Subjects
-Tags
-Abstract
اللغة مقياس فاعية الأمم، وتأثيرها في رکب الحضارة والتقدم، وکلما انتشرت هذه اللغة واستطاعت التعبير عن مستجدات الحياة، کان لأهلها مکانة عظيمة ودور کبير في تقدم حضارة العالم، واللغة العربية أوسع اللغات وأغناها لفظاً وأجملها أسلوباً ، وقد کرمها الله تعالى بأن أنزل بها کتابه العزيز الذي تکفل بحفظه ، ومن هنا تنبع أهمية اللغة العربية ؛ فهي أولاً وقبل کل شيء لغة القرآن الکريم والدين الإسلامي الحنيف ، ومن ثَمَّ وجوب تعلم اللغة العربية لغة الدين الإسلامي ،وهي الوسيلة التي بها تعرف ثقافة العرب وحضارتهم مما جعل کثيراً من المتعلمين الذين يرغبون في دراسة التراث العربي -الذي حمل العلوم للعالم أجمع- يقبلون على تعلمها.
"واللغة العربية من اللغات التي اکتسبت الصبغة العالمية لاعتبارات عديدة، فهي اللغة الرسمية للدول العربية، کما أنها لغة التداول والتواصل لما يفوق 250 مليون نسمة ... وتزداد أهمية اللغة العربية اليوم لما تحتله من مکانة جيوإستراتيجية في موقعها الجغرافي العالمي، فهي أداة الربط بين تجمعات سکانية کبرى، لموقعها الذي يتوسط القارات العالمية، وکذا امتلاک أهلها لأکبر احتياطات الطاقة عصب الصناعة الحديثة ... ومن هنا فاللغة العربية لا يسستغنى عنها في الحرکية الحضارية الإنسانية" ([1]) .
وقد تزايد الإقبال على تعلم اللغة العربية في عصرنا الحاضر ، وبدأت بعض الدول غير العربية تُدْخِلُ تعليم اللغة العربية لأبنائها في مدارسها ، وانتشرت معاهد تعليم اللغة العربية في کثير من هذه الدول ؛لأن اللغة العربية أخذت تفرض نفسها بقوة فيها([2]) ، فضلا عن الإقبال الشديد من الطلاب الأجانب على تعلمها؛ لأن العالم العربي-وبخاصة منطقة الخليج- يمثل أهمية کبرى لدول العالم من نواح کثيرة منها: أنه يمتلک ثروات اقتصادية کبيرة أهمها البترول ، وکذلک السوق العربي جاذب للعمالة الأجنبية التي تريد أن تنجح فيه عن طريق تعلم اللغة العربية ، نلحظ ذلک من الأعداد الکثيرة التي تأتي للملکة العربية السعودية، وإلى غيرها من البلدان العربية لتتعلم اللغة العربية .
ومن ثَمَّ يشهد مجال تعليم اللغات بعامة وتعليم اللغة العربية بخاصة تطورا کبيرا ؛ حيث أخذت کثير من الدول العربية وفي مقدمتها المملکة العربية السعودية تنشئ المعاهد والوحدات وتستقطب الطلاب من کل أنحاء العالم للدراسة في هذه المعاهد، کما عقدت الندوات واللجان للبحث عن أفضل الطرق لتعليم العربية وتعلمها ، هذا النشاط يظهر اهتمام الدول العربية بلغتها والسعي لنشرها حفاظا عليها وخدمة للإسلام وکتابه العزيز الذي نزل بلسان عربي مبين ([3]).وبدأت هذه المعاهد تبحث عن أفضل صورة لکتاب أساسي يساعد الطلاب على تعلم العربية.
أسباب الاختيار:
من الوحدات التي أنشأتها المملکة العربية السعودية لتعليم العربية لغة ثانية، وحدة تعليم اللغة العربية بجامعة القصيم ،وعلى الرغم من حداثة هذه الوحدة مقارنة بغيرها من معاهد المملکة إلا أنها استطاعت أن تقطع شوطا کبيرا في مجال تعليم العربية، يشهد بذلک مستوى طلابها الذين يذهبون إلى کليات الجامعة المختلفة ،وبخاصة کليتا الشريعة واللغة العربية. معروف أن الوحدة ليس لديها مواد تعليمية من تأليف أساتذتها –لحداثة نشأتها کما ذکرنا – وتعتمد على سلسلة تعليمية([4]) تشتريها الجامعة للطلاب، ومن خلال تدريس هذه السلسلة على مدار السنوات الماضية ،وجدنا کثيراً من الملاحظات عليها أهمها اختلاف برنامج الوحدة عن برنامج السلسلة في عدد الدروس وساعات البرنامج ، فضلا عن أن هذه السلسلة لم توضع لطلاب الوحدة، فهي موضوعة لعموم الدارسين في کل مکان، وبالتالي فهذه السلسلة لم تؤلف حسب أغراض الدارسين في الوحدة ودوافعهم وهذا ما اهتم به هذا البحث، وليس الهدف القدح في هذه السلسلة أو تلک ،وإنما الهدف أن نواکب التطور الموجود على الساحة التعليمية الآن، فمن المعروف أن للکتاب أهمية کبرى في العملية التربوية بعامة، وفي مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى بخاصة، وأن أحد الاتجاهات التربوية يرى أن يتم إعداد المواد التعليمية وفق حاجات الطلاب ورغباتهم، حيث ظهرت اتجاهات حديثة في تعليم اللغات وفقا لهذا، وعلى الرغم من کثرة الجهود والدراسات التي تمت في الماضي إلا أننا بحاجة لجهود أکبر ودراسات أکثر في الحاضر ، لأن تعليم العربية لغير أبنائها ليس أمرا سهلا وإنما هو مشکلة عسيرة تستحق الدراسة والتفکير .
ومن ثَمَّ رأينا أن نجري هذا البحث على طلاب الوحدة لمعرفة دوافعهم ورغباتهم، لوضع تصور لمنهج تعليم اللغة العربية المناسب لهم، حسب حاجاتهم، لتيسير دراستهم للعربية، وجعل عملية التعليم والتعلم جذابة ومشوقة، حيث يجد فيها الدارس ما يرغب في دراسته، وهذا يساعد على النجاح في العملية التعليمية في الوحدة، وهو بحث نأمل أن يکون خطوة تتلوها خطوات وبحوث کثيرة من أجل وضع الأسس اللازمة لإعداد مواد تعليمية خاصة بالوحدة تلبي رغبات طلابها ، نقول هذا مدرکين ما يحتاجه إعداد المواد التعليمية بعامة وللناطقين بغيرها بخاصة من وقت طويل ، ومن توافر الخبراء في تعليم العربية للناطقين بغيرها.
([1]) تجارب تعليم اللغة العربية في دول القارة الآسيوية، مجموعة مؤلفين، تحرير: خليفة بن عربي، مرکز الملک عبد الله الدولي لخدمة اللغة العربية، ط الأولى، 1436ه-2015م، ص91 .
([2]) تم الاعتراف باللغة العربية لغة رسمية في منظمات عالمية، کهيئة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها کاليونسکو، وذلک بقرار رقم 3190 بتاريخ 18 -12-1973م .
([3]) لمعرفة المزيد عن الندوات واللجان التي تمت في هذا الشأن ينظر: تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، ص 24 وما بعدها .
([4]) سلسلة العربية بين يديک،المقدمة.
DOI
10.21608/mfes.2019.102409
Authors
MiddleName
-Affiliation
أستاذ مساعد بوحدة تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بجامعة القصيم
Email
-City
-Orcid
-Last Name
رمضان عبد الکريم أحمد
MiddleName
-Affiliation
أستاذ مساعد بوحدة تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بجامعة القصيم
Email
-City
-Orcid
-Link
https://mfes.journals.ekb.eg/article_102409.html
Detail API
https://mfes.journals.ekb.eg/service?article_code=102409
Publication Title
مجلة کلية التربية (أسيوط)
Publication Link
https://mfes.journals.ekb.eg/
MainTitle
تصور مقترح لمنهج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في جامعة القصيم في ضوء دوافعهم