Subjects
-Abstract
ينال مفهوم " التمويل " أهمية بالغة في المؤسسات التربوية والتعليمية، ليس فقط لأنه المورد الأهم في تحريک الجهود البشرية واستثمارها الاستثمار الأمثل، وإنما أيضاً في کيفية تنظيم تلک الجهود وترشيد النفقات وبلورتها في اتجاه إعداد الإنسان الذي يحقق لتلک المؤسسات البقاء والاستدامة، لذلک لجأت الکثير من المؤسسات التربوية للبحث عن صيغ وأساليب تمويل تناسب إمکاناتها ومواردها وتحقق لها غاياتها.
کما يعتبر تمويل التعليم جزءاً مهما في نمو وتقدم أي نظام تعليمي باعتباره من عوامل تحريک کفاءة التعليم، حيث يزود المجتمع بالقوى الاقتصادية الضرورية التي تمکنه من الحصول على احتياجاته من الموارد البشرية والمادية، وبدون التمويل اللازم يقف التعليم عاجزاً عن أداء مهامه الأساسية (أبو الوفاء وعبد العظيم، 2000م، ص68).
وبالنظر لما تمر به معظم دول العالم وبخاصة النامية منها من ضغوط متزايدة على طلب التعليم مع قصور واضح في الموارد، وذلک حسب ما أورده التقرير التابع للبنک الدولي أن النقص الحالي في الموارد والناشئ عن الارتفاع المستمر في تکاليف التعليم يحول دون التوسع في التعليم النظامي (غنيمة،2001م، ص22). في الوقت الذي تعاني به هذه الدول من الکساد وقلة الموارد والاعتماد الکلي على التمويل الحکومي.
وبناء على ذلک يورد الرفاعي (1423ه ،ص3) أنه يبدوا من الضروري البحث عن أساليب وصيغ مناسبة لتمويل التعليم حيث يتبين مدى الحاجة إلى الدعم والمساندة لمواجهة التحديات الحالية، ويمکن أن يکون ذلک عبر الاستفادة من التجارب التاريخية المستمدة من الحضارة الإسلامية التي بلغت الإبداع والتميز في عصورها الزاهرة في مختلف الميادين والمجالات، ويدل على ذلک العديد من الدراسات التي تناولت الوقف على التعليم ومنها دراسة الرشيد(1420ه) ، حيث أکد على ضرورة العودة إلى الوقف ليکون طريقاً لبناء الحرکات العلمية، ودراسة الوهيبي (1420ه) حيث أکدت أيضاً على أن الوقف الإسلامي يعد أحد البدائل التمويلية التي تتنزه عن سوءات الربحية والرأسمالية.
کما يعد الوقف من أهم المؤسسات التي کان لها الدور الفاعل في تنمية التعليم، سواء داخل المساجد أو في المدارس أو في المکتبات أو غيرها من المؤسسات الخيرية الأخرى، حيث رعت الأموال الوقفية عملية التعليم من مرحلة الطفولة حتى المراحل الدراسية العليا المتخصصة، فأدى ذلک إلى نقل المسلمين من حياة بسيطة إلى حياة ميزت المسلمين بالرخاء والنماء (زغلول،2005م، ص 21).
وتأسيساً على کل ما سبق أراد الباحث الوقوف على التاريخ الإسلامي، من خلال تسليط الضوء على تنوع مصادر وأساليب تمويل التعليم، وأوجه الإنفاق في المؤسسات التربوية في عهد المسلمين، وأيضاً التعرف على التجارب المعاصرة في تمويل التعليم والمستمدة من التاريخ الإسلامي والتي من أهمها التجارب الوقفية.
DOI
10.21608/mfes.2019.102421
Authors
MiddleName
-Email
-City
-Orcid
-Link
https://mfes.journals.ekb.eg/article_102421.html
Detail API
https://mfes.journals.ekb.eg/service?article_code=102421
Publication Title
مجلة کلية التربية (أسيوط)
Publication Link
https://mfes.journals.ekb.eg/
MainTitle
مصادر تمويل التعليم وأوجه الإنفاق في عهد المسلمين " الوقف أنموذجاً "