Subjects
-Abstract
يُعد البحث العلمي وسيلة لنشر المعرف وإنتاجها، وهو يرتبط ارتباطاً مباشراً بمتطلبات التنمية في المجتمع بمجالات عدة، منها الصناعة والزراعة والخدمات. وله علاقة وثيقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتترتب على هذه العلاقة عدة نتائج منها: رفع معدلات الإنتاج وتحسين نوعيته وإدخال الأساليب والتقنيات الحديثة في النشاط التجاري والإداري والتنموي. فالبحث العلمي يهدف إلى نشر المعرفة العلمية في المجتمع لإيجاد تربة خصبة تمد العلماء بالعناصر الجديدة، وتهيء لهم المکانة الاجتماعية التي تعين على النهوض برسالة الأمة نحو المجتمع والإنسانية والحضارة.
للبحوث العلمية على اختلاف أنواعها وتعدد اتجاهاتها دور مهم في رقي المجتمعات وتميزها وريادتها. ويعد البحث العلمي المهمة الرئيسة الثانية للجامعات، والمهمة الأولى للمراکز البحثية. الأمر الذي أدى إلى تنامي الاهتمام به، والعمل الدؤوب على تطويره وتحسين عملياته ومخرجاته. ولا تألو الجامعات جهداً في هذا الصدد، حيث سارع العديد منها لتطوير واستحداث آليات متعددة لدعم البحث العلمي من أبرزها: أنشاء المراکز البحثية، ومراکز التميز، وإطلاق برامج لدعم مشروعات البحث العلمي وتمويل الباحثين لتحقيق العديد من الأهداف مثل: تشجيع الباحثين، ودعمهم مالياً، وتوجيه البحث لخدمة أهداف وأولويات وطنية محددة، وتطوير فرق البحث وتشجيع المشارکين بها. فضلاً عن تأکيد السعي نحو الريادة والتميز والتصنيف والاعتماد العالمي. وکلها أمور ترتبط بجودة البحث العلمي وحجم مخصصاته ومردوده على المجتمع.([1])
فالبحث العلمي يعتمد على مشروعات تنافسية ممولة من جهات محلية أو دولية لها أهداف علمية نهائية يلتزم الباحث المتخصص في تحقيقها. ولأنها مشروعات تنافسية فمن يفوز منها بمشروع يکون هو الأفضل علمياً في هذا التخصص من حيث الفکرة وقدرة الفريق البحثي على التنفيذ والخبرات السابقة والمخرج النهائي، والأهم من ذلک استمرارية المشروع.([2])
ومن أهم ما يميز المشروعات التنافسية أنها تعتمد على فکره لحل مشکلة معينة والتزامها بوقت ومکان وميزانية وفريق عمل محدد يتم الاتفاق عليه قبل بدء المشروع. کما أنه يتم تحکيم هذه المشروعات قبل الحصول عليها من قبل خبراء، وکذلک بعد الموافقة على تحويلها بصورة دورية مما يضمن الجدية والاستمرارية وتحقيق الأهداف في خطة زمنية محددة. ولذلک يضمن نظام عمل المشروعات التنافسية الجدية والالتزام والإبداع والتنافسية والحساب الزمني والذي ينعکس بالطبع على تقدم الدولة علمياً.([3])
وعليه تقوم الجامعة بحشد کل قدراتها وإمکاناتها العلمية من أجل مواکبة التحديات المستقبلية في مجال البحث العلمي، وهي في سبيل ذلک تقوم بتطوير البنية التحتية للبحث العلمي على توفير بيئة جاذبة ومحفزه تدعم التميز والإبداع للباحثين في جميع مجالات المعرفة لتحقيق الريادة العالمية والمساهمة في بناء اقتصاد المعرفة. ومن هذا المنطلق، تأتي فکرة إنشاء فرق بحثية، التي تُعنى بالعمل البحثي المشترک بين عدد من الباحثين، من أجل انجاز أبحاث متميزة کماً ونوعاً وذات فائدة للجامعة والمجتمع.([4])
فالأبحاث الجماعية اکتسبت التقدير والاعتراف المتزايد من العلماء والباحثين لاتسامها بالجودة والشمولية ولکونها نتاج مناخ علمي تفاعلي بين الباحثين تغذيه وترعاه وتوجهه خبرات وتخصصات متکاملة لها دور کبير في إزالة الغموض وذلک مقارنة بالأبحاث الذاتية والفردية.([5])
ونظراً لأن البحث العلمي يلعب دوراً مهماً في رسالة المؤسسات العلمية في مصر، أخذت تلک المؤسسات في مواکبة التقدم الحالي في مجال البحث العلمي يبدأ من واقع منظور تحليلي لکافة الابعاد، تتم ترجمته إلى احتياجات وأهداف بحثية، تتشکل بعدها فرق البحث لإنجازها. فالنجاح المتکامل لمنظومة البحث العلمي يعتمد بصورة أساسية على إدارة الفريق البحثي.
فتأتي الفرق البحثية لتشکل أهم عوامل رفعة مسيرة البحث العلمي في المؤسسات البحثية وأکثرها نجاحاً من حيث انتقال الخبرة للمنظمين لها، لکون العمل البحثي الجماعي غالباَ ما يکون أکثر جودة وأغزر نفعاً من العمل الفردي. بالإضافة لکونها تشکل جهة مرجعية بحثية في أي مؤسسة مساهمة بذلک في حل الکثير من القضايا الملحة مع خلق مناخ تفاعلي بين الباحثين وتوثيق الروابط بينهم بالإضافة إلى بناء کوادر بشرية بحثية مؤهلة للقيام بواجبها مما يسهم في دعم مسيرة المشاريع التنافسية کما ستشکل هذه الفرق البحثية نواة لمراکز بحثية متميزة قادرة على القيام بمهامها البحثية على أکمل وجه.
DOI
10.21608/mfes.2019.101913
Authors
Last Name
عبد الحميد عيسى عبد الحافظ
MiddleName
-Email
-City
-Orcid
-Link
https://mfes.journals.ekb.eg/article_101913.html
Detail API
https://mfes.journals.ekb.eg/service?article_code=101913
Publication Title
مجلة کلية التربية (أسيوط)
Publication Link
https://mfes.journals.ekb.eg/
MainTitle
إدارة الفرق البحثية مدخل لتطوير المشروعات التنافسية بجامعة أسيوط