E. Grigorenko, E.& Jarvin ( 2006) , Sternberg, R. (2003c).
وقد يکون برنامج الذکاء الناجح بترکيزه علي نظام متکامل لمجموعة من القدرات التي تحتاج إليها الطالبات للنجاح في الحياة ضمن سياق أو منظومة اجتماعية ثقافية معينة تعيبر من الأساليب الحديثة التي يمکن أن تتغلب على الکثير من نواحي القصور, ويکون لها الدور الفاعل في تنمية المسئولية الإجتماعية ومهارة مواجهة الضغوط لدى طالبات المعهد الفني للتمريض.
وبناءً عليه تثير الدراسة الحالية السؤال الرئيس التالي :"ما فاعلية برنامج قائم علي الذکاء الناجح في تدريس علم النفس الطبي لتنمية المسئولية الإجتماعية ومهارة مواجهة الضغوط لدى طالبات المعهد الفني للتمريض ".